قالت مجلة «تايم» الأميركية: إن المحادثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومرشحي الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون في نيويورك هذا الأسبوع، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تسلط الضوء على واحدة من علاقات أميركا الخارجية غير المريحة. وأضافت المجلة قائلة: «جاء السيسي إلى السلطة في أعقاب الإطاحة بحكومة الرئيس محمد مرسي، الذي كان قد فاز في الانتخابات الرئاسية في أعقاب الربيع العربي، بعد الإطاحة بالمستبد حسني مبارك، وتلا ذلك فترة من العنف السياسي». وتابعت المجلة: إنه لو تم انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، فمن المتوقع ألا تجري تغييرات جوهرية في سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر. أما ترامب فقد أعرب عن إعجابه بمجموعة من القيادات السلطوية، حيث أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كزعيم قوي، والرئيس العراقي السابق صدام حسين باعتباره قاتلا فعليا للإرهابيين. ولفتت المجلة إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان يشعرون بالقلق، من أن ترامب لو فاز بالانتخابات سيعمق دعم الولايات المتحدة للسيسي، الذي يظهر نظامه كحصن ضد الجماعات المتطرفة. ونقلت المجلة عن محمد أحمد، وهو باحث مصري في منظمة العفو الدولية، قوله: «نسمع أن ترامب سيدعم السيسي في ما يسمى مكافحة الإرهاب، وهذا سيؤدي إلى تضييق الخناق أكثر على حقوق الإنسان، وحدوث تدهور كبير في أوضاعها في مصر». لعبت كلينتون دورا معقدا في علاقات أميركا مع مصر خلال سنوات عملها كوزيرة للخارجية في عهد أوباما، عندما أطلق المتظاهرون المصريون انتفاضة المطالبة بالحرية السياسية في يناير عام 2011، عبرت كلينتون عن ثقتها بحكومة مبارك. وقالت للصحافيين في 25 يناير 2011: إن «تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن طرق للاستجابة للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري». لكنها بحلول نهاية يناير طالبت «بانتقال سلمي منظم للنظام الديمقراطي»، وفي نهاية المطاف قتل أكثر من 800 متظاهر خلال أكثر من 18 يوما من الاحتجاجات، قبل تنحى مبارك في النهاية، وإنهاء ما يقرب من ثلاثة عقود من الحكم الاستبدادي. قالت كلينتون في 2009: إنها كانت تعتبر مبارك وزوجته سوزان أصدقاء العائلة، وحذرت خلال الربيع العربي من الآثار السلبية المحتملة لرحيل مبارك حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، مما أصاب بعض المعارضين المصريين بخيبة أمل في ذلك الوقت، لأنها لم تنحز بشكل أكثر وضوحا للمحتجين الذين يطالبون بإنهاء الحكم الاستبدادي في العالم العربي. في حين أن المدافعين عن حقوق الإنسان انتقدوا كلينتون لكونها بطيئة للغاية في تخليها عن دعم مبارك، وانتقدوا أوباما لاحتضان السيسي في النهاية، على الرغم من ميوله الاستبدادية، كان ترامب في الحملة الانتخابية ينتقد إدارة أوباما لسحب الدعم من مبارك. وقال ترامب في خطاب عن السياسة الخارجية في إبريل: «إن أوباما أيد الإطاحة بنظام صديق في مصر قد أبرم معاهدة سلام طويلة الأمد مع إسرائيل، ثم ساعد الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة». لكن في الواقع بعد عام 2011، كان ترامب نفسه ينتقد مبارك، ورحب بالإطاحة به. تواصل مؤسسات الدولة المصرية التقييد على منتقدي الحكومة، ويوم السبت قضت محكمة القاهرة لصالح تجميد أصول خمسة من كبار الناشطين في مجال حقوق الإنسان في مصر.;
مشاركة :