اكتشاف أسباب «طاعون لندن العظيم»: اختبارات الحمض النووي حلت اللغز

  • 9/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف العلماء عن سبب وباء الطاعون الذي اجتاح لندن في عام 1665، وحصد أرواح ربع سكانها، فيما يُعرف بـ«طاعون لندن العظيم»، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي للرفات الموجودة بمقبرة جماعية، تم اكتشافها في شرق لندن، العام الماضي، حسب ما ذكر موقع «إندبندنت» البريطاني. حلل العلماء الحمض النووي في 20 هيكلًا عظميًا، تم استخراجهم من مقابر «بيدلام»، التي تم إخلاءها أثناء إنشاء محطة سكة حديد جديدة ضمن مشروع محطات «كروسريل» في شارع ليفربول. وكان جزء كبير من العينات التي تم تحليلها، يحتوي على «يرسينا بستيس»، وهي البكتيريا المسؤولة عن وباء «الموت الأسود» عام 1348، ووباء «الطاعون الدبلي» الذي اجتاح الصين في عام 1855. ويعد ذلك هو أول تحديد للطاعون من خلال الحمض النووي منذ القرن الـ17، عندما حصد الوباء أرواح 100 ألف شخص، يقدرون بربع سكان لندن آنذاك. وتلقى تلك النتائج التي توصل إليها العلماء الضوء على ذلك الوباء، وتمهد الطريق أمام فهم أكبر لتاريخ ذلك المرض، حسب ما قال دون واكر، متخصص في علم العظام بمتحف لندن للآثار. وأضاف «واكر»: «من الهام اكتشاف حدوث ذلك الوباء في عام 1665، ولكننا حتى وقت قريب لم يكن لدينا الأسباب التي تفسر حدوث ذلك». ومنذ حوالي 4 أو 5 سنوات، فحص العلماء بعض الهياكل العظمية من وباء «الموت الأسود»، والذي كان بداية الطاعون في بريطانيا، وحددوا سبب وباء «الموت الأسود» في القرن الـ14 بوجود بكتيريا «يرسينا بستيس»، وهي بكتيريا الطاعون، ولكنهم لم يتوصلوا لمعرفة سبب انتشار الطاعون فيما بعد، ولكن بعد الاكتشاف الأخير، الذي توصل إليه العلماء، أصبح واضحًا أن البكتريا ذاتها، هي المسؤولة عن انتشار الطاعون على مدار القرون. وقد كانت أعرض «الطاعون العظيم» مختلفة عن «الموت الأسود»، الذي حصد 30% من سكان أوروبا، غير أن ذلك المرض أصبح الآن أقل وطأة من ذي قبل، وقابل للعلاج من خلال بعض المضادات الحيوية، ففي عام 2013 كان هناك 783 حالة مصابة بالطاعون، مات منها 126 حالة، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. وما جعل البعض يظن أن «المرض الأسود» مختلف عن «الطاعون العظيم» هو أن أعراض الطاعون قديمًا اختلفت كثيرًا عن أعراضه في الوقت الحالي، ما جعل البعض يرى أنهم مرضين مختلفين. ويقول «واكر» إن ذلك الوباء انتشر كالنيران في الهشيم في لندن في عام 1665، ولكنه لم يعد الوباء بعدها بنفس القوة، فلم يعد يؤثر على البشرية بنفس الدرجة، فقد يكون المرض تعرض لتحول، أدى لتخفيف وطأته، ولا أحد يعرف سبب ذلك حتى الآن.

مشاركة :