زاده: لن أنسى أبدا هذه اللحظة

  • 9/22/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

"إنها واحدة من أعظم اللحظات ليس فقط في مسيرتي الكروية، بل في حياتي الشخصية كذلك. يمكن القول إننا صنعنا التاريخ هذه الليلة. إنها المرة الأولى التي نهزم فيها البرازيل وقد تمكنا من تحقيق ذلك في كأس العالم. أنا متأكد أني لن أنسى هذه اللحظة أبداً". بعدما استعاد علي حسن زاده هدوءه خلال الساعات القليلة التي تلت فوز إيران التاريخي بركلات الترجيح على البرازيل حاملة لقب كأس العالم لكرة الصالات FIFA، ظلت علامات تأثره العاطفي واضحة بقوة على محياه. كيف لا وقد كان زاده البطل الرئيسي في تلك الملحمة التي ختم بها الإيرانيون أمسية تاريخية ضمنوا بها مقعدهم في ربع نهائي مونديال الصالات بطريقة مذهلة، حيث لم يتقدم أبناء غرب آسيا في المواجهة إلا عند حلول الجولة قبل الأخيرة من سلسلة ركلات الترجيح، علماً أن زاده تمكن من إدراك التعادل (3-3) الذي أدى بالمباراة إلى الوقت الإضافي. ولدى عودته إلى الفندق في بوكارامانجا، قال النجم الإيراني في حديث لموقع FIFA.com "إن منتخب البرازيل هو أقوى فريق في العالم على صعيد كرة الصالات. وأعتقد أن الجميع كان يرشحه للفوز على الورق قبل هذه المباراة، في حين كان الناس يتوقعون عودتنا إلى الديار". وتابع زاده: "في المراحل الأولى من عمر المباراة لم نكن في أفضل حالاتنا، حيث كنا نتوقع أن نقدم أداء أفضل، لكننا تحسنا تدريجياً، بينما بدأ الضغط يثقل كاهل البرازيل شيئاً فشيئاً، ووجدنا إيقاعنا في اللعب." لم يكن لإيران ما تخسره على بعد أربع دقائق من نهاية الوقت الأصلي، حيث قرر الآسيويون الرمي بكل ثقلهم واستبدال حارسهم - المتألق علي رضا سامي للضغط على مرمى البرازيل بخمسة لاعبين دفعة واحدة. ويستحضر زاده سيناريو اللحظات الأخيرة بحماسة كبيرة، حيث أوضح قائلاً: "كانوا متقدمين علينا بنتيجة 3-2 مما وضعنا تحت الكثير من الضغط. لذلك قررنا اللعب بحارس حر، والهدف الذي سجلته كان نتيجة لحركة جماعية اشتغلنا عليها في التدريبات. لقد كانت حركة مدروسة تكتيكياً وكانت التسديدة رائعة. لقد كانت لحظة حاسمة". ونظراً لما كان ينطوي عليه ذلك الهدف من قيمة وأهمية، لا سيما بعد أن كانت النتيجة 3-1 لصالح البرازيل في وقت سابق من عمر ذلك الشوط، خيمت شحنة عاطفية قوية على أعضاء الفريق الإيراني، حيث طالت حتى المخضرمين منهم الذين سبق لهم أن شاركوا في نهائيات البرازيل 2008 وتايلندا 2012. ويشرح زاده تلك اللحظة التي عمت فيها الإثارة والبهجة قائلاً: "كلاعب محترف، عندما تسجل هدفاً بتلك الأهمية، فإنك تريد أن تحتفل، وتريد أن تعبر عن فرحتك. ولكن في الوقت نفسه كنت أقول لزملائي أن العمل لم ينته بعد". وبالفعل، لم يُحسم شيء حتى في الوقت الإضافي الذي شهد تسجيل هدف من كل جانب لتتحول النتيجة إلى 4-4، قبل أن يحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح، حيث كان زاده أول المسددين، بعدما وجد البرازيلي رودريجو طريقه إلى الشباك. ويشرح صاحبنا ما تبادر إلى ذهنه في تلك اللحظة مفصحاً: "بمأ أن الأمر يقتصر على ثلاث ركلات ترجيحية فقط، إذا سجلت فإنك تبعث ثقة كبيرة في نفوس زملائك، أما إذا أضعت تسديدتك فسيكون لذلك وقع سلبي على رفاقك". وأضاف: "لقد حاولت استغلال كل الخبرة التي اكتسبتها من مشاركاتي السابقة في كأس العالم لإعداد نفسي جيداً لتنفيذ ركلة الترجيح تلك. لم يكن شيئاً مخططاً له من قبل، لكني حاولت أن أحافظ على هدوئي وتركيزي، ومن ثم التسجيل". وقد تمكن النجم الإيراني من هز الشباك بالفعل، بينما أدار الحظ ظهره للبرازيلي آري الذي ارتدت كرته من القائم، ليتوقف الحسم على أحمد إسماعيل بور لإنهاء المهمة، حيث ارتمى عليه زملاؤه مثل إعصار هائج احتفالاً بنجاحه في التسجيل بقدمه اليمنى. ويستحضر زاده تلك اللحظة بنبرة طغى عليها الهدوء بعد العاصفة العاطفية التي انتابت النجم الإيراني ورفاقه: "لقد كانت بهجة ما بعدها بهجة. شعرت بسعادة غامرة. لقد كانت فرحة لا تُوصف. كان شيئاً يستحيل نسيانه". لكن العواطف الجياشة لم تتوقف عن هذا الحد. فقد شهدت الأمسية لحظة مؤثرة أخرى، عندما أقام الإيرانيون تكريماً للأسطورة البرازيلي المعتزل فالكاو، حيث رفعوه على أكتافهم أمام الجماهير احتفاءً بمسيرته الحافلة. وقال زاده: "صحيح أننا كنا سعداء بفوزنا في المباراة ولكننا في المقابل شعرنا بحسرة كبيرة لرؤية فالكاو وهو يجهش بالبكاء لإسدال الستار على مسيرته بتلك الطريقة". وتابع: "لذلك قرر الجميع من تلقاء أنفسهم تقاسم السعادة مع فالكاو وهذا يُظهر الروح الحقيقية للرياضة الإيرانية والرياضيين الإيرانيين، حيث كنا نرغب في مشاركة تلك اللحظة مع الفريق الخاسر". ومهما كان يحمل هذا الإنجاز في طياته من شحنة عاطفية، فإن طموحات إيران لا تتوقف عن دور الثمانية. ويوضح نجم الفريق في هذا الصدد: "نحن نعلم أن هذه ليست نهاية القصة بالنسبة لنا. لم يكن هذا هو الهدف الذي جئنا من أجله. الوصول إلى الدور ربع النهائي ليس هو كل ما نسعى إليه. بل إن أحلامنا أبعد من ذلك. نحن هنا من أجل الوصول إلى نصف النهائي على الأقل. سوف نركز بشكل كامل على مباراتنا ضد الباراجواي اعتباراً من صباح الغد". وفي انتظار ذلك، من حق الإيرانيين أن يحتفلوا بمجدهم التاريخي على مدار الليلة.

مشاركة :