في اتفاق سلام طال انتظاره، وقعت حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية أمس اتفاقا مع جماعة الحزب الإسلامي التي أسسها قلب الدين حكمتيار، الملقب بـ«جزار كابول». وحضر ممثلون بارزون من الحكومة والجماعة مراسم التوقيع، التي أذيعت على شاشة التلفزيون. وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني حنيف اتمر، الذي دعا حركة طالبان أفغانستان لتحذو حذو الجماعة لتحقيق السلام إنه "مازال يتعين على الرئيس الأفغاني أشرف غني وزعيم جماعة حزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار توقيع الاتفاق، وبعد ذلك سوف يتم وقف إطلاق النار على الفور". ويعارض الحزب الإسلامي التدخل العسكري الدولي في أفغانستان، وقد حارب ضد القوات الدولية والحكومة الأفغانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية عام 2001. وكان أحد شروط الحزب الإسلامي لتوقيع اتفاق سلام يتمثل في خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، ولكن وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه أمس، دعا الحزب لوضع جدول زمني ملائم لخروج القوات الأجنبية. وقال رئيس وفد جماعة الحزب الإسلامي محمد أمين كريم "سنستمر في كفاحنا حتى خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان". وبحسب الاتفاق فإن الاتفاق يوفر حصانة قضائية لجميع أفراد الجماعة، وسوف يتم الإفراج عن المحتجزين التابعين للحركة خلال شهرين. وينص الاتفاق على أن ترسل الحكومة الأفغانية طلبات رسمية لمجلس الأمن الدولي والوكالات المعنية برفع القيود المفروضة على جماعة الحزب الإسلامي. وقال اتمر إن"الولايات المتحدة الأميركية قالت إنها ستحاول شطب اسم الجماعة من القائمة السوداء إذا وقعت اتفاق السلام". وفي المقابل، ستمتنع جماعة الحزب الإسلامي عن تقديم دعم لأي جماعة تعتبرها أفغانستان إرهابية، كما ستفكك عملياتها العسكرية وتعمل كمنظمة سياسية فقط في البلاد. ويذكر أن جماعة الحزب الإسلامي لم تكن مصطفة مع حركة طالبان مطلقا، ولكنها كانت من أكثر فصائل المجاهدين السبعة التي كانت تحارب السوفيات في الثمانينيات بمساعدة أجنبية، بروزا و راديكالية، وكانت تحظى بدعم الاستخبارات الأميركية والباكستانية. ورحب الاتحاد الاوروبي أمس باتفاق السلام.
مشاركة :