تأمل فرق الهــلال والشــباب والاتحاد والفتح في استعادة الكأس الآسيوية التي عاندت الفرق السعودية منذ أكثر من تسع سنوات عندما تُدشن اليوم الثلاثاء مشاركتها في دوري أبطال آسيا 2014.. فسيلعب اليوم الشباب مع استقلال إيران، فيما يلعب الفتح مع بونيوكور الأوزبكي فيما يلعب غدا الأربعاء الهلال مع الأهلي الإماراتي والاتحاد مع تركتور الإيراني.. وكانت قرعة دوري أبطال آسيا وضعت الهلال في المجموعة الأكثر قوة التي تضم معه السد القطري والأهلي الإماراتي وسباهان الإيراني فيما لا تقل مجموعة الفتح قوة وهو يلاقي الفولاذ الايراني والجيش القطري الآسيوي وبونيودكور الأوزبكي فيما كانت متوازنة مع الشباب الذي جاء مع الريان القطري والجزيرة الاماراتي إلى جانب الاستقلال الإيراني، أما الاتحاد فكانت القرعة رحيمة معه وهي تضعه مع فرق العين الإماراتي وتراكتور الإيراني ولخويا القطري. وعبست القرعة في وجه الهلاليين الذين رمتهم أمام متصدر الدوري الإماراتي وأفضل فرقه الأهلي (45 نقطة) وثالث الدوري القطري السد الذي تراجع بعد أن كان متصدرا الدوري في مراحله الأولى بـ(33 نقطة) فيما سيلعب أيضا مع رابع الدوري الإيراني سباهان الإيراني (42 نقطة).. أما الفتح الذي يشارك لأول مرة في البطولة القارية فوقع في مجموعة صعبة وقوية وتزداد صعوبة أكثر مقارنة بخبرته المحدودة ووضعه في الدوري هذا الموسم.. فهو سيلعب مع بطل الدوري الأوزبكي بونيودكور وثالث الدوري الإيراني الفولاذ (46 نقطة) وثاني الدوري القطري الجيش (39 نقطة). في وقت كانت القرعة متزنة أكثر مع الشباب الذي سيلعب مع خامس الدوري الإيراني الاستقلال (40 نقطة) وصاحب المركز الثاني عشر في الدوري القطري الريان (22 نقطة) وثالث الدوري الإماراتي الجزيرة (36 نقطة فقط). أما الاتحاد فوقع هو الأخر في مجموعة تعتبر الأسهل نوعا ما وهو سيلعب مع سابع الدوري الإيراني تراكتور (38 نقطة) والذي ساءت نتائجه بشكل لافت في المرحلة الماضية بعد أن كان يتصدر الدوري الإيراني في جولاته العشر الأولى.. وثامن الدوري الإماراتي العين (27 نقطة) وسيكون الأصعب عليه تجاوز متصدر الدوري القطري لخويا (44 نقطة). وسيبدأ الشباب مشواره الآسيوي أمام خامس الدوري الإيراني الاستقلال وهو يمر بنفس ظروف الشباب الفنية.. أما الفتح فسيقص شريط مبارياته الآسيوية باللعب أمام بطل الدوري الأوزبكي بونيودكور في مباراة بالغة الصعوبة على فريق لا يملك الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه المباريات الصعبة. وسينطلق الهلال في أصعب مبارياته عندما يواجه متصدر الدوري الإماراتي وأقوى فرقه والذي يقوده مدربه السابق كوزمين أولاريو.. في وقت سيلعب الاتحاد فيه مع سابع الدوري الإيراني والذي يعاني فنياً بشكل كبير في مبارياته الأخيرة.. وهو بالمناسبة حال الاتحاد. وتبدو الأمور غير واضحة المعالم.. ولكن ما يميز الهلال على الرغم من صعوبة مجموعته التي تضم فرقاً تنافس بقوة على بطولاتها المحلية هو جاهزية الفريق الفنية والمعنوية خاصة بعد فوزه على النصر 4ـ3 في آخر مبارياته في الدوري في وقت يعاني فيه الشباب والاتحاد والفتح فنياً.. فالأول خسر من متذيل الترتيب في الدوري 1ـ4 والثاني من الثالث عشر 1ـ2 فيما تعادل الثالث مع الثامن 1ـ1.. وهي نتائج لا تبشر بالخير. نظرة للتاريخ بدأت علاقة الأندية السعودية مع البطولات الآسيوية في العام 1992 بفوز الهلال بكأس الأندية الآسيوية الأبطال وبعدها بعام حقق القادسية كأس الكؤوس الآسيوية ولحقه الهلال في العام الذي يليه كما توج في العام اللاحق له بلقب كأس السوبر الآسيوية. ومن عام 1997 وحتى 2000 اتسعت قائمة الأندية السعودية التي توجت باللقب بدخول النصر بفوزه بكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر والشباب بفوزه بكأس الكؤوس الآسيوية وأيضا الاتحاد باللقب ذاته.. فيما أضاف الهلال كأسا جديدة من دوري الأبطال بفوزه باللقب للمرة الثانية عام 1999.. كما توج أيضا بلقب كأس السوبر الآسيوية. وأضاف الهلاليون عام 2002 كأسا جديدة من نوع كأس الكؤوس الآسيوية.. وهي النسخة الأخيرة قبل دمج البطولة مع أبطال الدوري. وبعد عام من تحقيق العين الإماراتي لقب دوري أبطال آسيا بالمدمج حقق الاتحاد السعودي اللقب مرتين على التوالي في عام 2004 و2005 وفي الأخيرة ارتاح الاتحاديون من عناء المشاركة في الدور الأول كون النظام القديم كان ينقل حامل اللقب مباشرة للدور ربع النهائي فحقق الاتحاد اللقب بعد أن خاض ست مباريات فقط. ومنذ ذلك الحين فشلت الأندية السعودية في العبور للقب وصعبت المهمة أكثر من النظام الاحترافي الجديد للبطولة الذي دخل حيز التنفيذ منذ العام 2009 وفيه باتت السعودية وكوريا واليابان تشارك بأربعة فرق ودخلت الأندية الأسترالية في المعمعة ولكنها لم تحقق حتى الآن أي إنجاز يذكر في البطولة.. واليوم ستدخل أندية جديدة تمثل كوريا الشمالية والكويت والبحرين وعمان والأردن والعراق. وصعبت مهمة الأندية السعودية مع توقيت الاتحاد الآسيوي للبطولة الذي يجعلها تلعب في موسمين.. فيبدأ دورها التمهيدي في أواخر الموسم فيما تبدأ أوقات الحسم في مطلع الموسم التالي .. وهي مشكلة عانت منها كثير أندية غرب آسيا فيما لم تعاني فرق الشرق من هذه المعضلة كون البطولة تبدأ وتنتهي في ذات الموسم فتكون فرق الصين وكوريا واليابان اقتربت من نهاية الموسم فيما مايزال الدوري السعودي والإيراني والإماراتي والقطري في بداياته.. ومكن هذا أندية شرق آسيا من السيطرة على البطولات الثماني الأخيرة قبل أن ينجح السد القطري في كسر هذه السيطرة بفوزه باللقب في نسخته الأخيرة.. وهو الفوز الذي كان أشبه بالمعجزة بعد أن كان خسر مباراة الدور ربع النهائي أمام سباهان الإيراني 1ـ0 ولكنه اعتبر فائزا 3ـ0 لإشراك الإيرانيين لاعبا غير مؤهل. وعاد في الموسم قبل الماضي أولسان الكوري ليؤكد سيطرة الكوريين على اللقب ويفوز به على حساب الأهلي السعودي.. فيما توجد جوانزو الصيني نفسه بطلا لآخر نسخة على حساب حامل اللقب السابق. وخلال السنوات التسع الماضية لم تنجح الأندية السعودية في الفوز باللقب واقتصر أفضل إنجاز لها على بلوغ الاتحاد والأهلي للمباراة النهائية عامي 2010 و2012 قبل أن يخسر أمام بوهانج ستيلرز وأولسان الكوريين الجنوبيين على التوالي.. فيما تراوح أفضل إنجاز له عداها ما بين الخروج من الدور الأول والخروج من الدور نصف النهائي.. وهو حال الهلال والشباب اللذين كان أفضل إنجاز لهما بلوغ الدور نصف النهائي.. أما الأهلي فاكتفى بالخروج من الدور ربع النهائي في بطولات سابقة ويعتبر بلوغه لنهائي البطولة السابقة إنجازه الأفضل. أما النصر والاتفاق فأفضل ماحققاه في البطولة الاحترافية هو الخروج من الدور ثمن النهائي. وستشهد البطولة الجديدة مشاركة أولى لنادي الفتح.. كأول بطولة آسيوية يخوضها ولكنه لم يعد هو ذاته الفريق الذي حقق المعجزة في الموسم الماضي فتراجعت نتائجه كثيرا هذا الموسم. سجل قياسي يظل الهلال صاحب الرقم القياسي بين الأندية الآسيوية قاطبة في الفوز بالألقاب القارية فهو أحرز 6 ألقاب بدأها عام 1991 عندما توج بطلا في كأس الأندية الأبطال كأول ناد سعودي يحقق لقبا آسيويا، فيما كان اللقب الأخير له في عام 2002 عندما توج بكأس الكؤوس في نسختها الأخيرة قبل دمجها مع كأس الأبطال... وبين البطولتين توج الهلال مرة أخرى بلقب دوري الأبطال ومرتين بكأس الكؤوس ومرتين بطلا للسوبر الآسيوي .. احتفل الهلاليون بكونهم أول الأندية السعودية التي تحقق كأسا آسيوية بفوزه بكأس الأبطال عام 1992.. ثم عاد وأكد سيطرته في هذا المجال من خلال الفوز بكأس الكؤوس الآسيوية 1996 ثم فاز في العام التالي بكأس السوبر الآسيوية.. وفي العام 1999 توج الهلال بالبطولة الأصعب دوري الأبطال للمرة الثانية على التولي وفي العام وألحقها بالسوبر الآسيوية.. وختم الزعيم بطولاته الآسيوية بالفوز بكأس الكؤوس الآسيوية عام 2002 ولكنه فشل في الفوز بالسوبر في العام ذاته. فيما يملك الاتحاد في رصيده ثلاث بطولات آسيوية كانت الأولى عام 1998 عندما توج بكأس الكؤوس الآسيوية وآخرها عامي 2003 و 2004 كبطل للبطولة الآسيوية الموحدة قبل النظام الجديد للأندية المحترفة الذي يقضي بمشاركة ثلاثة أو أربعة فرق من كل دولة من التصنيف الممتاز واثنين من التصنيف b. أما الشباب الذي يحاول ترويض اللقب العنيد فعلى الرغم من مشاركته في سبع بطولات آسيوية حتى الآن أنه نجح في الفوز فقط بكأس الكؤوس مرة واحدة فقط كانت عام 2001.. فيما لا يملك النصر سوى بطولة كأس كؤوس واحدة مع كأس سوبر واحدة وهو لم يشارك إلا مرة واحدة في كأس الأبطال بنظامه المدمج وخرج من الدور ثمن النهائي. فيما لا يملك الأهلي الذي بلغ المباراة النهائية في الموسم قبل الماضي أية ألقاب بعد أن خسر أمام أولسان هوينداي الموسم الماضي وهو حال الاتفاق الغائب عن بطولة هذا العام.. بينما توج القادسية الذي يلعب حاليا في دوري الدرجة الأولى بلقب كأس الكؤوس الآسيوية للعام 1993.
مشاركة :