أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، عن أمله في بدء محادثات مباشرة بين الأطراف السورية في الأسابيع المقبلة، وذلك مع إعلان المنظمة استئناف إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، في حين تعرضت الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لغارات كثيفة تسببت في اندلاع حرائق كبرى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام والمعارضة جنوب غرب المدينة. مقتل 45 شخصاً في قصف مناطق للمعارضة في حلب. دي ميستورا يؤكد أن النزاع السوري لن يُحل عسكرياً، بل عن طريق الحوار. وتفصيلاً، قال مساعد المبعوث الأممي لسورية، رمزي عزالدين رمزي، للصحافيين في جنيف أمس، إن «المبعوث الخاص أعلن بوضوح شديد أنه سيعمل فوراً على بدء محادثات تحضيرية بين الأطراف السورية تمهيداً لمفاوضات مباشرة»، مضيفاً أن الأمم المتحدة تأمل في أن تجري هذه المحادثات «في الأسابيع المقبلة». وشدد دي ميستورا، في كلمته الليلة قبل الماضية أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، على أن أي مقترحات سيتم تقديمها للمضي قدماً بشأن الأزمة السورية لابد أن تكون على أساس أن النزاع لا يمكن أن يحل عسكرياً، بل فقط عن طريق الحوار بين الحكومة والمعارضة، والذي يفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة دولية. وأعلن عزمه وضع مشروع يضم مقترحات لجميع الأطراف كنقطة انطلاق، حالما يتم استئناف المحادثات، كوسيلة للانتقال إلى المحادثات المباشرة. وأكد دي ميستورا أن الجانبين يجب أن يدركا أن أية مرحلة انتقالية يجب أن تشمل الجميع، كما ينص بيان جنيف بشكل واضح، وذلك من خلال الموافقة المتبادلة. من جهة أخرى، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، ينس ليركي، في بيان: «أرسلنا قافلة مشتركة من وكالات عدة تنقل مساعدات طارئة إلى محافظة دمشق». وأوضح ليركي «لقد استأنفنا توزيع المساعدات بسبب الحاجة الإنسانية الملحة التي تحتم علينا البقاء وتأمين المساعدات حتى في أصعب الظروف»، لكنه شدد على ضرورة ضمان «مرور آمن» للقافلات. وتابع أن الأمم المتحدة تأمل بإرسال قوافل مساعدات إنسانية أخرى «في الأيام المقبلة» إلى مناطق محاصرة في سورية يعيش فيها نحو 600 ألف شخص. وأوضح ليركي أن القرار بشأن هذه القوافل سيتخذ «كل على حدة». وكانت الأمم المتحدة أعربت عن «الاستعداد» لاستئناف إرسال المساعدات إلى الأماكن المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها في سورية، التي علقتها الثلاثاء بعد الغارة الدامية ضد قافلة بالقرب من حلب في مطلع الأسبوع الجاري. في الأثناء، تعرضت الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لغارات كثيفة تسببت في اندلاع حرائق كبرى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة جنوب غرب المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس 14 غارة على الأقل على مناطق في حيي بستان القصر والكلاسة في مدينة حلب»، مشيراً إلى «قصف جوي استهدف أيضاً أحياء العامرية وحلب القديمة». وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس إن الغارات الكثيفة على الأحياء الشرقية تسببت في اندلاع حرائق كبرى، خصوصاً في حي بستان القصر في شرق المدينة. وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في بستان القصر عن اندلاع حرائق في الشارع الذي يقطن فيه إثر غارات جوية، مشيراً إلى ان عناصر الدفاع المدني عملوا لوقت طويل على إطفاء الحرائق. واتهم ناشطون معارضون، على مواقع التواصل الاجتماعي، طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية. وتسببت الغارات على الأحياء الشرقية في حلب منذ يومين في مقتل 12 مدنياً، بينهم طفلان، وفق المرصد، في حصيلة هي الأعلى داخل المدينة منذ اعلان الجيش السوري الاثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً. وقال مدير مستشفى القدس، الدكتور حمزة الخطيب، لـ«رويترز» إن 45 شخصاً قتلوا في قصف مناطق للمعارضة في مدينة حلب السورية الليلة قبل الماضية. في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في منطقة الراموسة جنوب غرب مدينة حلب. وافاد المرصد عن «مواجهات عنيفة تواصلت في المنطقة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى». على جبهات أخرى، تعرضت الغوطة الشرقية قرب دمشق أمس لغارات جوية، وفق مراسل لـ«فرانس برس»، تزامناً مع غارات استهدفت مناطق عدة في محافظتي حمص وحماة، بحسب المرصد السوري. وفي محاولة لاحتواء التصعيد، عقدت «المجموعة الدولية لدعم سورية»، التي تضم 23 دولة ومنظمة دولية، اجتماعاً جديداً في نيويورك أمس، في مسعى لانقاذ العملية الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب.
مشاركة :