وصف مسؤولون إسرائيليون اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأنه «ودي أكثر من المعتاد» بعد مرحلة التوتر التي شهدتها العلاقات بينهما. وقال أوباما ان «عرى الصداقة بين اسرائيل والولايات المتحدة لا تنفصم وانها تقوم على قيم مشتركة». وتابع انه «في أوقات عدم اليقين تريد الولايات المتحدة ان تكون اسرائيل آمنة»، وانه يريد أن يجد طريقاً للسلام في الشهور الباقية في رئاسته، كما انه يريد ان يمهد الطريق لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وكان الرئيس الأميركي قد صرح في مستهل الاجتماع إنه سيبحث مع نتانياهو الأوضاع في سورية والضفة الغربية، معرباً عن قلقه من أعمال البناء في المستوطنات. وصرح أوباما مع بدء اللقاء الثنائي الذي يفترض ان يكون الأخير قبل مغادرته البيت الابيض في مطلع 2017 أن «العلاقات بين اميركا واسرائيل عصية على التدمير». وكانت آخر مرة التقى فيها نتانياهو وأوباما في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في واشنطن. وتابع أن «أمن اسرائيل مهم للأمن القومي الأميركي»، بعد أيام على ابرام اتفاق مساعدات عسكرية بين البلدين الحليفين. كما وعد أوباما أن يزور إسرائيل بعد انتهاء ولايته الرئاسية «لأنها بلد رائع يقطنه اشخاص رائعون». وأضاف مبتسماً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي «لطالما كان صريحاً معنا» في اشارة مباشرة الى التوتر الأخير في علاقاتهما. اما نتانياهو فأكد ان «تحالفنا تطور عقداً بعد عقد ومع الرؤساء» في الولايات المتحدة. وتوجه الى الرئيس الاميركي قائلاً: «باراك، تأكد انك ستلقى دوماً الترحيب في اسرائيل». غير أن أوباما أشار الى انه ينوي التعبير عن «مخاوف» بلاده في شأن بناء وحدات سكنية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة الأمر الذي تندد به واشنطن في شكل دوري. وصرح نتانياهو، خلال اللقاء بأن بلاده لن تتخلى ابداً عن محاولة التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. وأضاف إن أوباما سيكون ضيفاً مرحباً به في اسرائيل، مشيراً الى ان صوت اوباما الداعم للشعب اليهودي سيظل مسموعاً لسنوات كثيرة مقبلة، وفق صحيفة «تايمز اوف إسرائيل». وشكر نتانياهو الرئيس الأميركي عن حزمة المساعدات العسكرية بقيمة 38 بليون دولار لاسرائيل، قائلاً إن الولايات المتحدة هي أفضل صديق لإسرائيل. ونفى مسؤول اسرائيلي، وهو عضو في الوفد الإسرائيلي إلى نيويورك، أن تكون المخاوف الأميركية في شأن المستوطنات لعبت دوراً مركزياً في المحادثات بين اوباما ونتانياهو، مناقضاً بذلك رواية مسؤول في البيت الأبيض أشار إلى صدام بين نتانياهو وأوباما بهذا الشأن، وفق الصحيفة الاسرائيلية. وراء الأبواب المغلقة، ذكر مسؤولون كبار في إدارة أوباما أن الرئيس كان أكثر تحديدًا، وطرح «المخاوف الأميركية العميقة» من أن البناء الاستيطاني يقوض فرص السلام. إلا ان نتانياهو رفض هذه الفكرة - كما قال أحد المسؤولين - الذي أضاف أن الزعيمين لم «يصلحا» خلافاتهما. وأكد مسؤول إسرائيلي بأنه لم تتم خلال اللقاء مناقشة احتمال تقديم مبادرة أميركية للدفع بالعملية السلمية في الفترة بين الانتخابات الأميركية في الـ 4 تشرين الثاني (نوفمبر) ويوم أداء اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني (يناير). وقال المسؤول «كان هناك فيلاً في الغرفة، لكنهما لم يتحدثا عنه»، مشيراً إلى أن كلا الرجلين عرف أن «الفيل» كان هناك. وأضاف المسؤول الإسرائيلي، وفق الصحيفة، أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي كانت مسألة الخلاف الوحيدة بين أوباما ونتانياهو، مضيفاً ان رئيس الحكومة الاسرائيلية عرض وجهة نظره، مدعياً بأن «بضعة آلاف من الإسرائيليين في الضفة الغربية لا يشكلون عقبة للسلام، وإنما العقبة هي في الرفض الفلسطيني للتنازل عن مطالبتهم بحق العودة والاعتراف بدولة يهودية ضمن أي حدود». وتابع المسؤول الإسرائيلي «هناك خلافات في الرأي، وهذا ليس بالجديد، النقاشات حول المستوطنات لم تكن جوهر اللقاء، لم تأخذ الكثير من الوقت في الحديث، لقد كانت جزءاً هامشياً من الاجتماع». اللقاء بمعظمه تناول الشؤون الأمنية والاستخباراتية في الشرق الأوسط، وفق أقوال المسؤول الرفيع، لافتاً إلى أن سورية نوقشت في شكل مطول، وحتى إيران ظهرت خلال الحديث، لكنه رفض الخوض في التفاصيل. وشهدت العلاقات بين الرجلين اللذين تسلما مهماتهما في العام نفسه (2009) اضطرابات آخرها إلغاء زيارة نتانياهو الى البيت الابيض في اللحظة الأخيرة في اذار (مارس). وعبرت الحكومة الأميركية التي علمت بالإلغاء عبر وسائل الاعلام عن استيائها ازاء ذلك في شكل واضح.
مشاركة :