طوكيو: عيدروس عبد العزيز أكد الدكتور عبد العزيز تركستاني، السفير السعودي لدى اليابان، أن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حققت أبعادا جديدة في مسيرة التعاون المشترك، وآفاقا أرحب، مشيرا إلى وجود تحد كبير الآن يتمثل في ترجمة تلك الأهداف على أرض الواقع، وجعل الشراكة الشاملة واقعا ملموسا. وقال تركستاني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن ولي العهد الأمير سلمان كان حريصا على تضمين البيان الختامي المشترك الذي صدر في ختام الزيارة الرسمية بندا يشير إلى الاهتمام بالشباب وتمكين دورهم في المراحل المقبلة، والاستفادة من التجربة اليابانية في هذا الخصوص من خلال تبادل الزيارات الشبابية، والاهتمام بالتنمية البشرية ككل. ودعا تركستاني إلى اتخاذ خطوات جادة على كل المستويات من أجل تشجيع تبادل الدبلوماسيين الشباب وفتح حوار فكري حول مسائل شتى، من تدعيم الشراكة الشاملة وجعلها مفهوما مجتمعيا راسخا. وحول لقاءات الأمير سلمان مع إمبراطور اليابان وولي العهد، ومباحثاته مع رئيس الحكومة شينزو آبي، أكد السفير السعودي أن الجانبين طرحا أفكارا جديدة، لضرورة تنمية العلاقات والوصول بها إلى آفاق أرحب. وأشار إلى وجود عزيمة لدى الطرفين من أجل الدخول في شراكة شاملة على أساس الاحترام وتبادل الخبرات، والتنسيق في المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا، وقضايا الإرهاب والقرصنة. وأكد تركستاني أن الزيارة فتحت أبوابا عديدة، من بينها قضية تعزيز الحوار الاستراتيجي بين اليابان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قائلا إن اليابان حريصة على فتح علاقات استراتيجية مع دول الخليج، عبر البوابة السعودية. وأوضح أن القيادة اليابانية حرصت على تأكيد الدور المحوري للسعودية ليس على المستوى الخليجي أو العربي وإنما على مستوى العالم الإسلامي، والإقليمي والدولي. وعلى المستوى الاقتصادي، أشار تركستاني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسألة التعاون في مجالات الطاقة التقليدية والطاقة البديلة والمتجددة، كانت ضمن أجندة البحث، حيث جرى التأكيد على أهمية استقرار سوق النفط. وقال إن الجانب الياباني عبّر عن تقديره لسياسة النفط المتوازنة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية كمصدر آمن يعتمد عليه في إمداد النفط إلى الأسواق العالمية عامة والسوق اليابانية خاصة. وبشأن فحوى المذكرات الثلاث التي جرى توقيعها بين المملكة العربية السعودية واليابان، قال السفير تركستاني إنها تهدف لوضع لبنة لشراكة اقتصادية واستثماريا شاملة، والمساعدة في تطوير البنية التحتية في السعودية، وإنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتعاون في مجال المياه ومياه الصرف الصحي. وأكد تركستاني عمق العلاقات التاريخية بين طوكيو الرياض، مشيرا إلى أنها تسير بشكل جيد، بفضل السياسة الحكيمة للقيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلمان، وأنها تدخل مرحلة النضج مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذي يصادف العام المقبل.
مشاركة :