أعلنت القوات العراقية أمس الخميس (22 سبتمبر/ أيلول 2016) استعادة السيطرة بالكامل على قضاء الشرقاط من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» بعد معارك شرسة بدأت قبل ثلاثة أيام لدخول هذه المدينة قبل التوجه إلى الموصل. وبدأت العملية الثلثاء الماضي لطرد الإرهابيين من بلدة الشرقاط التي ترتدي أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للقوات العراقية التي تستعد لتحرير الموصل، كونها تقع على طريق الإمداد الرئيسي الذي يمتد إلى العاصمة بغداد. وأفاد بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة «نزف إليكم اليوم بشرى تحرير قضاء الشرقاط بالكامل من دنس الإرهاب». وتقع الشرقاط على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال بغداد، وتعد آخر معاقل تنظيم «داعش» في محافظة صلاح الدين التي استعيد السيطرة عليها قبل أشهر. واشتركت وحدات الجيش العراقي واللواء 51 من الحشد الشعبي في العملية بإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي. وأكد البيان أنه «خلال 72 ساعة خاضت قواتكم المسلحة البطلة فيها معركة نوعية خاطفة تكللت بتحرير قضاء الشرقاط بالكامل ورفع العلم العراقي على المقرات الحكومية فيه وسط تهليل واستبشار الأهالي وتأييدهم بعد هزيمة عصابات (داعش) الإرهابية وتكبيدها خسائر فادحة». ووزعت قيادة العمليات المشتركة صوراً للقوات العراقية داخل شوارع الشرقاط وهي تنزل رايات تنظيم «داعش» وصوراً أخرى لجثث الإرهابيين وبينهم أجانب. ورفع سكان المدينة رايات بيضاء فوق منازلهم، ولم تشهد المدينة عمليات نزوح كبيرة، بحسب المسئولين المحليين. وتمكنت القوات العراقية في 25 أغسطس/ آب من استعادة بلدة القيارة التي تتمتع بموقع استراتيجي بسبب وجود مطار عسكري تعمل القوات العراقية حالياً على تأهيله من أجل استخدامه في عمليات تحرير الموصل، آخر أكبر معاقل الإرهابيين في العراق. وفي سياق آخر، أكد وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون أمس استمرار بلاده في تدريب وتأهيل قوات بيشمركة كردستان. وذكر بيان لحكومة إقليم كردستان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه أن ذلك جاء خلال استقبال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البرزاني أمس (الخميس) للوزير فالون والوفد المرافق له. وعبّر الوفد البريطاني عن سروره بزيارة إقليم كردستان، مقدمين شكرهم لشعب وحكومة وبيشمركة إقليم كردستان، لشجاعتهم في الدفاع عن المبادئ الإنسانية والدفاع عن جميع مكونات إقليم كردستان، وإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش». وأكد وزير الدفاع البريطاني، أنه «ممكن أن يكون لقوات البيشمركة دور كبير في عمليات تحرير الموصل، بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية وقوات التحالف، بالإضافة إلى ضرورة إجراء حوارات مكثفة للاستعداد لمرحلة ما بعد داعش في الموصل وحماية جميع المكونات فيها». وأشار إلى أن بلاده ستستمر بإرسال المساعدات العسكرية وتدريب قوات البيشمركة، لافتاً إلى أنهم يعرفون جيداً العبء الكبير الذي تتحمله حكومة إقليم كردستان، بسبب تواجد الأعداد الكبيرة من النازحين والمهجرين في الإقليم. من جهته، قال رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البرزاني، إن الحكومة البريطانية لم تتوقف عن تقديم المساعدات إلى قوات البيشمركة، وتمنى أن تلعب بريطانيا دوراً أكثر فعالية في الحوار بين الأطراف لصياغة خطة لمرحلة ما بعد تحرير الموصل بهدف حماية أرواح وممتلكات وحقوق المواطنين بكافة طوائفهم القومية والدينية والمذهبية. وأشار إلى أن هناك «علاقات أكثر تطوراً حدثت بين إقليم كردستان والحكومة الفيدرالية، وقد عقدت عدة اجتماعات بين الجانبين على مستويات عالية بهدف التخطيط لعملية تحرير الموصل بالتنسيق مع التحالف الدولي». وتطرق نيجيرفان البرزاني إلى العلاقات التاريخية بين إقليم كردستان وبريطانيا، وأكد أن الإقليم ينتظر المساعدة من بريطانيا في جميع المجالات خاصة في ظل الأزمات الحالية.
مشاركة :