أربعة أهداف في ثلاث مباريات للمهاجم الذي سجل ثلاثة فقط طوال الموسم الماضي مع ميلان الإيطالي! ماريو بالوتيللي ينهض من كبواته الطويلة، ويذكر في فترة قصيرة مع نيس الفرنسي بأن موهبته لا تزال حية. وقاد بالوتيللي نيس لاكتساح جاره موناكو برباعية نظيفة مساء أول من أمس، لينفرد فريقه بصدارة الدوري الفرنسي. وسجل بالوتيللي ثنائية هي الثانية له في ثاني مباراة مع نيس بعد الأولى في مرمى مرسيليا (3 - 2) في المرحلة الرابعة في 11 الحالي، علما بأنه غاب عن المباراة الأخيرة ضد مونبلييه للإصابة. وكتبت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، أمس، على موقعها الرسمي: «كل العناوين العريضة له: بالوتيللي عاد ليكون سوبر ماريو»، مبدية اندهاشها في منح صحيفة «ليكيب» الفرنسية صفحتها الأولى للاعب تخلى عنه الدوري الإيطالي من دون أسف. في إيطاليا، لم يستعد بالوتيللي بعد موقعه السابق، فسرق مكانه الأرجنتيني غونزالو هيغواين (يوفنتوس راهنا ونابولي سابقا)، والأرجنتيني ماورو إيكاردي (إنتر ميلان)/ أو الأسطورة فرنشيسكو توتي (روما). يعرف عشاق الدوري الإيطالي جيدا صعود بالوتيللي وهبوطه، وصحيح أن الموسم الحالي لا يزال في بداياته كي يعود المشاكس إلى صفوف المهاجمين المميزين في إيطاليا، إلا أنه استعاد على الأقل الابتسامة الغائبة عن وجهه طوال الموسم الماضي. بعد قدومه إلى فرنسا، أعلن بالوتيللي: «في السنوات الماضية افتقدت إلى السعادة في كرة القدم». ضحكته اللافتة بعد افتتاحه التسجيل ضد موناكو أو عند استبداله في المباراة منتصرا، لم تكن مشهدا مألوفا في إيطاليا. كان بالوتيللي ميلان حزينا ومحبطا في ميلان وكذلك ليفربول الإنجليزي. لكن مع نيس يبدو منفتحا، سعيدا وجاهزا لمشاركة النجاحات مع الجمهور. ذكر أليساندرو دي كالو، الصحافي المعروف في «لا غازيتا ديلو سبورت»: «بعد فترة طويلة، انتكاسات وخيبات أمل، يبقى بالوتيللي أيقونة ورمزا صغيرا قادرا على إسعاد الراغبين برؤيته يلعب». وأضاف: «سوبر ماريو! سوبر ماريو! هذا هو النشيد الجديد في ملعب نيس. بالوتيللي خاض مباراتين فقط.. فرنسا بحاجة ماسة إلى تعبئة فراغ (السويدي زلاتان) إبراهيموفيتش، وبالوتيللي يمكنه احتلالها ببصمته القوية، فهو قادر على قيادة من يقفون وراءه مثل موجة طويلة وإيجابية». تبدو إيطاليا حذرة من التعامل مع قضية بالوتيللي، إذ أدركت سابقا أن التعامل مع نجاحات المهاجم صاحب التقليعات المجنونة ليس مضمونا أبدا. لكن الكرة الإيطالية تعرف أيضا أن موهبة اللاعب البالغ 26 عاما لا مثيل لها مع جيل المنتخب «المتوسط» حاليا، خصوصا في خط الهجوم. ويشرح دي كالو: «إذا تابع على هذا الإيقاع، فسيصبح من أركان المنتخب الإيطالي. لا يزال في فترة التعافي، وربما بالنسبة للمدرب (جامبييرو) فنتورا، فقد حان الوقت لاستدعائه مجددا إلى الأزوري». هل يستدعى بالوتيللي مجددا لمواجهة إسبانيا في 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في تورينو؟ ربما من السابق لأوانه أن نرى لاعب إنتر (2007 - 2010) ومانشستر سيتي الإنجليزي (2010 - 2013) وميلان وليفربول سابقا يحمل ألوان الأزوري. ويبحث بالوتيللي الذي أكد مدير أعماله النافذ مينو رايولا، أنه سيعود إلى الدوري الإنجليزي بعد مشواره الفاشل مع ليفربول، عن إطلاق مسيرته من الجنوب الفرنسي مع فريق غير منافس على اللقب، لكنه نجح في الفوز على باريس سان جيرمان وليون وموناكو. لكن بعد بدايته الصاروخية، ومع فريق مطعم ببعض النجوم، ينذر موسم «سوبر ماريو» بمفاجآت إيجابية للولد الشرير في الكرة الإيطالية.
مشاركة :