مع بيكفورد.. سندرلاند في أيدٍ أمينة

  • 9/23/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

وفر قرار جو هارت برفض سندرلاند، الشهر الماضي، خليفة محتمل لحارس المرمى الأول للمنتخب الإنجليزي فرصة طال انتظارها كي يقف في دائرة الضوء. كان جور دان بيكفورد قد شارك بالفعل في تسع مباريات دولية مع المنتخب الإنجليزي دون الـ21 عاما، لكن لدى مشاهدة أدائه المتألق أمام توتنهام هوتسبير على استاد «وايت هارت لين»، الأحد الماضي في المرحلة الخامسة من الدوري الإنجليزي، من السهل توقع أن ينجح حارس المرمى البالغ 22 عامًا نهاية الأمر في أن يحل محل هارت في الفريق الأول يومًا ما. اللافت أن فريق التدريب داخل سندرلاند أدرك منذ سنوات حقيقة إمكانات جوردان الهائلة، لكن في أعقاب سلسلة من فترات الإعارة لأندية أخرى، هي دارلينغتون وألترينشام وبورتون ألبيون وكارلايل يونايتد وبرادفورد سيتي وبريستون نورث إند، بدأ جوردان هذا الموسم كبديل لفيتو مانوني. وقد تابع مدرب سندرلاند ديفيد مويز بإعجاب أداء بيكفورد المبهر مع بريستون الموسم الماضي، لكن عندما تعرض مانوني لإصابة خطيرة في المرفق، أدرك خليفة سام ألاردايس أن فرصة استقدام هارت من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة تعتبر ثمينة لدرجة تجعل من الصعب تجاهلها. وبمجرد أن أعلن حارس مرمى مانشستر سيتي الانتقال إلى تورينو، تلقف بيكفورد بذلك فرصة ذهبية ليثبت للجميع السر وراء هذه الثقة الكبيرة التي يبديها بنفسه. وفي تعليقه على أداء اللاعب، قال مويز: «يبلي جوردان بلاءً جيدًا للغاية، ويملك جميع المقومات التي تؤهله ليكون حارس مرمى من الطراز الأول»، لكنه استطرد موضحًا أنه «بحاجة إلى المضي في رفع مستوى أدائه ومجهوده، علاوة على حاجته لإدخال تغييرات على بنيته الجسدية، فلا يزال أمامه الكثير من الجهد. يتعين على حراس المرمى الشباب بذل مجهود كبير في التدريبات الرياضية وإبداء قدر بالغ من الالتزام إذا ما رغبوا في رفع مستوى لياقتهم». في الحقيقة، بالنسبة لشخص يبدو صاحب بنية جسمانية غير مثالية للمركز الذي يشارك به الحارس البالغ طوله 6 أقدام قدم بالفعل أداءً جيدًا للغاية في خضم محاولاته كبح جماح مهاجمي توتنهام هوتسبير وقصر عدد الأهداف التي سجلوها على هدف واحد فقط ليخسر سندرلاند بهدف واحد دون مقابل في شمال لندن. ومن شأن هذه النتيجة ترك الفريق الزائر في قاع ترتيب أندية الدوري الممتاز برصيد نقطة واحدة. وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الأمور المثيرة للقلق أمام مويز جراء انسحاب المدافع الهولندي باتريك فان آنهولت الغامض من الفريق الأول قبل دقائق من انطلاق صافرة المباراة للشك في معاناته من مشكلة في ضربات القلب، فإنه على الأقل لم يعد بحاجة للقلق الآن على مركز حارس المرمى. وقد نجح بيكفورد في جذب الأنظار إليه بنجاحه في إنقاذ مرماه من سلسلة من محاولات إحراز أهداف، إضافة إلى تقديمه أداءً مبهرًا في التعامل مع الكرة بقدمه. وعن ذلك، قال كريس كيركلاند، حارس مرمى ليفربول السابق وكذلك المنتخب الإنجليزي: «يملك جوردان القدرة على ركل الكرة بذكاء. لم يسبق لي في حياتي أن شاهدت حارسًا يركل الكرة مثلما يفعل جوردان. وليس بوسعي مطلقًا ركل الكرة للمسافة التي يركلها إليها. سبق لي التعاون خلال مسيرتي الكروية مع عدد من كبار حراس المرمى وأرى أن جوردان في مستوى العناصر الأفضل بينهم. إن أمامه فرصة عظيمة لأن يصل إلى القمة». وأضاف: «أول ما لفت انتباهي إليه قدرته على إحكام سيطرته على منطقة الجزاء. من الطبيعي أن ينقذ جميع حراس المرمى شباكهم من أهداف محتملة - فتلك هي مهمتهم الأساسية - لكن الأمر الذي يتفرد به جوردان سيطرته على منطقة المرمى. إنه يخرج من مرماه لاعتراض الكرات بثقة يندر توافرها في حراس المرمى صغار السن أمثاله». يذكر أن بيكفورد نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في جميع المباريات التي شارك فيها مع بريستون قبل استدعاءه إلى سندرلاند من جانب ألاردايس، يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي تعليقه على أداء بيكفورد، قال كيركلاند: «في مثل عمر جوردان، تميل لأن تكون شجاعًا داخل الملعب، وهذا عنصر مساعد مهم. إلا أنه في وقت لاحق، عندما تصبح أكبر سنًا، تبدأ في الشعور بالقلق حيال الوقوع في أخطاء». وقد أبدى كل من ألاردايس ومويز إعجابهما بثقة بيكفورد الاستثنائية بنفسه وقدراته، ويأمل الأخير في أن يتمكن بيكفورد من إضفاء بعض من هذه الثقة على فريق يسعى بدأب لتحقيق أول فوز له في الدوري الممتاز في ظل قيادة مدربه الجديد. من ناحية أخرى، وفي أعقاب انطلاق صافرة نهاية المباراة على استاد «وايت هارت لين»، بدا بيكفورد متفائلاً كعادته، وقال: «سنكون على ما يرام». يذكر أن بيكفورد ظل لاعبًا في سندرلاند منذ انضمامه إلى أكاديمية النادي في الثامنة من عمره. وأضاف: «لدينا مجموعة جديدة من اللاعبين ولا نزال في مرحلة التعرف إلى بعضنا بعضًا. وسوف ننجح بالتأكيد. يبدأ الأمر ببذل مجهود جاد في التدريب، الأمر الذي نقوم به بالفعل، بجانب حرصنا على توطيد علاقاتنا ببعضنا بعضًا. وكلما لعبنا معًا، تحسن أداؤنا». وإذا كان التعاقد لأربع سنوات الذي وقعه بيكفورد هذا العام يمنحه الشعور بالأمان، فإنه يحمي سندرلاند كذلك من إمكانية خسارة أحد أصوله الجوهرية. جدير بالذكر أنه قبل انتقاله إلى تدريب المنتخب الإنجليزي، كان ألاردايس مدركًا تمامًا لأن حارس مرماه الشاب تجري مراقبته عن قرب من جانب كشافي مانشستر يونايتد منذ أكثر من عام. وزاد اهتمام الكشافين مع نجاح أداء بيكفورد في ضمان فوز منتخب إنجلترا دون الـ21 ببطولة تولون الدولية في مايو (أيار) الماضي. من ناحيته، قال بيكفورد: «يحمل هذا الموسم تغييرًا كبيرًا بالنسبة لي. لقد شاركت في كثير من المباريات في المستويات الأدنى من الدوري أثناء فترات الإعارة. لذا أشعر بأنني على أهبة الاستعداد. والآن ليس علي سوى المضي قدمًا في العمل بجد».

مشاركة :