جمهورية طاجيكستان التي تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب وجمال شعبها المسلم، عاشت نحو 7 عقود من الزمن تحت احتلال الاتحاد السوفيتي قبل أن تستقل عام 1991م، واحتفلت الأسبوع الماضي بمناسبة مرور 25 سنة على استقلالها، حضرها ممثلون عن العديد من الدول الإسلامية والعربية. وتسمى عاصمة طاجيكستان التي شهدت نهضة عمرانية في السنوات الأخيرة، "دوشنبه" وينطق "دوشانبيه" والتي تعني بالفارسي "يوم الأثنين" نسبة لسوق كان قديماً يقام في ذلك اليوم، وتقع على الحافة الجنوبية لجمهوريات آسيا الوسطى، وتحدها من الشمال قرغيزستان، ومن الجنوب أفغانستان، ومن الشرق الصين، ومن الغرب أوزبكستان. ولفت الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، خلال كلمته في الاحتفال الذي شهدته العاصمة دوشنبه في الثامن من سبتمبر الجاري، إلى أن بلاده البالغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة، تتمتع بالأمن والاستقرار وتحسين المستوى المعيشي لأفراد المجتمع في الوقت الذي تعم فيه الفوضى معظم دول المنطقة، مشيراً إلى ما يحدث في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها. والذي يلفت نظر السائح لطاجيكستان بالفعل هو الأمن والاستقرار ومستوى الوعي لدى الشعب واحترامهم للقوانين، ولاسيما التزامهم بالنظام المروري عند الإشارات الضوئية، وكذلك انتشار التعليم في أوساط الشباب، حيث يعتبر إلزامياً على الجميع. يشار إلى أن طاجيكستان بعد الإستقلال عانت من حرب أهلية استمرت من 1992 حتى 1997، إلا أنها ومنذ نهاية الحرب بدأت تشهد تطورات اقتصادية مهمة كتصدير السلع مثل القطن والألومنيوم ساهم بشكل كبير فى تحسين الاقتصاد. وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مائية ضخمة، تحتل البلاد من حيث مخزوناتها من المياه المركز الثامن على مستوى العالم والمركز الأول على مستوى دول آسيا الوسطى، وتعطي الحكومة الأولوية في استغلال هذه الموارد ببناء المحطات المائية لإنتاج الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجاتها وكذلك تصديرها إلى أفغانستان وباكستان وغيرها من الدول المجاورة. ولازال المسلمون السنة يشكلون أغلبية الشعب الطاجيكي بنسبة تفوق 97% على الرغم من أن الروس حكم عليهم لمدة 70 سنة ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، كما توجد أقلية مسيحية وأخرى يهودية بنسبة ضئيلة. ويتحدثون اللغة الطاجيكية وهي الفارسية مع الفارق في بعض المصطلحات واللهجة مع الفارسية التي يتحدث بها الإيرانيون والدارية التي يتحدث بها الأفغان، إلا أن الطاجيكية لازالت تكتب بالحروف الأبجدية السريلية كاللغة الروسية بسبب الاستعمار، بعد أن كانت تكتب بالأبجدية تلعربية قبل ذلك. وحول ما تم تداوله مؤخراً في وسائل الإعلام عن إغلاق المساجد في طاجيكستان ومنع الشباب من الذهاب للمساجد، أكد المتحدث الرسمي باسم لجنة الشؤون الدينية "أفشين مقيم" الذي يتحدث العربية بطلاقة، في تصريح خاص لـ"أخبار24"، أن المساجد لم تغلق، وأن ما تردد حول ذلك لا أساس له من الصحة، مشيراً إلى إغلاق بعض الأماكن غير المرخصة التي تحولت لمساجد بشكل غير قانوني، مؤكداً على حب الشعب الطاجيكي للدين الحنيف والتزامهم بمبادئه، ووجود المساجد في كل أنحاء البلاد. وأما السياحة في طاجيكستان في الوقت الحالي فلا تعد مصدراً أساسياً للدخل رغم وجود عوامل طبيعية مشجعة فيها، ووجود سد "نورك" وهو أعلى سد في العالم ووجود أكبر بحيرة متجمدة ووجهات سياحية في أقاليم خوجند وبدخشان الجبلية و وادي "ورزاب" تشجع على أن تفتح البلاد أبوابها للسياح من الخارج. ويمكن الاطلاع على مقاطع للأماكن السياحية من خلال الرابط التالي: http://tajemb-ksa.org/ar/video/ Loading the player ...
مشاركة :