أبدى الكثيرون تخوفهم من انتهاك خصوصيتهم بعد شراء شركة الفيس بوك تطبيق المحادثات الشهير (واتس أب) باعتبار أن شركة الفيس بوك (ما يتبلش في بقها فولة) كما يقول أشقاؤنا المصريون، ومن يسمع هذه المخاوف في مجتمعنا يظن أننا نتبادل الأسرار النووية عبر هذا التطبيق المجاني بينما نحن في واقع الأمر خائفون على انتهاك خصوصية الحش والحد من أريحية النميمة، حيث لا يمكن أن تتوفر وسيلة مأمونة لتقطيع جلود الآخرين في غيابهم إلا وتفوقنا فيها حتى على مخترعها الأساسي قبل أن نختم رحلة التقطيع برسائل الاستغفار!. عموما أهم خبر بعد هذه الصفقة هو إعلان الواتس أب عن إلغاء إشعار (آخر ظهور) فهذا هو انتهاك الخصوصية الحقيقي لأنه أصبح وسيلة لبعض ثقال الدم الذين يستكشفون حالتك قبل الاتصال ويعرفون موعد آخر ظهور لك عبر هذا البرنامج ثم يتصلون بك حتى ولو كان الوقت متأخرا وإذا لم ترد ألحقوا الاتصال برسالة ملخصها: (ترى أدري ما أنت نايم..ليه ما ترد؟)!، يالهذه التكنولوجيا التي جعلت كل تفاصيل حياتنا منثورة في الطريق العام. ** (يا نوكوفيتش هرب).. هكذا أعادت صور الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وهو يهرب من القصر الرئاسي ذكريات الربيع العربي وبداياته المشرقة في تونس قبل أن تهب رياح الشتاء القاسية على الدول العربية لتضرب أحلام الحرية في مقتل، لا أحد يعلم إلى أين سوف تتجه الأمور في أوكرانيا بعد هروب الرئيس وانتصار الثوار؟، فالدب الروسي والنسر الأمريكي جاهزان دائما لتغيير مسار أحلام الشعوب المقهورة فالمواطن الذي نزل إلى الشارع وهو يحلم بالحرية والعدالة تتواضع أحلامه مع مرور الشتاء القاسي فيصبح غاية مراده وصول التيار الكهربائي إلى منزله دون انقطاع!. ** في سوريا حيث أعلنت الأمم المتحدة أن ما يقارب 10 ملايين سوري يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة اشترط نظام الأسد احترام سيادة سوريا كشرط لفسح المجال للمساعدات الإنسانية، انظروا من يتحدث عن السيادة الوطنية؟!، بشار الأسد الذي سلم البلاد والعباد للحرس الثوري الإيراني واستعان بمقاتلين من لبنان والعراق لارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، بشار الأسد الذي لم يجرؤ هو أو أبوه من قبله على القصف الجوي الإسرائيلي لمواقع حيوية سورية ولم تحلق طائراته إلا لقصف بيوت السوريين بالبراميل المتفجرة، بشار الأسد الذي وافق على تسليم كل مخزونه من الأسلحة الكيماوية تفاديا للغضب الأمريكي، بشار الأسد الذي يدير الروس قواعده الجوية والبحرية، سحقا لهذه السيادة الوطنية التي لم تستيقظ في قلب الطاغية وأزلامه إلا حين قررت الأمم المتحدة إمداد الشعب المنكوب بالغذاء والدواء!. ** ترى هل بقي مواطن لم يظهر له مقطع فيديو في برامج الواتس أب أو الكيك أو غيرها من الوسائل؟، أحيانا أتخيل أن عددنا الحقيقي مائة مليون نسمة لأن عدد الذين ظهروا في مقاطع فيديو طريفة أو مجنونة أو مسيئة أكثر من العدد المعلن للسكان!.
مشاركة :