جولة ولي العهد الآسيوية في ضوء ركائز السياسة الخارجية السعودية

  • 2/25/2014
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

«تحرص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة».. المادة (٢٥) من النظام الأساسي للحكم. هذه مادة (تأصيلية) في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية: عربياً وإسلامياً وعالمياً. ولنبدأ من الجذور والمنابع. فبينما كان الملك عبدالعزيز (يهندس) البناء الداخلي في مجالاته كافة، كان - في الوقت نفسه - يهندس السياسة الخارجية للبلاد: بذات الهمة، وذات الجهد والجد والمثابرة.. وقد شكلت عبقرية الملك عبدالعزيز في إدارة الشؤون والعلاقات الخارجية (ظاهرة) جذبت أنظار واهتمام كبار مفكري العالم العربي الإسلامي المعاصرين له. ولنقرأ ما كتبه بعض هؤلاء المفكرين الكبار: ١ - تحدث عن هذه الظاهرة المبهرة أمير البيان الأمير شكيب أرسلان فقال: «كنت أقرأ كثيراً من الأحاديث والأجوبة التي يفضي بها ابن سعود إلى بعض الصحفيين سواء كانوا عرباً أو أجانب، فلم أجد هذا الملك تهور ولو مرة واحدة في حديث، أو تكلم بكلام يؤخذ عليه، أو شرح بما يمكن الخصم أن يتخذه عليه حجة، بل تجده إذا تكلم في معنى سياسي يصرح بما يريد بدون مواربة، ولكنه لا يجعل نفسه في قفص الاتهام، وأما الأمور التي يجزم بها جزماً باتاً فهي التي لا يرى أنه لا محيد عنها والتي يعدها قاعدة سياسته الداخلية والخارجية: لا يبالي أغضب من أجلها من غضب أم رضي من رضي». ٢ - وتحدث عن عبقرية الملك عبدالعزيز في السياسة الخارجية علامة الجزائر ورئيس جمعية علمائها: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي فقال: «أما التمثيل الخارجي فقد أولاه جلالته عناية خاصة، واختار جماعة صالحة من فتيان العروبة يقومون في مختلف البلاد الشرقية والغربية بتمثيل الدولة العربية القحة تمثيلاً مشرفاً يرفع الرأس، ويحفظ الكرامة». ٣ - وتحدث عن تميز الملك عبدالعزيز في السياسة الخارجية: الأستاذ عباس محمود العقاد فقال: «هناك حقائق أربع في نهضة الملك عبدالعزيز.. منها: «أنه سلك بدولته في مهاب العواصف الدولية مسلك السداد والأمان». ولعل القارئ الفطن يدرك مناسبة هذا الطرح، والمناسبة هي: جولة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في عدد من دول آسيا، ولقد بدأ جولته بباكستان.. كما تشمل جولته: الهند.. واليابان والمالديف. والزيارة لباكستان ليست مجرد تبادل لعواطف ومشاعر إسلامية، بل هي - إلى جانب ذلك - زيارة مفعمة بالمصالح الحيوية.. مثلاً، فقد بلغ التبادل التجاري بين المملكة وباكستان ١١١ مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة. ومن شأن الزيارة أن توسع حجم هذا التبادل، وأن تزيد أرقامه، كما من شأنها تعزيز الروابط والعلاقات الإستراتيجية: الأكثر أهمية والأطول مدى، ولا سيما في هذه الحقبة التي تشهد تبدلاً ملحوظاً في العلاقات الإقليمية والدولية. بالنسبة للهند، تتم زيارة المسؤول السعودي الكبير الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في مرحلة يعزم فيها هذا البلد الضخم (الهند) على أن يكون في السنوات العشر المقبلة (قوة اقتصادية وعلمية كبرى)، بالمقياس القاري والعالمي لمثل هذه القوى الصاعدة. ويدخل ذلك - بلا ريب - في صميم إستراتيجية (الانفتاح المتنوع) في عالمنا وعصرنا.. وهو انفتاح يتناغم مع تطلعات المملكة إلى المستقبل: القريب والبعيد. ومن التوفيق المبكر لنجاح هذه الجولة الحيوية للأمير سلمان بن عبدالعزيز.. من التوفيق: أن لهذا الرجل رصيداً كبيراً ومتنوعاً في شؤون السياسة الخارجية من حيث اهتمامه الموصول بها: إقليمياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، ومن حيث معرفته للعديد من زعماء العالم، ومن حيث جولاته المتعددة في مختلف قارات العالم ودوله.. ولا شك أن من عوامل النجاح: أن هذه الزيارة تتأتى في سياق نهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الانفتاح الجسور الصبور على العالم كله، لأجل فتح مزيد من آفاق الصداقة والتحاور والتعاون.

مشاركة :