تحدث رئيس الجمعية الكويتية للاخاء الوطني موسى معرفي عن أهداف تأسيس الجمعية، والتي تعكس الدور الذي يجب أن يلعبه الفرد في مجتمعه، وهو دور وطني، يساهم في التطور والارتقاء إلى مستويات علمية وثفافية واجتماعية عالية. وأوضح معرفي في حوار، أن «من أهم هذه الأهداف الرجوع الي القيم الكويتية الانسانية والاجتماعية الاصيلة، وإشاعه ثقافة الاخاء والتسامح في بلادنا الحبيبة، كي تكون الكويت بعيدة عن التداعيات الإقليمية التي خلفتها الظروف التي تمر بها المنطقة منذ عام 2010». وفي ما يأتي نص الحوار: • حدثنا عن الجمعية الكويتية للإخاء الوطني التي تترأس مجلس إدارتها؟ - جمعية الإخاء... مشروع وطني، ادركت مجموعة من ابناء هذا الوطن ضرورته منذ بداية الربيع العربي عام 2010، وذلك بواقع المسؤولية لتحصين بلدنا من تداعيات ما يحدث في محيطنا الاقليمي، وتكللت الجهود بإشهار الجمعية الكويتية للإخاء الوطني في اغسطس 2014، ومن اهداف الجمعية تكريس القيم الفاضلة في المجتمع وترسيخ العدالة وتنمية ثقافة التآخي والتعاون والتكافل والتسامح، وتأكيد قيم الوسطية واحترام الاخر ونبذ الكراهية وشق المجتمع وذلك بتعزيز الوحدة الوطنية وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين كل فئات المجتمع. وكان الهدف من تأسيس الجمعية هو الرجوع الي القيم الكويتية الانسانية والاجتماعية الاصيلة، والكويت عمرها قصير كدولة فقد تكونت من خلال هجرات من المحيط الاقليمي أتت اليها لأسباب عديدة، منها التجارة لان العمل بها يتسم بالحرية او الفرار من النزاعات القبلية التي كانت موجودة آنذاك في الدول المحيطة، وهذه الثقافات تمازجت مع بعضها في المجتمع الكويتي، فخرج هذا المجتمع بثقافة جديدة مبنية على الاخاء والمحبة والإيثار والتسامح والاحترام وحسن الجيرة وعدم النظر لأصل هذا الفرد او مذهبه او ثقافته، وهذا المزيج هو الذي يبني الحضارات. الفكرة بدأت في الانتشار حيث اتصلت بنا مجموعات متعددة من دول مجلس التعاون كي تستفيد من تجربتنا لتأسيس جمعيات بالاهداف نفسها، وعقد ملتقى خليجي في الاول من شهر يونيو الماضي في مملكة البحرين تحت مسمى «الملتقى الخليجي للجمعيات» بعنوان «خليجنا واحد» وقدمنا فيه ورقة عمل تتعلق بنبذ التطرف والكراهية وإشاعة الحوار والتسامح والتعايش المجتمعي. وللأسف السياسة خلفت بعض الكراهية، فلم يكن المجتمع الكويتي بهذا الشكل، لقد عاشت أوروبا خلال فتره القرنين الثالث عشر الى الثامن عشر في حالة حروب أهلية بسبب سيطرة الكنيسة ودارت حروب طاحنة بين الكاثوليك والبروتستانت وسالت الدماء، لكنهم وعوا الى ان هذا لا يوصل لنتيجة. • وبماذا تنصح الشباب في ظل هذه الظروف التي تعصف بالمنطقة؟ - أنصحهم بألا ينجرفوا وراء العواطف، وكل ما يقرأونه، خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت منصات لنشر الفتن والكراهية والعنف، يجب ان يفكروا في الهدف من ورائه، هل الهدف لمصلحة المجتمع او الاحزاب السياسية. • كيف ترى الوحدة الوطنية في الكويت؟ - ما يتعبنا في جمعية الاخاء هو الإثارات السياسية التي تشق المجتمع واستعمال الدين والمذهب لتحقيق مكاسب سياسية فردية وهي موجودة بين الطرفين سنة وشيعة، ولا استثنى طرفا منهما، ولكليهما اهداف سياسية ويثيرون هذه الامور تبعا لمكاسبهم على حساب الوطن. • ألا ترى ان أخطر الفتن هي التي تكون على أساس الدين والمذهب والطائفة؟ - نعم وأنا أقول دائما أن الدين داء ودواء، اذا أدخله البعض طرفا في الخطاب الاعلامي، فهو يحتاج الى ترشيد بشكل يوجه رسائل توجيهيه للشباب لتحذيرهم من مخاطر شق المجتمع وما يبث في وسائل التواصل، والخطاب الديني مع الاسف يحتاج الى اعادة النظر لبث المبادئ الاسلامية للتآخي في ما بين المسلمين، كما أن المناهج التعليمية تحتاج الى تنقيتها مما فيها من أمور تسعى إلى تكفير البعض. • هل لديكم هذا التوجه للشباب في جمعية الاخاء؟ - نحاول الان ان نستقطب الشباب وندخلهم في برامجنا، ونسعى للوصول اليهم في الجامعة والتطبيقي والمدارس والأماكن العامة، ومن خلال وسائل التواصل، وبرنامجنا لهذا العام مكثف، وسنمنح فيه دورا كبيرا للشباب. • هل وجدتم دعما من الدولة ومؤسساتها؟ - للأمانة نجد دعما كبيرا من مؤسسات الدولة، مثل وزاره الاعلام ووزارة الدولة لشؤون الشباب ووزاره الشؤون والأندية الرياضية، ومن الجامعات والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، واللجنة الوطنية للثقافة والتربية، ونسعى للتعاون مع مؤسسة البابطين الثقافية، والناس بدأت تعي خطورة الوضع الاقليمي، وبصراحة نجد تجاوبا كبيرا منهم، وهذا شيء مشجع دفعنا لان نقدم اقتراحا لوزارة التربية لمنهج جديد وضعنا له نطاق عمل وخطوطا عريضة، وأسميناه «الرأي الاخر والتعايش المجتمعي» ومنهج البرنامج لا يقوم على الحفظ والتلقين، فنحن نريد مقررا او منهجا يقدم ولو في مدة زمنية لا تتجاوز الساعة اسبوعيا بشكل إلزامي لكي يهتم به الجميع طلابا واساتذة، نريد منهجا يحفز العقل على التفكير في مخاطر الفرقة ومآثر الوحدة وكيف يثري الرأي والرأي الآخر.
مشاركة :