انقرة - وكالات - اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتزويد المقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) شمال حلب في سورية بمزيد من الأسلحة، الأسبوع الماضي، مؤكدا أن بلاده ليست لديها أي مطامع في الأراضي السورية. وفي كلمة له أمس، في اجتماع نظّمه التجمّع الثقافي التركي - الأميركي في نيويورك، وحضره ممثلو منظّمات المجتمع المدني التركي في الولايات المتحدة، قال أردوغان إنه أكد هذا الأمر لنائب الرئيس جو بايدن، أثناء لقائه به قبل يومين، مشيرا إلى أن بايدن نفى علمه بذلك. وذكر الرئيس التركي أن «الولايات المتحدة أرسلت في وقت سابق ثلاث طائرات محمّلة بالأسلحة إلى عين العرب»، لافتا إلى أن «نصف تلك الأسلحة ذهبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين ذهب النصف الآخر إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني السوري، الجناج السوري لحزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. وقال أردوغان، مخاطبا مسؤولي الإدارة الأميركية: «إن كنتم تعتقدون أن في إمكانكم القضاء على تنظيم الدولة بوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي فلن يكون في إمكانكم هذا.. لأنهما جماعتان إرهابيتان أيضاً». وتعتبر واشنطن «وحدات الحماية» شريكا إستراتيجياً مهما بقتال «داعش» في سورية، وأسقطت جوا أسلحة عليها في عين العرب ذات الغالبية الكردية عام 2014. وجدّد أردوغان التأكيد أن بلاده ليست لديها أي مطامع بالأراضي السورية، قائلاً: «أراضينا تكفينا، نحن نريد أن يعود أخوتنا السوريون إلى بيوتهم وأراضيهم، على الفور. وفي العيد (عيد الأضحى الماضي) بدأ سكان جرابلس (في حلب) بالعودة إلى مدينتهم، وبدأ سكان بلدة الراعي (في حلب) والعديد من القرى أيضاً بالعودة». من جهتها، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تسلم أسلحة حتى الان إلا للفصيل العربي من «قوات سورية الديموقراطية» (تحالف فصائل عربية وكردية، تُعدّ وحدات الحماية عمودها الفقري)، والتي سيطرت في الاونة الاخيرة على مدينة منبج الإستراتيجية في حلب، واستعادتها من ايدي «داعش». وقال قائد هيئة أركان القوات الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان واشنطن «تعمل في شكل وثيق جدا مع الحلفاء الاتراك، للتأكد من ان في وسعنا تنفيذ عمليات فعالة وحاسمة في الرقة مع قوات سورية الديموقراطية، وفي الوقت نفسه تبديد المخاوف التركية في شأن اكراد سورية على المدى البعيد». إلى ذلك، أعلنت هيئة رئاسة الاركان التركية مقتل 40 عنصرا من «داعش»، بغارات جوية شنتها المقاتلات التركية على مواقع التنظيم في شمال سورية، بعد اطلاق «داعش» قذيفتين صاروخيتين على مدينة كيليس جنوب تركيا في وقت سابق.
مشاركة :