دبي (الاتحاد) تشكل مصادر الطاقة المتجددة، بما فيها الطاقة الكهرمائية حالياً، 30% من إجمالي القدرات العالمية لتوليد الكهرباء، حسب تقرير حديث أصدره مجلس الطاقة العالمي مؤخرا، مشيراً إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت نمواً مذهلاً في توليد الكهرباء بالاعتماد على الرياح والألواح الكهروضوئية بمعدّل 23% و50% على التوالي، رغم أن مساهمة هذين المصدرين في إجمالي الكهرباء المولّدة عالمياً لا تزيد على 4% حالياً. ويعتمد التقرير ‬-الذي نُشر بالتعاون بين مجلس الطاقة العالمي وشركة «سي إي إس آي» (‏CESI S.p.A)- على ‬دراسات ‬حالة ‬أجريت ‬في ‬32 ‬دولة، ‬بما ‬يغطي ‬نحو ‬90% ‬من ‬إجمالي ‬قدرات ‬توليد ‬الكهرباء ‬بالرياح ‬والطاقة ‬الشمسية ‬حول ‬العالم. ووفقاً لدراسات الحالة، أصبحت الطاقة المتجددة اليوم قطاعاً ضخماً، حيث شهد العام الماضي استثمارات غير مسبوقة في هذا المجال بقيمة 286 مليار دولار لتعزيز قدرات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة حول العالم بمقدار 154 جيجاوات (76% من الرياح والألواح الكهرضوئية)، في حين اقتصرت الاستثمارات في منهجيات التوليد التقليدية على إضافة 97 جيجاوات. وقد صدر التقرير في إطار الأنشطة والملفات الداعمة للمؤتمر الدولي الثالث والعشرين للطاقة، والذي يقام بين 10 و13 أكتوبر المقبل في إسطنبول؛ حيث سيشهد اليوم الأول من المؤتمر مناقشة شؤون عديدة من أبرزها موضوع تقنيات الطاقة المتجددة ومكانتها بين آليات توليد الطاقة حول العالم، وكيف يمكن لها أن تسرّع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية. قال أليساندرو كليريتشي، رئيس مجلس إدارة «الشبكة المعرفية لإدماج مصادر الطاقة المتجددة في أنظمة توليد الكهرباء»،: «يمضي العالم اليوم في طريقه نحو تحوّل جذري من حيث منهجيات توليد الطاقة وقد تجاوز نقطة اللا عودة على هذا الصعيد منذ زمن طويل، لذا من شأن اعتماد سياسات صحيحة اقتصادياً وتقنياً -مدعوماً بمعايير واضحة بخصوص أسعار الكربون- أن يجعل هذا التحوّل أكثر سلاسة مع دعمنا في تحقيق الأهداف المناخية التي تم الاتفاق عليها في الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ (‏COP21)»‬. ويسهم التطوّر التكنولوجي وانخفاض التكاليف في الحد من النفقات الرأسمالية ونفقات الصيانة والتشغيل لمختلف أشكال مصادر الطاقة المتجددة؛ إذ توضح أحدث البيانات أن أقل سعر لطاقة الرياح في المزادات بلغ 28 دولاراً لكل كيلووات/‏ساعة في المغرب، بينما بلغ 30 دولاراً لكل كيلووات/‏ساعة في منشأة لتوليد الكهرباء باستخدام الألواح الكهرضوئية بقدرة 800 ميجاوات في دبي. وبينما تعكس هذه الأرقام المنخفضة منحى هابطاً على العموم، إلا أنّه لا يمكن إسقاطها على دول أخرى تختلف تماماً من حيث ظروف حركة الرياح والتعرّض لأشعة الشمس والتكاليف المحلّية، مثل دول القارّة الأوروبية التي تنخفض فيها عوامل الرياح وأشعّة الشمس بما يصل إلى 50% مع ارتفاع التكاليف المحلية بشكل كبير. وقال أليساندرو كليريتشي إن إضافة «أسواق القدرة الكهربائية» (‏Capacity Markets) سيسهم ‬في ‬ضمان ‬توافر ‬الإمداد ‬الكافي ‬بما ‬أن ‬الأسواق ‬القائمة ‬على ‬الطاقة ‬وحدها ‬غالباً ‬ما ‬تكون ‬غير ‬قادرة ‬على ‬ضمان ‬إمداد ‬يعوَّل ‬عليه ‬في ‬الأنظمة ‬التي ‬تلعب ‬المصادر ‬المتجددة ‬دوراً ‬رئيسياً ‬فيها.