دورُ وسائلِ الإعلامِ في تعزيزِ المواطنةِ الصَّالِحَةِ ووشائج الوحدةِ الوطنية

  • 9/24/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أكاديميان من دول الخليج العربي أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام بمختلف انواعها في تعزيز مفاهيم المواطنة الصالحة ومعاني الوحدة الوطنية، جاء ذلك في الجلسة السابعة التي اقيمت على هامش أعمال ندوة (تعزيز الهوية الوطنية الخليجية العربية) في يومها الثاني وحاضر فيها استاذ الاعلام بجامعة السلطان قابوس الدكتور عبدالله الكندي وأستاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتور محمود الهاشمي، وأوضح الدكتور عبدالله الكندي في محاضرته - التي جاءت تحت عنوان (وسائل الاعلام الجماهيرية بين مفاهيم التعددية والتنوع والحفاظ على الوحدة الوطنية) - ان تلك الوسائل تقوم بوظائف متعددة أبرزها الوظائف الاخبارية والتنموية والتربوية والديموقراطية والترفيهية والتسويقية والخدمات العامة ، وبيَّن أنَّه إضافة الى تلك الوظائف تستخدم الدول والمجتمعات وسائل الاعلام الجماهيرية للحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة نزعات التقسيم والتشرذم وفي مواجهة دعوات العنف والارهاب التي تؤثر هي الاخرى في حالة السلم الاجتماعي وتفت من عضد الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة ، وأوضحَ الكندي أنَّ مفاهيم التعددية والتنوع وما تقدمه من ضمانات لحرية الرأي والتعبير بارزةٌ في العمل الاعلامي ولا يمكن التنازل عنها بل ان عامة الجمهور يُقَيِّمون تلك الوسائل بما تكفله من حقوق لحرية النشر والتعبير عن الرأي. من جهته اكد الدكتور محمود الهاشمي اهمية دور الاعلام في تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة مُشيرا ًالى أنَّ دور وسائل الاعلام المختلفة يتمثل في القدرة على تعزيز التنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع وتمكينھم من ممارسة دورهم الوطني وزيادة فاعليتهم، وأشار إلى أنَّه كلما كان الإعلام الوطني موضوعياً فإنَّهُ يعكس مستوى تطبيق الديمقراطية في الدولة ويُعزِّز قدرة الدولة على تكريس روح المواطنة الصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية وتمكين المواطنين من الوصول للمعلومات والأخبار المحلية دون التعرض لتشويش إعلامي من جھات أخرى لها إجنداتٍ مُوَجَّهةٌ ، وبين الهاشمي أنَّ الإعلام يسهم في توسيع إدراك المواطن حول حقوقه وواجباته والطرق التي يمكنه من خلالها زيادة فاعليته مواطناً صالحاً ومساهماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وذكر أنَّ الاعلام أصبح أداة يمكن استخدامھا في تعزيز عمق الانتماء للوطن وتوجيه السلوكيات وأنماط واتجاھات التفكير عبر تفعيل التوعية السياسية والفكرية والثقافية واشباع احتياجات الأفراد المعرفية والترفيھية والإخبارية . هذا بعضُ ما بثَّته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن فعاليات ندوة تعزيز الهوية الوطنية الخليجية العربية ، وبما أن الحديث يجري حول المواطنة العربية الصالحة والوحدة الوطنية العربية فإن التركيز على القومية العربية وتعزيزها في نفوس الشباب واجِبٌ ضروري جداً ومطلبٌ وطني على وسائل الإعلام التركيز عليه ولا سيَّما في هذه المرحلة التي يشتدُّ فيها الصراع بين مُكَوٍّنات الأمة والمجتمع على أساسٍ طائفي وقبلي ، لذا تبدو فكرة القومية العربية بمثابة سفينة النجاة ، والبوتقةُ التي تنصَهِرُ فيها كُلُّ الإنتماءاتِ الضَّيقَةِ ، والقومية العربية رابِطةُ اللغة والدين والتاريخ والمصير المشترك بين العرب جميعاً . ولا بُدَّ أن يقودنا الحديث عن القومية العربية إلىتأكيد عروبة الخليج العربي فقد حمل الخليج اسماء عديدة حيث دلّت النقوش الأكادية على ان الاسم الذي كان يطلق على الخليج في العصور القديمة هو ( البحر الأدنى أو المر ) ، وخليج البصرة، وخليج القطيف، وخليج البحرين، فضلا عن الخليج العربي والبحر الأخضر ، والخليج العربي تسمية تعود الى القرن الأول للميلاد، والقائل بتلك التسمية هو المؤرخ الروماني(بليني ) الذي عاش في الفترة ما بين عام 62م وعام 125م ، كما أكد الرحالة الدنماركي (نيبور) الصفة العربية لسكان الساحل الشرقي للخليج، وان المستعمرات العربية في السواحل الشرقية للخليج نشأت في عهد أول ملوك الفرس ، وهناك خرائط أوروبية تعود الى القرن السابع عشر تذكر الخليج باسم ( الخليج العربي ) وفي عام 1957 أصدر المؤرخ الإنكليزي ( رودريك أوين ) كتاباً عن الخليج اسماه ( الفقاعة الذهبية وثائق الخليج العربي ) . وهناك وثائق ومطبوعات كويتية قديمة وردت فيها تسمية الخليج بالخليج العربي، الامر الذي دفع الكتاب الى استعمال تلك التسمية في المجلات والدوريات الصادرة في بداية عقد الخمسينات، ومنها على سبيل المثال مجلة الإيمان ، وقد أدركت كثير من الجمعيات الجغرافية العالمية والمنشورات الجغرافية ايضاً هذه الحقيقة، فصارت تضع اسم الخليج العربي. إنَّ من حق الإيرانيين ان يعتمدوا التسمية التي يرونها، كما ان لنا الحق في اعتماد تسمية أخرى لها من الشواهد ما يجيز اعتمادها ، ومن جهة اخرى، فنحن نُكِنُّ للشعب الايراني الكريم كل الاحترام لاعتداده بقوميته وثقافته ورموزه وتاريخه العريق، خلافاً للعرب الذين يستهينون بتاريخهم وإرثهم الحضاري العربي. عبدالله الهدلق

مشاركة :