ترجمة:وائل بدر الدين تحاول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاهدة دفع المحادثات التي تجري بخصوص اتفاقات التجارة الحرة بين ضفتي الأطلنطي قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، على الرغم من المعارضة الشديدة التي يلقاها الأمر في أوروبا التي ترفض العديد من حكوماتها الفكرة من الأساس. في الوقت الذي كانت تعمل فيه واشنطن على إيجاد مخرج مناسب للمحادثات الجارية وإعادة إحيائها، فقد اعترف كبار المفاوضين الأمريكيين بأن احتمالات نحاج تلك المفاوضات تراجعت بسبب العديد من العوامل التي تتضمن تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الاوروبي. قال مايك فورمان الممثل التجاري للولايات المتحدة, في مقابلة مع فاينانشيال تايمز, إن بلاده لا تزال ملتزمة بالمضي قدماً في محادثات اتفاقات التجارة الحرة بين أوروبا وأمريكا والشراكة الاستثمارية هذا العام، مؤكداً على أن المحادثات التي بدأت في يوليو من العام 2013 لاتزال تشهد تقدماً مع مرور الوقت على الرغم من الاعتراضات والتعليقات السلبية التي يدلي بها بعض الوزراء الأوروبيين. ثقة بين الأطراف وأضاف فورمان:إن الرسالة الواضحة التي نتلقاها من الاتحاد الأوروبي بغض النظر عن الاعتراضات التي يتم الإعلان عنها صراحة، هي أن هنالك رغبة قوية لدى الأوروبيين في مواصلة المحادثات والخروج منها بأفضل النتائج، وكلما كانت المفاوضات مثمرة، فإنها تميل إلى أن تُكسب الأطراف ثقة أكبر في بعضهما بعضاً. مقترحات وأمضى المسؤولون الأمريكيون المكلفون بهذا الجانب العطلة الصيفية في صياغة مجموعة من المقترحات التي سيتم تقديمها على طاولة المحادثات، وهي التفاصيل التي ستكون محور المحادثات بين كل من فورمان ونظرائه الأوروبيين المكلفين من جانب الاتحاد الأوروبي. اعتراضات وعلى الرغم من أن قادة أوروبيين مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنوا قبل فترة دعمهم الكامل للمحادثات الجارية، فإن وزراء كبار من فرنسا وألمانيا طالبوا علناً بأن يتم وقف هذه المفاوضات على الفور. وأثارت هذه التصريحات، بجانب النبرة التي تميل للعدائية لاتفاقات التجارة الحرة في السباق الرئاسي الأمريكي، الكثير من الشكوك المتحورة حول إمكانية التوصل لاتفاق في هذا الشأن من عدمه، قبل أن يترك الرئيس باراك أوباما منصبه بداية العام القادم، إضافة إلى الآفاق المستقبلية لهذه المحادثات التي بدت للكثيرين أنها استغرقت وقتاً أطول من اللازم على الرغم من محاولة المسؤولين تجميل الصورة بقدر الإمكان. قرار صعب ومن الدلائل التي تشير إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه اتفاق الشراكة التجارية والاستثمارية بين ضفتي الأطلنطي، هي إشارة فورمان وتساؤله عن إمكانية أن تتخذ المفوضية الأوروبية التي تعنى بالتفاوض مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة القرار الصعب بتوقيع الاتفاقية. وأكد فورمان استعداد الولايات الكامل لتوقيع الاتفاقية حال موافقة الأوروبيين عليها، معبراً أيضاً عن استعدادهم التام لقبول بعض الشروط والتحفظات التي أبداها المسؤولون الأوروبيون خلال المحادثات والتنازل عن بعضها إذا استلزم الأمر. ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه هذه المحادثات، قال فورمان إن مسألة انضمام كندا للاتفاقية استلزمت موافقة كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي اعتبره العقبة الأبرز التي يمكن أن تؤدي إلى فشل المحادثات بالكامل. تصويت أكثر تعقيداً في الوقت الذي أمنت فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما النصاب المطلوب في الكونغرس لمواصلة هذه المحادثات، قال فورمان إن أوروبا اتخذت سبيلاً مخالفاً لما هو عليه في الولايات المتحدة، وذلك بأن مرروا الاقتراح بمواصلة المحادثات على أنظمة تصويت أكثر تعقيداً وتستلزم وقتاً أطول، وهي الفترة التي يمكن أن تميل فيها الكفة إلى مصلحة معارضي هذه المحادثات داخل الكونغرس الأمريكي، الأمر الذي لا يكون في مصلحة أي من الطرفين، وطالب الأوروبيين بأخذ الموضوع ببساطة أكثر بدلاً عن التعقيدات التي تعتري العملية في الوقت الراهن. الخروج البريطاني أجج تصويت بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي في يونيو/حزيران الماضي القلق المرتبط بهذه المحادثات، حيث إن الولايات المتحدة طالما اعتبرت بريطانيا حليفاً استراتيجياً في أية محادثات بين الولايات المتحدة وأوروبا، علاوة على أنها من أكبر المستوردين من أمريكا وتمثل نحو ربع العمليات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا، فضلاً عن أنها تمثل أكثر من 50% من حجم التبادل في الخدامت المالية بين كل من أوروبا وأمريكا الشمالية بما فيها كندا.
مشاركة :