انتعاش النفط الصخري الأمريكي يشعل المنافسة بين الشركات

  • 9/24/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة:وائل بدر الدين يقول الخبراء إن أهم ثلاثة عناصر في العقارات هي الموقع، والموقع ثم الموقع، ويبدو أنه يمكن استخدام هذه النظرية في قطاع النفط أيضا. ونتيجة للارتفاع الكبير في أنشطة قطاع النفط الصخري الأمريكي منذ مايو/ أيار الماضي، تركزت أعمال التنقيب والحفر والاستخراج والاستحواذ على الشركات العاملة في القطاع بواسطة شركات أخرى في منطقة الحوض البرمي غربي ولاية تكساس، والمنطقة الشرقية من ولاية نيومكسيكو. تتوقع الشركات الأمريكية التي كانت محظوظة في العمل في هذه الأحواض الغنية بالنفظ الصخري أن تحظى بأفضلية عن الشركات العاملة في مناطق أخرى، وهم الذين يعانون أصلاً صعوبات كبيرة في تغطية تكلفة الإنتاج العالية مقارنة بعمليات التنقيب والاستخراج التقليدية، إضافة إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط منذ أواسط العام 2014. انتعاش أسهم شركات التنقيب وفي الوقت الذي استعادت فيه أسهم شركات تنقيب النفط الصخري بعضاً من انتعاشها في الفترة الماضية، فإن الشركات التي ركزت في أعمالها على الحوض البرمي كانت الأفضل أداءا مقارنة بالعاملين في مناطق أخرى مثل حوض باكن الواقع على الحدود الأمريكية الكندية، وحوض إيغل فورد جنوب البلاد. وبالتأكيد على هذه المسألة فقد حققت شركات عاملة في الحوض البرمي مثل ديموند باك إنرجي و آر اس بي بيرميان صعوداً كبيراً في قيمة أسهمها ب 48 و66% على التوالي خلال الأشهر ال 12 الماضية. فرصة متاحة وحتى أكبر المنتجين الأمريكيين مثل أكسون موبيل وشيفرون أصبحت الفرصة متاحة أمامهما لتعويض بعض الخسائر التي تكبدوها في السنوات الماضية، حيث سبقتهم شركات أخرى أصغر حجماً وأقل من حيث الإمكانيات في تحقيق عوائد كبيرة من قطاع النفط الصخري الذي كانت تلك الشركات الكبرى تعتبره مضيعة للوقت بسبب التكلفة التشغيلية العالية للاستخراج والتنقيب مقارنة بالعمليات التقليدية. تراجع أنشطة التنقيب وعلى الرغم من تراجع أنشطة التنقيب والاستخراج الخاصة بالنفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأزمة التي اعترت أسعار النفط على مستوى العالم، فقد أثبتت الأنشطة التي تتم في الحوض البرمي مقارنة بالمناطق الأخرى مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمة. وشهدت معدلات الإنتاجية انخفاضا كبيرا بمقدار 40% من ذروة الإنتاج في منطقة إيغل فورد جنوبي تكساس، و25% في حوض باكن شمالي داكوتا، فيما سجل الحوض البرمي 2% كانخفاض في مجمل الأنشطة التنقيبية والإنتاجية منذ بداية أزمة أسعار النفط العالمية. جاذبية النفط الصخري وفي دلالة على الجاذبية التي بدأت تحظى بها أنشطة النفط الصخري في معظم المناطق الأمريكية، أعلنت شركة إي او جي ريسورسز التي تعتبر أكثر الشركات الأمريكية المستقلة نجاحا في أنشطة النفط الصخري الأسبوع الماضي عن صفقة تقدر بملياري دولار لشراء شركة ياتيت بتروليوم، وهي الشركة التي تمتلك حقا حصريا في التنقيب عن النفط الصخري وحفر آباره في الحوض البرمي وعلى مساحة تبلغ 324 ألف فدان. نشاط كبير كما لاحظت إي او جي ريسورسز العمليات التي بدأت في اكتساب نشاط كبير في منطقة إيغل فورد، ما أدى بها إلى زيادة عملياتها فيها والاستحواذ على العديد من الآبار فيها. وقال ويليام توماس الرئيس التنفيذي للشركة إنهم سينفقون 45% من ميزانية العام القادم على عمليات التنقيب والحفر في حوض ديلاوير المتفرع من الحوض البرمي، ومنذ مايو الماضي، شهدت أعداد منصات الحفر في الأحواض الثلاثة الكبرى ارتفاعا ب 77 منصة إلى 325 وفقاً لما ذكرت بيكر هيوز المتخصصة في تقديم خدمات حقول النفط، 49 منها في منطقة الحوض البرمي و 4 آبار فقط في منطقة إيغل فورد، بينما أضاف حوضباكن 6 آبار جديدة فقط. صفقات استحواذ وفي نفس الوقت، حظي الحوض البرمي بالنسبة الأكبر من الاهتمام وتركز الصفقات التي تتضمن الاستحواذ أو حفر آبار جديدة أو الاستعانة بشركات ذات تخصصات معينة، حيث حظيت المنطقة ب 46% من إجمالي الصفقات التي تم إبرامها والتي بلغت 30.8 مليار دولار منذ بداية العام وحتى الآن، وفقاً لبيانات مؤسسة وود ماكنزي الاستشارية. واجتذبت منطقة الحوض البرمي العديد من الشركات العاملة في القطاع بسبب الانخفاض النسبي في تكلفة الإنتاج مقارنة بالمناطق الأخرى في أمريكا الشمالية. تكلفة الإنتاج ويمكن لتكلفة الإنتاج أن تختلف بشكل كبير بين منطقة وأخرى، ويبدو أن أكثر المناطق نشاطا في حوضي باكن وإيغل فورد هم الأكثر تنافسية دون غيرهما، بيد أن الحوض البرمي يعتبر الأكثر جذبا لاستثمارات الشركات الكبرى. وفقاً لبيانات مؤسسة بلاتس، وفي ظل أسعار النفط الحالية، فإن حفر بئر في منطقة ديلاوير ينتج عنه تحقيق متوسط أرباح يبلغ 18% من تكلفة الحفر والتنقيب والتكاليف المرتبطة بهما، وهو المعدل الأعلى بين جميع مناطق النفط الصخري الأمريكية الأخرى. وقد استفادت منطقة الحوض البرمي بشكل كبير من انخفاض التكلفة التشغيلية مقارنة بالمناطق الأخرى. آفاق إيجابية وأشارت بيانات مؤسسة نافبورت أنه ومنذ العام 2012، شهدت ذروة إنتاج البئر الواحدة في الحوض البرمي ارتفاعا بمقدار 122%، مقارنة ب 67% في إيغل فورد و78% في حوض باكن الشمالي. وفي غضون ذلك فإن التكلفة الإجمالية لهذه العمليات بدأت في التقلص بشكل كبير، حيث أشار محللون اقتصاديون إلى أن تكلفة البئر للقدم سجلت انخفاضاً بمقدار 48% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي. وتجلت الآفاق الإيجابية طويلة الأمد لعمليات النفط الصخري الأمريكي بشكل أكثر وضوحاً الأسبوع الماضي، عندما أعلنت شركة أباتشي الأمريكية للتنقيب والإنتاج عن اكتشاف مورد جديد يمكن أن يرفع الطاقة الإنتاجية إلى 3 ملايين برميل من النفط و75 مليون طن متري من الغاز الطبيعي، وذلك ضمن معلومات تجاهلتها العديد من الشركات الكبرى العاملة في القطاع. ويصف بعض الجيولوجيين الحوض البرمي بأنه منجم للماس أكثر من كونه حوضاً نفطياً. شركات صغيرة تستأثر الشركات الصغيرة والمتوسطة عادة بحقوق حفر الآبار، وهي الشركات التي تكون مستعدة في الغالب لبيع هذه الحقوق لشركات أكبر منها والاستفادة من الأموال التي يحصلون عليها في أنشطة أخرى. كما أن ذلك الأمر يفتح الباب أمام مستثمري القطاع الخاص لشراء أصول خاصة بهم في الحوض البرمي الغني. وترى شركات كبرى مثل اكسون موبيل وشيفرون مستقبلاً باهراً لمنطقة الحوض، ما قادها إلى تكثيف أنشطتها، حيث قالت اكسون موبيل الشهر الماضي انها استطاعت تخفيض تكلفة تطوير وحدة استخراج بما نسبته 70% في الحوض خلال العامين الماضيين، الأمر الذي يمكنها من تسيير أعمالها وأنشطتها في ظل الأسعار الحالية للنفط والتي تحوم حول 40 دولاراً. تخفيض نفس التكلفة قالت شيفرون إنها تمكنت من تخفيض نفس التكلفة ب 30% منذ نهاية العام الماضي، وإنها رفعت من إنتاجها بمقدار 24 ألف برميل يوميا باستخدام 6 منصات حفر، وإنها تخطط لرفع الإنتاج ليصل إلى 10 آلاف برميل يومياً بحلول نهاية العام الجاري. وتشير مستويات أنشطة الاندماج والاستحواذ التي تتم فيما بين الشركات العاملة في المنطقة إلى أن العمليات المرتبطة بالحفر والتنقيب والإنتاج ستشهد المزيد من النمو حتى نهاية العام الجاري، حتى وإن بقيت أسعار النفط في معدلاتها الحالية. وفي ذلك قال بنجامين شاتوك من مؤسسة وود ماكنزي إن من غير المنطقي إبرام صفقات تتخطى المليار دولار وانتظار السوق لكي يتحسن، مشيراً إلى أن نشاط الصفقات يعكس الآفاق الإيجابية لهذا العمل والربحية العالية التي يحققها للشركات. ومن هذا المنطق، يبدو أن منطقة الحوض البرمي تستعد لأن تكون منطقة استراتيجية على المدى القصير. منطقة الحوض البرمي في الوقت الذي أصبحت فيه منطقة الحوض البرمي المحور الذي يجذب اهتمام العديد من الشركات الأمريكية العاملة في قطاع النفط الصخري، فإن هنالك أيضا مناطق أخرى بدأت في استقطاب اهتمام المستثمرين والشركات. وتشير توقعات مؤسسة وود ماكنزي إلى أن أنشطة التنقيب ستشهد المزيد من النمو في المناطق الأمريكية الثلاث الكبرى، علاوة على دخول العديد من الشركات الناشئة للقطاع لأول مرة للبدء في عمليات التنقيب، ما يشير إلى تكهنات النمو الكبيرة المرتبطة بالقطاع، على الرغم من انخفاض أسعار النفط عالمياً. علاوة على ذلك، فإن أمريكا الشمالية لا تقتصر على الأحواض المذكورة فحسب، بل إن كندا تضم أيضاً العديد من مناطق النفط الصخري وتشهد فيها أنشطة متنامية، مثل منطقة أناداركو الكندية، وكينغفيشر وغيرهما. حيث شهدت المنطقتان ارتفاعاً في أعداد آبار ومنصات الحفر من 13 بئراً في يوليو/ تموز الماضي إلى 20 منصة اليوم، وهو ما يعتبر نمواً أسرع مما تحقق في حوض إيغل فورد أوباكن. وأعلنت شركات كبرى عاملة في القطاع بمؤتمر باركليز للطاقة الذي انعقد بنيويورك الأسبوع الماضي، إنها بصدد الدخول بقوة وتكثيف عملياتها وأنشطتها في النفط الصخري سواء في الولايات المتحدة أو كندا، وأن ذلك التوسع سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق عوائد أكبر ومعدلات نمو أسرع.

مشاركة :