أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، في مقر السفارة في لندن الليلة قبل الماضية حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني السادس والثمانون، حضره وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند ووزير التجارة الدولية ليام فوكس ومسؤولو وزارة الخارجية البريطانية وأعضاء مجلسيْ اللوردات والعموم البريطانيين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين في بريطانيا وعدد من رجال الأعمال والإعلام إلى جانب أعضاء لجنة الصداقة السعودية - البريطانية. وشارك في الاستقبال صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالله، الوزير المفوض في السفارة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن محمد بن نواف بن عبدالعزيز، ونائب رئيس البعثة في السفارة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل، والملحق العسكري العميد طيار عبدالله الزغيبي. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز كلمة في حفل الاستقبال قال فيها: «يشرفنا حضور الكثير من أصدقائنا المقربين والضيوف ونحن نحتفل باليوم الوطني الـ86 للمملكة العربية السعودية، واسمحوا لي بأن أرحب بشكل شخصي بوزير الخزانة فيليب هاموند ووزير التجارة الدولية ليام فوكس، إن وجودكم هنا اليوم يعكس العلاقة القوية والدائمة التي تربط بين بلدينا». وأضاف سموه: «نحتفل اليوم بإرث مؤسس مملكتنا الحديثة في المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومن جاء بعده من أبنائه الملوك، الذين قادوا الأمة بصدق وأمانة ورؤية مستقبلية من خلال الكثير من التغيرات والتحديات». وقال سموه «إن احتفالنا بمناسبة اليوم الوطني يعكس التطور الذي حصل في المملكة العربية السعودية منذ توحيدها، وما حققته في مسيرتها من تقدم كبير في أعوامنا الـ86 الماضية». وتابع سموه «لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط في بداية القرن الـ21 فترات من عدم الاستقرار وانعدام الأمن والإرهاب منذ حرب عام 2003 في العراق، وسادت الفوضى عام 2011 بسبب ما يسمى بـ»الثورات العربية»، تلتها الحروب الأهلية في سوريا واليمن، والصراع الفلسطيني والإسرائيلي المستمر بدون حل. وأوضح سموه أن الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة يعود في بدايته بشكل كبير إلى أواخر السبعينات نتيجة للسياسة الخارجية لنظام الخميني في إيران، الذي دعم بنشاط الجماعات المتطرفة في المنطقة. وأنه يجري الآن ملء الفراغ الناجم عن هذه الصراعات على السلطة من قبل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيتين ودعونا لا ننسى بأننا ضحاياهم أيضا، وأريقت دماء أبناء بلدي على أيدي هذه الجماعات الإرهابية. وأضاف «أنه الآن وأكثر من أي وقت مضى، لا تزال المملكة العربية السعودية في طليعة الدول في مكافحة الإرهاب ومواصلة العمل مع جميع أصدقائنا وحلفائنا، وخصوصا في المملكة المتحدة، لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة». وقال سموه «لقد أطلقنا هذا العام رؤية المملكة 2030، وهي رؤية جريئة لتحديث اقتصادنا من خلال تقليل اعتمادنا على النفط، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز بنيتنا التحتية وتوفير فرصة حقيقية لجميع السعوديين». وأضاف «إن تحديث اقتصادنا سوف يتيح فوائد حقيقية للشركات البريطانية للبناء على العلاقات التجارية الكبيرة التي تتدفق بالفعل بين بلدينا، وخاصة في ظل خروج بلدكم من الاتحاد الأوروبي». وتابع سموه «إن مستقبل المملكة العربية السعودية مشرق جدا، ونتطلع إلى مشاركة ذلك معكم خلال الأعوام المقبلة». من جهته، أعرب معالي وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند عن شكره على كلمات وترحيب سمو الأمير محمد بن نواف، وعن سعادته بمشاركته مرة أخرى في مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. وقال هاموند «إن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية تعود لفترة طويلة من الزمن، وهي علاقة ذات مصلحة مشتركة ومفيدة لكلا البلدين على كافة المستويات، سواء في ما يتعلق بالتبادل التجاري، والعلاقات الثقافية أو الروابط الأمنية، وذلك لمصلحة المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية». وأضاف هاموند «نحن عازمون على ضمان أنه على مدى السنوات القادمة سوف نبني على هذه الروابط لتعزيز هذه العلاقة في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار وفي المساعدة على تحقيق المملكة العربية السعودية رؤية 2030، حيث إن لدى بريطانيا طموحا واضحا لتصبح شريكا استراتيجيا مع المملكة العربية السعودية في تقديم الخيارات لتحقيق الرؤية. وختم وزير الخزانة البريطاني كلمته بشكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز على إتاحة الفرصة للمشاركة في هذه المناسبة، وعلى كل العمل الذي يقوم به سموه في لندن. وقال «لقد عملت مع شركائنا السعوديين، لأول مرة حينما كنت وزيرا للدفاع، ثم في منصب وزير الخارجية، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية. سوف استمر في العمل معكم كوزيراً للمالية. وإنني أتطلع إلى تعزيز العلاقة أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات القادمة. مع تمنيات بنجاح رؤية المملكة 2030، لمملكة جديدة تبني المستقبل، مع دعمنا القوي والشراكة الإستراتيجية بين بلدينا. من جهة أخرى، أوضح وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس في تصريح صحفي «بأن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة هي علاقة إستراتيجية، وتشمل مجموعة واسعة من مجالات التعاون المتبادل، ولذا فإننا نتطلع إلى ضمان الرخاء في المنطقة. وبطبيعة الحال المملكة العربية السعودية هي مفتاح ذلك. ونريد أن نرى بأن الازدهار يؤدي إلى مزيد من الاستقرار السياسي في جميع أنحاء المنطقة، وهو من أجل أمنتا كذلك. ولذلك فمن المفيد للجانبين التعاون في كل هذه المجالات، مبينا أن مستوى التقارب الذي لدينا في الوقت الحالي مهم جدا لنتمكن من تحقيق تلك الأهداف». في ختام الحفل اطلع سمو السفير على العروض الجانبية التي أقيمت بهذه المناسبة منها صور وفيلم قصير تكريما لشهداء الوطن من مختلف مناطق المملكة الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الوطن، كما عرضت صور تستعرض مناسك الحج والمسجد الحرام والمسجد النبوي، والجناح المخصص لرؤية المملكة 2030 الذي عرض أهداف وبرامج الرؤية وبرنامج التحول الوطني 2020 وجناح الخطوط العربية السعودية.
مشاركة :