فيما اتفقت الصين والإمارات على تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشر بين عملتي البلدين، يدخل حيز التنفيذ يوم الإثنين المقبل، قال لـ"الاقتصادية" محللون اقتصاديون، إن هذه النظام يعبر عن رغبة بكين القوية في الخروج من النظام القديم والبعد عن مخاطر الدولار خلال الفترة المقبلة. وأضاف المحللون، أن الصين بدأت في تطبيق النظام مع الدول الأكثر استيرادا منها، في توجه نحو تحرير اليوان من قبضة الدولار الأمريكي، وتفادي الدفع مقابل صادراتها بالدولار الأمريكي. من جهته، قال عبدالمنعم العداس؛ المحلل الاقتصادي، إن الصين تتجه لتطبيق سياسة جديدة تجاه عملتها اليوان التي لا تتداول خارج البلاد، لافتا إلى أن عديدا من دول المنطقة ستبدأ بالدفع باليوان بدلا عن الدولار وستشمل الإمارات ومصر وغيرها من الدول. وأضاف، أن انضمام اليوان الصيني إلى سلة العملات بنهاية الشهر الجاري سيشكل بداية وخطوة كبيرة للعملة، لافتا إلى أن الدفع سيكون من المصارف للشركات عن طريق حساب مراسل بين المصارف المحلية للدولة والمصارف في الصين، مبينا أن الاحتياطي الصيني الكبير هو من يسند العملة. وأشار إلى أن الصين تملك أكبر احتياطي من الدولار الأمريكي في العالم وتودعها الحكومة الصينية في حساباتها في نيويورك وتستثمرها وتشتري مقابلها سندات سيادية للحكومة الأمريكية، وأصبح لديها مليارات السندات وهو ما يشكل مخاطرة عالية. وأفاد بأن كل المؤشرات توضح أن الدولار في خطر، بسبب تراجع القوة الشرائية للدولار، وهو الاحتياطي الأساسي لأغلبية الدول، لذلك اتجهت الصين إلى تنويع احتياطياتها، وذلك من خلال طلب الدفع باليوان من الدول المستوردة منها بدلا من الدولار ليكون العملة المتبادلة. من جهته، قال محمد الضحيان؛ المحلل الاقتصادي، إن توجه الصين الحالي التي شرعت في تبنيه منذ عامين، يهدف إلى جعل اليوان عملة دولية وتحريره من قبضة الدولار في المستقبل، من خلال تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشر لتفادي دفع تكلفة الاستيراد بالدولار الأمريكي وكذلك إصدار سندات دولية بالعملة الصينية. وأضاف، أن العملة الصينية لم تسجل مضاربات كبيرة عليها في سوق الصرف، على الرغم من الانخفاض الكبير في حجم الاحتياطي الأجنبي الصيني بالدولار. وبين أن الصين ستدخل إلی سلة عملات الصندوق حسبما تم الاتفاق في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، لافتا إلى أن سعر صرف الرنمينبي أو اليوان الصيني حافظ على استقراره إلى حد كبير في النصف الثاني من عام 2016، على الرغم من الانخفاض الكبير في احتياطي البلاد من النقد الأجنبي. و أشار إلى أن انضمام عملة الصين إلی سلة العملات سيشجع استقرار سعر الصرف، وسيبقى الجانب السلبي للرنمينبي محدودا، لافتا إلى أن أول خطوة نحو التحرير الجزئي لليوان كلف الصين نحو 280 مليار دولار من رصيدها الأجنبي. وكانت "رويترز" نقلت عن نظام تداول العملات الأجنبية الصيني، أن بكين اتفقت على تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشر بين عملتها اليوان والدرهم الإماراتي، مشيرة إلى أن النظام سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 26 من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري.
مشاركة :