تغيير الأجهزة الفنية يؤجل مواجهة الإخفاقات

  • 9/24/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعاد فك الارتباط بين الاتحاد القطري لكرة القدم والمدرب الأوروجوياني جوزي كارينيو، موضوع إقالات المدربين التي لا تنتهي بعد كل نتيجة سلبية، خاصة في تصفيات كأس العالم، لتتكرر حالات الانفصال السريع بين الاتحاد والمدربين عند كل سقطة للمنتخب، في حين تظل النتائج دون التغيير المنشود. إرهاصات التخلي عن كارينيو كانت واضحة بعد الخسارة الثانية التي مني بها العنابي في المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018، حتى بات الأمر روتينيا بعد كل إخفاق سواء كان جهويا (كأس الخليج) أو قاريا (كأس آسيا) أو دوليا (تصفيات المونديال)، لذلك فإن الكثيرين سارعوا لانتقاد كارينيو مباشرة بعد الخسارة أمام أوزبكستان تمهيدا للخطوة المنتظرة من اتحاد الكرة في مثل هذه الحالات، فقد بات الأمر متوقعا حتى صار قاعدة تزداد رسوخا مع مرور السنوات لتبرير الفشل في بلوغ الأهداف المرسومة. فك الارتباط مع مدرب ليس أمرا غريبا بل يعد مسألة طبيعية، لكن عندما يصبح الأمر لازمة عند كل إخفاق فإن الأمر لا يعدو أن يكون تمويها لتجنب الأسئلة المحرجة التي تلامس واقع كرة القدم بشكل عام. 13 مدرباً في 15 سنة!! بالعودة إلى قائمة المدربين الذين تولوا تدريب العنابي خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، يتضح أن غياب الاستقرار هو السمة الغالبة على تدبير الاتحاد القطري لكرة القدم لشؤون المنتخب الأول في هذه المرحلة، أي بالتحديد منذ سبتمبر 2001 إلى غاية سبتمبر 2016، حيث بلغ العدد الإجمالي للمدربين ثلاثة عشر مدربا وهو رقم كبير يؤكد غياب الاستقرار الفني المطلوب على رأس الهرم الكروي في قطر، خصوصا إذا علمنا أن المنتخب يشكل على الدوام محصلة منظومة كروية كاملة ويعكس صورة العمل القاعدي مع الفئات السنية ومدى نجاعته في تفريخ لاعبين شباب وناشئين جدد قادرين على حمل اللواء ومواصلة المسيرة في المستقبل. خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، تناوب على تدريب العنابي الأول ثلاثة عشر مدربا، آخرهم الأوروجوياني جوزي كارينيو الذي تجاوز السنة بخمسة أشهر. ولكي لا نعود لسجل المدربين كاملا سنكتفي بمن تولى المهمة في الألفية الثالثة بداية من سنة 2001، عندما تعاقد الاتحاد القطري لكرة القدم مع البرازيلي باولو كامبوس الذي تولى المهمة لمدة تقل عن شهرين من سبتمبر 2001 إلى نوفمبر من السنة ذاتها، وعوضه الفرنسي بيير لوشانتر من نوفمبر 2001 إلى مايو 2003 أي أقل من سنتين، ثم جاء الدور على مواطنه فيليب تروسيي من أغسطس 2003 إلى يوليو 2004 فلم يكمل السنة، ليغادر بدوره ويأتي بدلا منه سعيد المسند لشهري يوليو وأغسطس من السنة ذاتها، قبل أن يتم تنصيب البوسني جمال الدين موزوفيتش على رأس الجهاز الفني للمنتخب شهر أغسطس من سنة 2004 واستمر في أداء مهامه إلى غاية يوليو 2007 لمدة ناهزت ثلاث سنوات، وهي أطول فترة في العشرية الأخيرة، حيث تولى جورج فوساتي مهمة تدريب المنتخب في أغسطس 2007 وأقيل في شهر سبتمبر 2008 ليخلفه الفرنسي برونو ميتسو من الفترة ذاتها إلى غاية فبراير 2011 لمدة ناهزت سنتين وخمسة أشهر، وهي ثانية أطول فترة لمدرب أجنبي بعد موزوفيتش، حيث تولى المهمة الصربي ميلوفان راجيفاتش في فبراير 2011 إلى غاية أغسطس من السنة ذاتها لمدة ناهزت خمسة أشهر فقط، جيء بعدها بالبرازيلي سيباستياو لازاروني من أغسطس 2011 إلى ديسمبر 2011 لمدة لم تتجاوز أربعة أشهر، وبعدها تعاقد الاتحاد مع باولو أوتوري من فبراير 2012 إلى يناير 2013 والذي أقيل خلال خليجي البحرين، وتولى بعده المهمة مساعده فهد ثاني من فبراير 2013 إلى يناير 2014 ليغادر قبل أن يكمل السنة مفسحا المجال للجزائري جمال بلماضي من يوليو 2013 إلى أبريل 2015 أي أقل من سنتين، وحل بدلا منه الأوروجوياني جوزي كارينيو من مايو 2015 إلى غاية سبتمبر 2016. يختار الاتحاد القطري لكرة القدم الحل الأسهل في مثل هذه الحالات استجابة لحالات غضب من الشارع القطري وبعض المهتمين، بعضها غير مبرر لأنها تركز على عامل دون عوامل أخرى تلعب دورها في الوصول إلى هذه النتائج التي لا ترضي أحدا في النهاية، والمطلوب أن يكون التركيز على حلول جذرية لا ظرفية تغمض الأعين عن الأسباب الحقيقية للفشل وتسمح باستمرار الوضعية لفترة أطول.لازاروني عندما كان مدرباً للمنتخبكارينيوفهد ثاني;

مشاركة :