متابعة - بلال قناوي: شتان الفارق بين المهمة الأولى لجورج فوساتي مع منتخبنا الوطني في مشوار تصفيات كأس العالم 2010، وبين مهمته الثانية والجديدة والأكثر صعوبة في تصفيات مونديال روسيا 2018 والتي تبدأ اليوم استعدادا لمباراة كوريا الجنوبية 6 أكتوبر القادم. الفارق بين المهمتين شاسع وكبير، ولا وجه للمقارنة بينهما مطلقا، حيث بدأ فوساتي المهمة الأولى بكل ارتياح، وبدأ إعداد الفرق بشكل جيد، وسار في مشوار التصفيات بنجاح رغم الخسارة في بعض المباريات ، ونجح في الوصول إلى التصفيات الحاسمة قبل أن يتم فسخ العقد بينه وبين اتحاد الكرة بالتراضي وبعد العملية الجراحية التي أجراها. لم تكن هناك أي ضغوط على فوساتي في المهمة الأولى، وكانت الأمور تسير في مصلحته ومصلحة العنابي من حيث الإعداد، وفترات التدريب، وجدول المباريات الذي بدأ سهلا، ثم ازداد صعوبة تدريجيا، ونجح فوساتي في اجتيازه وتخطي منافسين أقوياء. أما المهمة الجديدة فهي مختلفة تماما ، وتأتي وسط ظروف صعبة للغاية لفوساتي وللمنتخب ، حيث سيقود العنابي وهو في حالة معنوية وفنية غير جيدة بالخسارة أول مباراتين أمام إيران ثم أوزبكستان بالتصفيات الحاسمة لمونديال 2018 . ليس هذا فقط، بل إن الصعوبة الحقيقية والمهمة الثقيلة ستبدأ بلقاء شاق وصعب للغاية أمام النمور الكورية في مدينة سوان بكوريا الجنوبية، وهي المباراة التي لا بديل عن الفوز فيها أو حتى التعادل والعودة بنقطة، ثم اجتياز المنتخب السوري وهو أيضا فريق ليس سهلا . ولو لم ينجح فوساتي في اجتياز هاتين العقبتين الصعبتين، فإن مهمته قد تنتهي مبكرا وقبل أن تبدأ مع العنابي . لكل هذا فإن المهمة الثانية لفوساتي مع منتخبنا الوطني ستكون مختلفة من جميع النواحي، وستتطلب منه الاستعانة بكل خبراته السابقة مع المنتخبات والأندية التي دربها حول العالم من أجل إعادة البسمة إلى العنابي والجماهير القطرية، ومن أجل إنقاذ حلم الوصول إلى مونديال روسيا 2018. فوساتي بدأ مهمته الأولى مع العنابي أول أغسطس 2008 ، حيث تولى المهمة رسميا خلفا للبوسني جمال الدين موسيفيتش، وبدأ مشواره بخوض تصفيات كاس العالم 2010، وكان المشوار في بدايته سهلا للغاية، حيث التقى المنتخب السيريلانكي في المرحلة الأولى وحقق العنابي الفوز في سيريلانكا بهدف للاشيء سجله سباستيان سوريا، وفي الإياب حقق العنابي الفوز بسهولة وبخماسية سجلها (هاتريك) وسيد بشير وسعد سطام. وبدأ فوساتي المرحلة الأكثر صعوبة والمشوار الحقيقي في المرحلة الثالثة من التصفيات ، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الحديدية مع أستراليا والصين والعراق ، ورغم قوة المجموعة، ورغم الخسارة 1-3 في المباراة الأولى أمام أستراليا، إلا أن العنابي سار بشكل جيد تحت قيادة فوساتي واستطاع التأهل بجدارة إلى المرحلة الحاسمة بعد أن تساوى مع أستراليا في عدد النقاط ولكل منهما 10 نقاط وتفوق الاسترالي بفارق الأهداف فقط. ووصل العنابي تحت قيادة فوساتي إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية 2010 ، واستطاع تحقيق فوز كبير على أوزبكستان في الجولة الاولي 3-0 ، وسار بشكل جيد رغم تعثر العنابي في مباراة غريبة انتهت بالتعادل مع البحرين 1-1 بعد أن كان العنابي متقدما بهدف ، وبعد ان اهدرنا ركلة جزاء لم يكمل فوساتي المشوار وفسخ الاتحاد عقده بالتراضي بسبب اجرائه عملية جراحية ليتولى المهمة خلفا له الفرنسي ميتسو رحمه الله والذي كانت مهمته أشبه بمهمة فوساتي الحالية.
مشاركة :