عام / وزارة الشؤون الإسلامية تنظم ندوة في الصين عن "التبادل الثقافي والتواصل بين الحضارات" / إضافة أولى

  • 9/26/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

وتابع الدكتور اللحيدان في كلمته يقول : إن على المؤسسات الدينية والثقافية ومنسوبيها في عصرنا الحاضر مسؤولية جسيمة للوقوف والتصدي لتيارات التطرف الداعية للعنف، وذلك بالتعاون البنَّاء والصادق مع الحكومات والمنظمات الدولية لمحاصرة الأفكار المتطرفة، ومحاولة بذل الجهد في دراسة الأسباب والدوافع الحقيقية لظاهرة التطرف، والعنف، والحروب، والإرهاب الذي يجتاح العالم الآن. وفي هذا السياق، أكد سعادته أن جهود المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية في محاربة الأفكار المتطرفة أصبحت تجربة معروفة على مستوى العالم، حيث كان لمبادرات ودعم ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أكبر الأثر في النجاح الذي تحقق في البلاد في محاربة الإرهاب والتطرف؛ ونشر وإرساء قيم التسامح، والحوار، والسلام. وأبان أن التفكير الإسلامي ميز بين المجالين الحربي والسلمي فلا يلجأ للخيار الحربي إلا عند الضرورة وهذا المنهج شرع الأبواب لعلاقة منفتحة مع الحضارات الأخرى انطلاقًا من الآية الكريمة: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}، لذلك فإنّ نظرة المسلمين إلى الصين عبر التاريخ كانت نظرة إعجاب خاصة فيما يتعلق بتنظيم الدولة، والبناء السياسي، والحرف الدقيقة؛ حيث حصلت على اهتمام المؤرخين والرحالة العرب مثل: ابن بطوطة، والغرناطي الذين قاموا بدراسة الصين، ونقل تجربتها في بناء الدولة والعلوم والحرف إلى العالم الإسلامي. وقال: "إن الصين بلد له حضارة قديمة ولذلك جاء في الأثر: (اطلبوا العلم ولو في الصين)، كما أنها تمتلك مقومات القوة الاقتصادية، والبشرية، والسياسية، والعالم الإسلامي دول نامية تتوافر لها مقومات القوة الإقليمية كما تتفق الحضارتان الصينية والإسلامية بإيمانهم بالسلام العالمي، والاستقرار، والتنمية الشاملة المستدامة، وخدمة قضايا الأمن والسلام في العالم. ونحن على ثقة كبيرة بأنه بفضل الجهود المشتركة من قبلهما ستتقدم العلاقات إلى مستويات أفضل، وستعود بالمزيد من الخير على العالم. وأبان الدكتور عبدالله اللحيدان أن المسلمين واجهوا على مدار تاريخهم الطويل كثيرًا من التحديات الكبيرة، واليوم يواجه المسلمون والعالم تحديات ضخمة بسبب ظواهر مثل الإرهاب، والتخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا" والتي تؤدي إلى توترات غير مسبوقة حيث إنها تأخذ الطابع الديني، وتقف عائقاً أمام أي تبادل علمي وتواصل ثقافي مما يجعل أثرها اكبر في السلام العالمي". وتابع قائلا : "إن هناك أسباب كثيرة للفشل في التواصل بين الثقافات منها الانطباعات المسبقة غير الصحيحة لدى العلماء، والمثقفين، وأساتذة الجامعات؛ فتَخرج كتابات تكون على قدر كبير من الارتجال، والبُعد عن الموضوعية والإنصاف والنزاهة؛ لأنها تقوم على افتراضات غير واقعية وتحليلات تعوزها المنهجية السليمة، واستنتاجات وهمية، تُبنى على معلومات غير موثوقة، غالباً ما تُستقى من وسائل الإعلام العالمية. وأشار المشرف على برنامج التبادل المعرفي إلى أن العواقب كانت وخيمة وما زالت، مؤكداً أن غالب السياسات والاختيارات المعتمدة عالمياً تأتي بعيدة عن الواقع ، وتقوم على أساس غير سليم، تنبع من المفاهيم والنظريات وأفكار هي أبعد ما تكون عن حقائق الأمور، هذا بدوره غالبا ما يسبب الضرر بالتفاهم الحضاري، ويسبب المزيد من الأضرار وتؤدي في نهاية المطاف إلى اشتعال الأسباب التي تفضي إلى الحقد والأزمات؛ فتضيع نتيجة لذلك كله الحقوقُ، وتفوت فرص البناء المشترك لنظام عالمي إنساني، يرتكز على قواعد الرحمة والعدل والإنصاف، وتسود فيه قيم التسامح والتعايش. // يتبع // 17:31ت م spa.gov.sa/1542478

مشاركة :