صعبة قوية إلا على الهلال! - محمد الشيخ

  • 2/26/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الواقع الفني في المنافسات المحلية للأندية السعودية الأربعة المشاركة في دوري أبطال آسيا لا يدفع نحو التفاؤل فضلاً عن الثقة بقدرة واحد منها على تحقيق اللقب القاري الكبير بما فيها الهلال الذي ينافس على لقب الدوري، وقد حقق وصافة كأس ولي العهد، فكيف بالفتح الذي يصارع أمواج السقوط للدرجة الأولى، والاتحاد الذي للتو نفذ بجلده من مصيدة الهبوط، والشباب الذي اكتفى عن المنافسة على اللقب مبكراً بالمنازعة لأجل القبض على المركز الثالث؛ وإذ به يسقط برباعية قبل أيام قليلة من دخول المعترك الآسيوي على يد الهابط فريق النهضة. هذا التصور لا يعني بالضرورة عدم قدرة أي نادٍ منها على إحداث خرق في جدار المنافسة والمضي نحو اللقب، فالأمور ليست بالضرورة كلها مرتهنة للنواحي الفنية، فثمة عوامل كثيرة أخرى تلعب لعبتها في تحقيق البطولات، كالعوامل النفسية واللوجستية، بل وأحياناً كثيرة يكون للحظ دوره؛ ولكن يبقى السؤال من هو الأقدر من بينها وفق المعطيات الموجودة على الأرض القادر على إحداث ذلك الاختراق المأمول؟!. الأكيد إنه الهلال خصوصاً مع تمرسه في هذه البطولة، رغم أنه لم يحققها منذ انطلاق النسخة الأخيرة لها في العام 2003 أي قبل 11 عاماً، على الرغم من تعدد مشاركاته فيها، ومحاولته في كل مرة الظفر باللقب، لكن ظلت آماله تصطدم بحاجز الواقع تارة، والأخطاء الفنية والإدارية تارة أخرى، لكن لا يعني أنه لم يكن طوال تلك المشاركات قادراً على تحقيقها؛ بدليل أن من هم أقل منه قدرة فنية وتاريخًا بطوليًا وهو زعيم القارة الأكثر تتويجاً قد حققوا اللقب!. أقول الهلال لأن كل متطلبات المنافسة بل وانتزاع اللقب حاضرة لديه، سواء بوجود لاعبين محليين وأجانب من ذوي الخبرة والمهارة والحيوية والنجومية، أو بوجود مجموعة قادرة على تحقيق أعلى معدلات الانسجام والتفاهم، أو بوجود مدرب هو الأعرف من بين كل مدربي الفرق المنافسة بتفاصيل التفاصيل في البطولة التي خبرها لاعباً وإدارياً ومدرباً، أو بوجود إدارة تدرك قيمة البطولة إلى الحد الذي يجعل علاقتها مع أنصار النادي معلقاً عليها، أو من خلال وجود جماهير كانت ولا زالت هي إحدى العلامات الفارقة في كرة القدم السعودية. أتفهم أن من يناكفون الهلال ولا يتمنون له الفوز باللقب لأسباب تتعلق بالتنافس المحلي أو حتى بعض الهلاليين الذين أصابهم إحباط السنين في مقتل تحوم حول رؤوسهم عبارة "صعبة.. قوية" في كل مرة يخطو فيها (الزعيم) أولى خطوات مشواره الطويل في هذه البطولة حيث نجح مناوؤه في تمريرها لداخل (البيت الأزرق) حتى باتت ملازمة للهلال في هذه البطولة تحديداً وكأنها فرض من فروض مشاركته الآسيوية، وهي ما تجعل اللاعب الهلالي تحت الضغط فيخسر نفسياً وليس فنياً بالضرورة، ولكنها ليست عذراً للاعبين عاشوا كل أنواع الضغوطات وأصعبها، فإذا كانت صعبة وقوية عليهم فكيف هي على غيرهم!. وفق كل تلك المعطيات يضاف لها تغير نظام البطولة حيث لا تلتقي أندية غرب القارة بأندية شرقها إلا في الدوري نصف النهائي والنهائي تجعل الفرصة متاحة للهلاليين تحديداً لاستعادة لقبهم الضائع، ولوضع الكرة السعودية من جديد في مكانها الاستراتيجي في خارطة كرة القدم الآسيوية، ولا عذر للهلاليين الخسارة حتى وإن كانت بالفعل صعبة وقوية!.

مشاركة :