نتفق سوياً على وجود إيجابيات عدة في مفاصل حياتنا اليومية ومكتسبات كثيرة نفخر ونعتز بها، على الطرف الآخر هناك سلبية تشوه هذه اللوحة الزاهية وتدفعنا نحو التذمر والغيظ والحنق. لن أتحدث عن الإيجابيات فهي كثيرة ومتشعبة وقد يفسر كلامي بالتطبيل نستجير بالله وإنما أتجه لـ «السالب» وهذه مهمتي ككاتب أنوب عن المواطن البسيط والمقيم النظامي، فكيف حالنا الفعلي؟ الإجابة بكل تجرد تقول إن دهاليز الوزارات والقطاعات الخدمية تبعثر الأوراق وتشوه المنجز وتؤلب الناس وتوجع قلوبهم وتنشر أمراض العصر، هذا هو الواقع وبالنسبة التقريبية نقول إن قضاء حوائج الناس معطلة بنسبة تقديرية مرتفعة للغاية وإن حال الأداء الوظيفي للموظفين في القطاعين الرجالي والنسائي لا يسر، وإننا نجمد حقوق الناس تحت «الصفر». الوضع قد نقبل به على مضض ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا أخذناه من زاوية بيروقراطية الوزارات والقطاعات الحكومية، ولكن الجهات القابضة على «الفلوس» تشترك في هذا السوء فالمستشفيات الخاصة مثل المنشار تأكل رايح جاي والمؤسسات شبه الحكومية تنافس وبشراسة على سوء الأداء ورداءة تقديم الخدمة رغم أنها خدمة مدفوعة القيمة «الكهرباء» لا تصل لبعض المشتركين إلا بألف واسطة، والحصول على مقعد على خطوطنا السعودية بين المدن السعودية شبه سوق سوداء لا يشعر الإنسان بالغبن وجرح الكبرياء إلا إذا تعرض لأزمة تحتاج السفر فوراً هنا يشوف الشخص الذل والامتهان ويكون محظوظاً إذا حافظ على مرارته ولا تنبط على الكونترات. كل من يأخذ راتباً في القطاع الحكومي والقطاع الخاص عليه بالبحث عن الرزق الحلال وكسب غذاء وكساء أسرته من مال نقي بالأداء العفيف النظيف النجاة النجاة.
مشاركة :