تستمر فصول مسلسل معاناة وعذابات العائلات السورية النازحة الى لبنان في شتى الاتجاهات، نتيجة الظروف المأسوية للمساكن والأماكن التي لجأوا إليها. وفضلاً عن أنهم يعانون نقصاً في الإيواء والغذاء والدواء وضياع العام الدراسي على أولادهم، بات سوء التغذية ينذر باندلاع كارثة إنسانية خطيرة: الموت. ويعاني النازحون من نقص شديد في الإمدادات الغذائية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها، ما أدى الى ظهور حالات سوء تغذية واسعة النطاق عام 2013، خصوصاً بين الأطفال مع غياب الرعاية الصحية. ونقل هذا الواقع تقرير لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعد تقويم للنظام الغذائي للنازحين السوريين. وكشف التقرير مدى خطورة حالات سوء التغذية. وجرى التقويم على أساس استقصاء غذائي ورصد موحد في شهري تشرين الاول (أكتوبر) والثاني (نوفمبر) عام 2013 بالشراكة مع وزارة الصحة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الاغذية العالمي والجمعية الارثوذكسية المسيحية العالمية. وتبين أن انتشار حالات سوء التغذية الحاد والشديد في البقاع وشمال لبنان تضاعف تقريباً عام 2013 بالمقارنة مع عام 2012 لدى الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 59 شهراً. ولفت تقرير «يونيسف» إلى أن «8,9 في المئة من النازحين مصابون بسوء التغذية الحاد في البقاع وهي النسبة الاعلى، فيما 1,5 مصابون بمرض أوديما، والنسبة الاكبر منهم في البقاع أيضاً». واعتبر أن «الوضع الغذائي سيئ لأن نسبة سوء التغذية الحاد تبلغ 5,9 في المئة لدى الاطفال و 5 في المئة لدى النساء في سن الانجاب؛ وبسبب العوامل الصعبة مثل ارتفاع أسعار الغذاء في الشتاء وغياب الامن الغذائي وارتفاع عدد القادمين الجدد الذين قد يكونون في حال صحية أسوأ، قد يتدهور الوضع الغذائي أكثر وبسرعة أكبر». الحالات الأسوأ في البقاع وأكد التقرير أن الأكثر تأثراً «هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 59 شهراً والنساء في سن الانجاب بين 15 و 49 عاماً»، لافتاً إلى أن «عدد الاطفال المصابين بسوء التغذية الحاد والشديد في البقاع هم 1008 وهو العدد الاكبر». ولفت التقرير ايضاً إلى أن «النازحات السوريات غير الحوامل في سن الإنجاب اللواتي يعشن في بيروت وجبل لبنان، يعانين من فقر دم بنسبة 29,3 في المئة، أي أكثر من اللواتي يعشن في البقاع حيث تصل النسبة إلى 18,4 في المئة؛ وسجلت أعلى نسب لانتشار حالات سوء التغذية لدى النازحات في شمال لبنان وجنوبه». ونبّه مسؤول يونيسيف لشؤون الصحة والتغذية لدى لبنان زروال عز الدين في تصريح لـ «الحياة»، الى ان «حوالى 2000 طفل من النازحين دون الخامسة من العمر في كل البلد يواجهون خطر الموت»، مشدداً على «أنهم بحاجة ماسة وطارئة للبقاء ويونيسيف تستطيع معالجتهم». وقال: «يستقر أكثر من نصف هؤلاء الذين يعانون سوء التغذية الحاد والشديد في البقاع حيث هناك مخيمات مرتجلة وحيث يصعب الحصول على مياه جيدة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتمتّع بمرافق صحية مناسبة». وأكد «العمل في 50 مركزاً صحياً لاتخاذ إجراءات فورية لتعزيز أساليب إدارة سوء التغذية الحاد كوضع برنامج تغذية تكميلية للنساء الحوامل والمرضعات والتطرق إلى ممارسات تغذية الأطفال والرضع غير الملائمة وتدريب النازحات لإجراء فحوصات مبكرة لأطفالهن». لبنانسورياالنازحين السوريين
مشاركة :