تقيم صحيفة اليوم مساء الليلة ندوة بعنوان «القنصلية الأمريكية بالظهران و70 عاماً من الصداقة السعودية الأمريكية» وتستضيف الندوة القنصل العام للقنصلية الأمريكية في الظهران السيد مايكل هانكي، تأسست العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وأمريكا في عام 1933 حيث افتتحت السفارة الأمريكية في جدة عام 1944 وانتقلت إلى العاصمة الرياض في عام 1984، ويتولى السيد جوزيف دبليو ويسفول منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة العربية السعودية منذ 26 مارس 2014 وبالإضافة للسفارة في الرياض توجد قنصليتان في كل من جدة والظهران. السعودية والولايات المتحدة دولتان صديقتان وتجمعهما مصالح مشتركة أمنية واقتصادية وسياسية، وقد مرت العلاقات بين البلدين بمرحلة شد وجذب وفتور خلال السنوات الماضية بسبب الصراعات الشرق أوسطية ومواقف أمريكا من دولة إيران وصمتها عن تدخلها في شؤون بعض البلدان العربية ونشر الفوضى فيها، ومشروع قانون «جاستا»، الذي أقره الكونجرس الأمريكي بمجلسيه «الشيوخ والنواب»، قبل أسبوعين، وهو القانون الذي يسمح لأسر ضحايا حادث الحادي عشر من سبتمبر، بمقاضاة الحكومة السعودية، بزعم أنها قدمت دعما لمنفذي الهجمات، كان من بينهم 15 سعوديا وبعد مشاورات وزيارات وتأكيدات من السعودية بأن هذا القرار سيضر بالعلاقات بين البلدين استخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قبل أمس الأول الجمعة، حق النقض «الفيتو» الرئاسي، لتعطيل القرار، حيث أوضح البيت الأبيض أسباب اتخاذ أوباما لحق الفيتو للمرة الـ12 منذ توليه الرئاسة، والتي فندها في أن التشريع «من شأنه أن يؤثر على حصانة الدول ويشكل سابقة قضائية خطيرة، كما يمكن أن يعرّض موظفي الحكومة العاملين في الخارج لمخاطر»، كما سيكون له «تأثير ضار على الأمن القومي للولايات المتحدة». وبحسب النظام الأمريكي فإنه يحق للكونجرس تجاوز الفيتو الرئاسي، حال موافقة ثلثي أعضائه على ذلك وأتمنى أن لا ينجح الكونجرس في ذلك وقد استخدم أوباما حتى الآن الفيتو الرئاسي 11 مرة، دون أن يتم جمع الأصوات المطلوبة لتجاوزها. وأعتقد أن استخدام باراك أوباما، حق الفيتو، جاء انطلاقًا من المصالح المشتركة بين البلدين، بوصف السعودية أكبر حليف لواشنطن داخل الشرق الأوسط، والمصالح تقتضي ألا يكون هناك خلاف أو تصارع بين الجانبين خاصة أن المملكة العربية السعودية غير مدانة رسميًا بالحادث. أعود لضيف لقاء الليلة القنصل العام الأمريكي في الظهران مايكل هانكي الذي قدم إلى الظهران في 8 يوليو 2014، حيث عمل قبل مجيئه كمستشار أعلى لمكتب برامج الإعلام الدولي في واشنطن، حيث قاد التوعية الإعلامية لتعزيز الأولويات الدولية العليا للرئيس أوباما، انضم هانكي للسلك الدبلوماسي عام 2001 وهو الحاصل على البكالوريوس في الشؤون الدولية والصحافة من جامعة جورج واشطن ودرجة الماجستير في اللغة الثانية من جامعة إنديانا ويُجيد التحدث باللغة العربية. القنصل العام السيد هانكي يتمتع برحابة الصدر وشغفه الكبير بمعرفة ثقافة الشعب السعودي وتواصله مع المجتمع في الشرقية، من خلال حرصه على حضور المناسبات الاجتماعية وتلبية العديد من الدعوات الرسمية والخاصة وهو مستمع جيد وهذه من صفات الدبلوماسي الناجح وقد قابلته في أكثر من لقاء وتداولنا أطراف الحديث عن بعض القضايا والمهام التي تقوم بها القنصلية، وفي مقالتي هذه أشير إلى ما سبق وأن تطرقت إليه سابقاً في لقاءاتي مع سعادة القنصل من أن مجتمع المنطقة الشرقية بكافة شرائحه الاجتماعية (طلابا ورجال أعمال ومثقفين وصحفيين وراغبي العلاج) وطوائفه يتطلعون إلى تسهيل الحصول على تأشيرة السفر وخفض مدتها، وتحسين وتغيير الصورة الذهنية للشعب الأمريكي والخارجية الأمريكية عن المجتمع السعودي، وبأنه شعب صديق ومخلص ومحب لجميع الديانات والمذاهب وشعب كريم ومسالم، وأن المجتمع السعودي قد تألم وعانى من الإرهاب وهجمات الإرهابيين كسائر بلدان العالم، وأن السعودية لها خصوصية إسلامية تنطلق من أنها مهبط الوحي ومركز ومنطلق الديانات السماوية وأنها تدعم الاعتدال وتحارب الغلو؟!.
مشاركة :