الكاتب طراد العمري وسباق الماراثون

  • 9/26/2016
  • 00:00
  • 110
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر ما يشد القارئ عندما يرى مقالا جديدا للكاتب طراد العمري هو عنوان المقال، ولكن كل مقال يكتبه ترى فروقا كثيرة بين العنوان وسطور المقال. وكأي كاتب هناك من سيتفق أو يختلف معه. وهناك أمور حيال أي كاتب يميل للإثارة مهما كانت صحة المعلومة التي يريد إيصالها للقارئ،. ومن أهمها مكان نشر المقالات وسرعة مجاراته لشهية القراء. فمقال جريء يخص الشأن السعودي صنفت قوته بخمسين بالمائة وينشر في صحيفة سعودية يعتبر أقوى بكثير من مقال يخص نفس الشأن وينشر في صحيفة تطبع وتنشر في الخارج حتى لو صنفت قوة المقال وجرأته مائة بالمائة. الكاتب طراد أعرفه معرفة سطحية كوني التقيت به مرة واحدة، ومن خلال ما أقرأ له فهناك جرأة كبيرة في عناوين مقالاته أكثر من محتواها. ورغم أني متأكد من أنه هو من يكتب مقالاته، إلا أنني أستغرب نشرها في موقع خارج حدودنا. وفي هذه الحالة فمعنى ذلك هو أن لديه موهبة في الكتابة نابعة إما من هواية منذ الصغر أو من خبرة في عمل سابق. ورغم اني لا أقرأ كل مقالاته ولكن أحاول أن أقرأ ما بين السطور لكي أعرف ما يصبو لإيصاله، ولهذا اسأل هل أصبح طراد العمري ظاهرة أم أنه فقط يحاول أن يمتع القارئ أو يغضبه مثله مثل بعض الكتاب في الغرب الذي يريد تحريك مياه ساكنة أو يريد تسليط الضوء على ما يظن أنه حديث المجتمع السعودي في وقت أصبح الفضاء مفتوحا وأصبحت كلمة الخصوصية السعودية شيئا من الماضي. ولكي لا اقوم بالحكم الخطأ على طراد العمري أو نواياه، فلهذا سأتحدث عن أسلوبه. فالكاتب طراد مثل الرياضي الذي دخل سباقا للماراثون ويتبع اسلوب سباق المائة متر. ولهذا فالمتسابق سيخسر السباق مهما كانت مهارته ولياقته. ففي سباق المائة متر يستهلك الرياضي كل طاقته خلال ثوان قليلة في وقت يحتاج لطاقة بدنية لمدة طويلة لينهي الماراثون. وبمعنى آخر من الممكن أن يتصدر سباق الماراثون في البداية ولكنه سينهار في وقت قصير. ولا شك أن طراد العمري لديه موهبة وكم كبير من المعلومات وتحاليل سياسية واجتماعية واضحة من خلال كتاباته. وقد تكون لديه وطنية وغيرة على الوطن قد لا يعرف كيف يبرزها. ولهذا من الممكن أن يستغل أساليب طرحه بأسلوب أهدأ وبطريقة تتمثل في الخطوة الثابتة لكي يستطيع الاستمرار لإنهاء الماراثون؛ لأن القارئ عندما يقرأ لكاتب عن شيء يرغب نفسه القيام بطرحه أو الكتابة عنه، فنفس القارئ فلن يتنازل عن مطالبة الكاتب لو قلل من جرأته. وهو نفس الكلام الذي ينطبق على الرياضي الذي يجري بنمط المائة متر في سباق الماراثون. فمتى انطلق الرياضي بسرعة عالية فالمشاهد لن يقبل منه أن يغير من سرعته. ولكن في نهاية المطاف قد يكون الكاتب طراد العمري بحاجة للإبطاء من سرعته إن كان يريد تكملة الماراثون.

مشاركة :