في مناسبة اليوم السعيد للوطن يتساءل البعض في نشوة الفرح بذكرى بناء وتوحيد هذا الكيان الشامخ فخراً وعزاً.. عن لغة تعبير الشعور تجاه تلك الذكرى المجيدة.. ماذا يريد منا الوطن؟! سؤال عريض.. بحجم الوطن الممتد بصحاريه وجباله وسهوله وشواطئه.. عريض بحجم ثقافته المتنوعة وبيئاته المتمازجة وسمات وجوه أهله المتناغمة مع جمال تضاريسه وعمق حضارته.. تأتي التساؤلات لتوقظ في الضمير الوطني نبض المشاعر تجاه الأرض والمهد والملاذ.. تأتي في غياب ترجمة حسية لدى بعض العقول عن الكرامة والمنعة والسؤدد.. ما أغلى الوطن.. وما ألذَ العيش في أفيائه بأمنٍ وسلام.. وطمأنينةٍ ووئام.. بين أهلك وأبنائك.. ثلاثة أحرف تختصر مُهج النفس.. وبهجة القلب.. وتضحية العمر.. ثلاثة أحرف هي المهد واللحد.. هي النور والضياء.. هي الـ(وطن) .. ويستعيد الوعي ذاتَ السؤال!! ماذا يريد منا الوطن؟! لو تحدث لخاطب كلَ نفسٍ تنفست هواءَه ومشت على ترابه: يريد زرع قيم.. وغرس مفاهيم.. يريد تعليم الناس ماهو حق الوطن!! أن يعرفوا قيمة تضحيات من بنى من الرجال الأوائل هذا الوطن.. ودافع عن عقيدته وحرمه وأرضه الطاهرة.. أن يعرفوا أنه لم يكن وطناً وحدوياً بشعارات مقولبة، وأحزاب موالية ومعارضة.. بل وطنٌ موحدٌ على صفاء عقيدة رسل الله.. توهجت حضارة الإسلام الخالدة فيه مثلما كانت امتداداً لحضارة وطن الدولة الإسلامية الأولى بعقيدته الصافية منذ بزوغها يوم بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم في أرضه.. وطنٌ تعاقب على حبه وبذل الغالي والنفيس من أجل بنائه وتوحيده رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه،، بذلوا أنفسهم فداء لله من أجل إعلاء دينه وكلمته.. ومن أجل أن نتفيأ ظلال الدين الوارف في أرجائه بأمن وسلام، بسواعدهم المؤمنة القوية التي أسست وبذرت وزرعت، ونقطف ولله الحمد الآن ثمار ما زرعوا وبنوا، فنتعلم أن نحافظ على أمجاده ومكتسباته.. ونرعى مستقبله ومقدراته.. وطنٌ أسسته النية الخالصة لله منذ تلك اللحظة التي أصبح فيها الإمام محمد بن سعود بين الناس حاكماً بالكتاب والسنة بين أهله وأبنائه فلم يعرفوا بحمدالله إلا أن يحكمهم من هو منهم وإليهم.. وطنٌ جمع شتاته رجل عظيم فاق في نبوغه كل مقاييس النبوغ والحنكة والدهاء، فجاهد في الله حق جهاده بنيةٍ صادقةٍ مخلصة، فوحد وطناً سيبقى إن شاء الله على مر التاريخ مثالاً لا يقاس وأنموذجاً لا يبارى في الوحدة الوطنية.. وطن ورِثَ حكمَه ملوكٌ أشاوس لا يرضى ترابُه إلا شموخُهم بعزة، ولا يقبل أهلُه وأبناؤه إلا أمرُهم ونهيُهم، ذوداً عن بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، ورفعةً لدين الله وشرعه، ودفاعاً عن شعبه ومواطنيه.. إن غرس هذه المفاهيم في نفوس الناس مطلب وطني مهم من خلال بث روح الحماسة في نفوس الناس بقصائد ملهبة للحماس وترسيخ حب الوطن. اللهم احفظ وطننا وطن السلام شامخاً بقائده الفذ الملك سلمان -حفظه الله- وعضديه الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وأن يجعل راية الإسلام عاليةً خفاقة، واحفظ شعبنا أبياً، وأمننا وأهلنا وعلماءنا ومقدراتنا بحفظك، واجعل اللهم شبابنا وشاباتنا سواعد بناء وخير وعطاء في سبيل نصرة الدين والقيادة والوطن.
مشاركة :