"شكرا لإختياري رجل المباراة" كان تعليق بوجبا عبر "تويتر" على حصوله على جائزة أفضل لاعب في لقاء فريقه مانشستر يونايتد وليستر سيتي الذي انتهى بنتيجة 4-1. الفرنسي الشاب قدم أفضل مباراة له مع الشياطين الحمر منذ عودته لفريقه القديم الجديد -في صفقة قياسية بلغت 120 مليون يورو دفعها الفريق الإنجليزي ليوفنتوس الإيطالي- بعد بداية سيئة للغاية في الدوري الإنجليزي. أداء بوجبا في مواجهة حامل لقب الدوري الإنجليزي لم يكن وليد الصدفة أو مجرد طفرة في أداء صاحب الـ23 عاما، بل كان بسبب مديره الفني جوزيه مورينيو. كيف؟ 178 مباراة مع يوفنتوس سجل خلال 34 هدفا وصنع 43 كانت كافية لعودته إلى مركز تدريب مانشستر يونايتد بكارينتون، لكن مورينيو لم يفطن إلى كيفية استغلال بوجبا بالشكل الصحيح الذي يجعله يحظى بمثل هذا السجل معه عندما أشركه في أول 4 مباريات له مع الفريق. الاستثنائي اتبع أسلوب لعب 4-2-3-1 الذي ينتهجه منذ أن كان يدرب ريال مدريد عام 2011، الأسلوب الذي لا يجيد بوجبا اللعب فيه على الإطلاق. مورينيو لم يكتفي بهذه فحسب؛ بل لم يختار الشريك الصحيح لبوجبا للعب بجواره، فوقع اختياره على مروان فيلايني. وعليه، فاز يونايتد في مباراتين وخسر مثلهم؛ لم يترك فيهم بوجبا أي أثر إيجابي يتصدى للآراء التي تستنكر المبلغ المدفوع فيه. لكن قبل الحديث عن أدوار بوجبا وفيلايني، علينا الإشارة إلى أن صانع الألعاب خوان ماتا كان عنصرا أساسيا في انتصارات يونايتد على ساوثامبتون وهال سيتي في الجولة الأولى والثانية بالدوري. مع ثلاثية بوجبا-فيلايني-ماتا في وسط الملعب، ظهر الفرنسي بصورة أفضل من التي ظهر عليها بدون وجود ماتا، لكن في كلا الحالتين لا يقارن أداءه بما قدمه أمام ليستر سيتي. في مباراة ساوثامبون –الأولى لبوجبا- لمس الكرة 107 مرة وأكمل 83% من تمريراته وخلق فرصتين للتسجيل مع 9 مرواغات صحيحة و5 تدخلات دفاعية ناجحة. وأمام هال سيتي لمس الكرة 112 مرة، وأكمل 87% من تمريراته (تمريرة واحدة فقط كانت للأمام) وخلق فرصة للتسجيل مع مرواغة واحدة فقط وتدخل دفاعي واحد فقط من الأرقام السابقة نجد أن بوجبا كان أكثر حرية في لقاء ساوثامبتون وهو ما تظهره الخريطة الحرارية له في المباراة "بوجبا؟ كان ممتاز" – مورينيو بعد المباراة حرية بوجبا وعدم قدرة فيلايني على قطع الكرات (تدخل دفاعي ناجح فقط) جعل القديسين يهددوا مرمى ديخيا 9 مرات من اللعب المفتوح. أما في ديربي مانشستر أمام سيتي فلمس الكرة 67 مرة، وأكمل 77% فقط من تمريراته وخلق فرصة للتسجيل واستخلص الكرة 4 مرات وظهر تائها في الملعب. فيلايني كان أفضل حال في مسألة افتتاك الكرة بـ9 مرات، لكن الخريطة الحرارية كشفت عيوب ثنائي وسط يونايتد التي أدت لتهديد مرمى ديحيا 12 مرة من اللعب المفتوح، خصوصا وأن ماتا لم يشارك في الديربي. مورينيو حاول الحفاظ على ثنائية بوجبا-فيلايني أمام واتفورد، ويبدو أنه أعطى بوجبا حرية في وسط الملعب، فلم يتدخل لقطع الكرة إلا 4 مرات (السهم يشير إلى مرمى واتفورد) فيما قطع فيلايني الكرة مرتين فقط، على الرغم من ركضه وراء الكرة في كل أرجاء الملعب. لهذه خسر يونايتد بثلاثية، جاءت من 5 هجمات من اللعب المفتوح وركلة جزاء. بعد الخسارة خرج مورينيو وقال: "استطيع تحسين أداء الفريق". يونايتد استعاد ماتا في تشكيلته الأساسية، الإسباني يضيف توازن أكبر في خط وسط يونايتد ويتحرك بشكل أفضل من واين روني –الذي جلس على الدكة أمام ليستر- كما أن أرقامه الدفاعية أفضل بمعدل تدخلين دفاعيين في المباراة الواحدة مقابل تدخل واحد للإنجليزي على الرغم من مشاركته في 455 دقيقة مقابل 337 لماتا. ودخل إسباني آخر في التشكيلة، أندير هيريرا لعب بدلا من فيلايني لتتحول الخطة إلى 4-3-3 -أسلوب اتبعه مورينيو مع تشيلسي في ولايته الأولى فحقق الدوري في موسمين متتاليين؛ فكانت النتيجة كالتالي: لمس الكرة 107 مرة –ثاني أكتر من لمسها-، وأكمل 88% من تمريراته وقطع الكرة 8 مرات. بينما توضح الخريطة الحرارية للاعب بلباو السابق كيف حمى خط مرمى يونايتد بتمركزه أمام رباعي الدفاع في مشهد لم يظهر من قبل في مباريات مانشستر مورينيو هذا الموسم. تواجد هيريرا خلف بوجبا وماتا بجواره، جعله يظهر بأفضل صورة له مع يونايتد، صورة كان يظهر بها دائما مع يوفنتوس حيث شارك مع بيرلو وفيدال في الفترة ما بين 2013 إلى 2015 أو عندما شارك مع خضيرة وماركيزيو –قبل إصابة اللاعب الإيطالي- في الموسم الماضي. فخلق 3 فرص للتسجيل في المباراة بعد خلقه لـ4 فرص في أول 4 مباريات، وكان أكثر من لمس الكرة بـ115 لمسة كان منهم 99 تمريرة، اكتمل منها 87% وساهم في هدف ماتا وكان له محاولتين على المرمى. بينما تظهر الخريطة الحرارية انتشاره في الملعب بحرية بعد حمايته مع هيريرا في الخلف. "أنا لا أقرأ الجرائد ولا أهتم بها، لكنني دائما أقول في النهاية سوف ترى كل شئ" – بوجبا بعد المباراة. مقولة بوجبا طبقت في الملعب بالشكل الأمثل، فتوج مجهوده بهدف هو الأول له مع مانشستر يونايتد. إذا؛ على بوجبا شكر مورينيو لأنه غير طريقة اللعب لما يتناسب مع قدراته، فظهر وكأنه مازال في يوفنتوس.