تحليل في الجول - كيف تلعب كرة القدم مثل برشلونة؟ " الثقب أو المربع الذهبي "

  • 9/27/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

حتى وإن لم تكن مشجعا لفريق برشلونة منذ تولى قيادة جوسيب جوارديولا تدريب الفريق وحتى هذه اللحظة، فالبتأكيد حينما تشاهد مباريات الفريق وأهدافه التي يُحرزها لاعبوه بكل سلاسة ينتابك شعور بالانبهار من أسلوب اللعب السلس أو السهل الممتنع كما يطلقون عليه. وفي كرة القدم في الآونة الأخيرة بعد إدخال تحليل الأداء بدأ تصنيف أهم منطقة داخل أرضية الملعب والتي تم وصفها من قبل البعض بـ"الثقب" ووصفها البعض الآخر بـ"المربع الذهبي". وكان أبرز مثالين لاستغلال تلك المنطقة والتي تُعرف بـ zone 14 في تقسيمة الملعب إلى 18 منطقة هما منتخب فرنسا بطل العالم في الفترة من 1998 حتى 2000 ومانشستر يونايتد موسم 1998-1999. هذا هو الثقب. فرنسا كانت بطل العالم 1998 وبطل أوروبا 2000 وأثبتت الدراسات وقتها أن 81.3% من أهداف الفريق جاءت عن طريق تمريرات من تلك المنطقة خاصة في ظل امتلاك الفريق لاعب بحجم زين الدين زيدان. أما في عصرنا الحديث فالأمر أصبح أكثر وضوحا مع فريق برشلونة في ظل امتلاكه للثلاثي تشافي وإنييستا وميسي تحديدا فبات استغلال تلك المنطقة هو الأعظم من أي فريق آخر في التاريخ. كثيرا ما سمعنا مقولة في التحليل الفني بأن التكتلات الدفاعية "الدفاع المتأخر" أفضل وسيلة لضربه هي الهجوم من الأطراف، ولكن كي تصل بالكرة للأطراف وقتها عليك أن تفسد تنظيم ذلك الدفاع، أجنحتك تدخل للعمق والأظهرة تتقدم ومهاجمك يسقط لاستلام الكرة ويتقدم معه قلب دفاع الخصم ثم يتم التمرير من بين الخطوط للظهير على الطرف. هل تتذكر في تحليل تيري هنري النجم الفرنسي لفلسفة بيب جوارديولا حينما كان لاعبا معه في برشلونة؟ نعم قال هنري الفريق يمرر كثيرا في مكان ما وأنا يطلب مني بيب عدم ترك الجناح وفي النهاية ستأتيني الكرة لأسجل في المرمى، هذا بالطبع ما سيحدث بعد تمرير الكرة للظهير(2) ينطلق هنري(11) داخل المنطقة ويستقبل العرضية..كما هي الصورة في الحالة السابقة. ليست هذه فقط الطريقة الوحيدة للاختراق فهنالك أيضا، انطلاقة الظهير(3) في عمق الدفاع في المساحة التي تركها قلب الدفاع المتقدم خلف المهاجم(9) لينفرد بالمرمى بعد عدة تمريرات. أو تمريرة ثنائية بين المهاجم (9) وصانع اللعب (10) ثم التمرير للجناح(7) أو الظهير الأيمن (2) والتسجيل. أو تمريرة ثلاثية بين المهاجم(9) وصانع اللعب(10) وأحد لاعبي الوسط(8) ومن ثم التمرير في عمق الدفاع. وهُناك الاعتماد على التصويبات كذلك. هذا ما يُسمى بخلق الحِمل الزائد في المنطقة 14 والتي يقوم بها برشلونة بشكل نموذجي، فالكرة في هذه المنطقة لا تستمر أكثر من 8 ثوان ولابد من لمسها ولعبها مباشرة حتى تنجح في الاختراق. هل سألت نفسك لماذا فعل سيميوني هذا التمركز الدفاعي في تلك المنطقة فقط بجميع لاعبيه وترك الأطراف تماما في مواجهاته دائما أمام برشلونة ؟ نعم ليغلق أمامهم zone 14 التي يعرف سيميوني أهميتها جيدا بالنسبة لهجوم برشلونة، فتصبح تمريرتهم للأطراف أمام لاعبيه وليس من بينهم أو من خلف لاعبي الوسط فيخرجوا خارج اللعب بتلك التمريرة. الصور السابقة لوحدات تدريبية خططية موجودة بالفعل في كُتيب لأحد المديرين الفنيين الإنجليز عن كيفية لعب كرة القدم مثل برشلونة.

مشاركة :