مثل الذهب أو المعدن النفيس ترتفع قيمة اللاعب المخضرم فرانشيسكو توتي، نجم روما الإيطالي، فيما قد يكون الموسم الأخير له مع الكرة الإيطالية. ويكمل الهداف التاريخي وأيقونة نادي روما عامه الأربعين غدا الثلاثاء، ولكن جماهيره ومعجبيه ليسوا في حاجة إلى البحث بشكل حثيث بين الإحصائيات أو اللجوء إلى مشاهدة بعض المقاطع المصورة القديمة ليروا من جديد إنجازاته الضخمة، فهو لاعب لا تحمل موهبته تاريخ انتهاء. وعانى فريق سامبدوريا في 11 أيلول/سبتمبر الجاري مما يستطيع توتي القيام به حتى هذه اللحظة، فقد عاد النجم المخضرم في تلك المباراة للعب بعد أن غاب عن أول لقاءين في الموسم بداعي الإصابة. ودخل توتي إلى أرضية الميدان في الشوط الثاني، عندما كان فريقه متأخرا 2 / 1، لينجح في معادلة النتيجة بتمريرة سحرية حاسمة لزميله ايدين ديجيكو، بالإضافة إلى تسجيله هدف الفوز من ركلة جزاء في الثواني الأخيرة من عمر المباراة. وكان نادي تورينو هو الضحية الأخيرة لتوتي يوم الأحد الماضي، عندما استقبلت شباكه الهدف 250 في الدوري الإيطالي والـ 360 في مسيرة اللاعب المخضرم، بيد أن هزيمة روما في ذلك اللقاء بنتيجة 3 / 1 أضاعت بهجة الاحتفال بهذا الإنجاز. وعلى النقيض، جاءت مباراة الفريقين بشكل مختلف في نيسان/أبريل الماضي، حيث فاز روما بتلك المباراة، ومرة أخرى شارك توتي في الشوط الثاني ونجح في قلب تأخر روما 1 / 2 إلى فوز مستحق، بعد أن سجل هدفين ليثير جنون الجماهير، التي حضرت المباراة في الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية. وكشفت الصحافة الإيطالية أن عقد التجديد، الذي وقع عليه توتي في حزيران/يونيو الماضي، يتضمن اتفاقا يسمح له بالعمل ضمن الجهاز الفني للفريق، ولكن توتي أثار العديد من الشكوك والغموض حول مستقبله في الفترة الماضية. وقال توتي عقب الفوز على سامبدوريا: "عقلك هو شيء أساسي وهو من يساعدك في كل شيء، الهدوء ينبع من عائلتي، عندما يكون العقل سليما يظهر هذا داخل الملعب". وأضاف، قائلا: "كيف أعيش هذا العام كلاعب؟، أتمتع به بهدوء يوم تلو آخر، بعقلية حرة، ولذلك إذا كنت أشعر بهذا فلماذا علي أن أتوقف؟". وتأمل الجماهير بالطبع أن يفجر بطلها مفاجأة ويعلن في أيار/مايو المقبل أنه قرر إطالة أمد مسيرته المميزة. والتحق المهاجم الإيطالي بصفوف روما في الـ 13 من العمر عام 1989، وبقى حتى اليوم يدافع عن نفس القميص. وظهر توتي في صفوف الفريق الأول لروما عام 1993 وكان يبلغ 16 عاما، ثم تولى شارة قيادة الفريق بعد ذلك التاريخ بخمسة أعوام وفاز بلقبه الوحيد في الدوري الإيطالي عام .2001 وعلى المستوى الدولي، حقق توتي أكبر إنجاز يمكن لأي لاعب دولي أن يحققه بعدما توج بلقب المونديال مع المنتخب الإيطالي عام 2006، بعد أشهر قليلة من تعرضه لكسر في الساق اليسرى. وفي عام 2007 فاز توتي بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في القارة الأوروبية برصيد 26 هدفا. وكان السويدي نيلس ليدهولم، أحد الأساطير في تاريخ الكرة الإيطالية، والذي قاد توتي من على مقعد المدير الفني عام 1997، هو أول من اكتشف النبوغ المبكر للأيقونة الإيطالية، عندما شاهده مع فرق الشباب بالنادي، حيث قال آنذاك: "الناس ستدفع ثمن التذاكر لمجرد أن تراه يلعب". وإذا كان عدد الأهداف، التي يسجلها توتي، قد بدأ في التراجع في المواسم الأخير، فإن تأثيره ونفوذه داخل الملعب بقى كما هو. وسجل توتي في الموسم الماضي خمسة أهداف في 13 مباراة، وهي اللقاءات، التي شارك فيها جميعا كبديل، إلا أن معدله، الذي بلغ هدفا في كل ساعة من اللعب، فاق معدل نظيره الأرجنتيني جونزالو هيجواين، مهاجم نابولي، الذي سجل رقما قياسيا في الدوري الإيطالي من حيث عدد الأهداف في موسم واحد (36 هدفا). وأمام احتمالات تسجيله لهدفه رقم 250 في الدوري الإيطالي، قرر لوسيانو سباليتي، المدير الفني لروما، الدفع بتوتي في التشكيلة الأساسية للفريق في مباراته أمام الصاعد حديثا لدوري الأضواء، نادي كروتوني، يوم الأربعاء الماضي. ورغم أنه لم يتمكن من هز الشباك، شارك توتي في صناعة ثلاثة من أصل أربعة أهداف سجلها روما في ذلك اللقاء، أبرزها هدف ديجيكو.
مشاركة :