كولومبيا: اتفاق سلام تاريخي ينهي عقودا من الحرب بين الحكومة ومتمردي فارك

  • 9/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ALL VIEWS نقرة للبحث لحظة تاريخية تعيشها كولومبيا مع توقيع اتفاق السلام، الذى تم التوصل إليه مع متمردى القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك، لإنهاء أكثر من نصف قرن من حرب أسفرت عن سقوط مئات آلاف الضحايا، الاتفاق سبق وأن تمّ التوصل إليه في العاصمة الكوبية هافانا في أغسطس-آب الماضي بين الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقائد حركة التمرد الماركسية رودريغو لوندونيو المعروف باسميه الحركيين تيموليون خيمينيز أو تيموشنكو. لقد اتفقنا بالإجماع على إنهاء الصراع وبناء سلام مستقر ودائم، مع قناعة راسخة أنه وفي غضون ذلك تكمن بذور التحول التي تتمناها الغالبية العظمى من الكولومبيين في كافة أرجاء البلاد، قال رودريغو لوندونيو، تيموشنكو، رئيس القوات المسلحة الثورية الكولومبية. محادثات السلام بين قادة القوات المسلحة الثورية والحكومة الكولومبية انطلقت في كوبا في نوفمبر تشرين-الثاني من العام ألفين واثني عشر، التنازلات التي يجب اعتمادها مع المتمردين والضمانات الأمنية والملاحقات القضائية كانت النقاط الرئيسية التي تناولتها المفاوضات. الأمم المتحدة لعبت دورا أساسيا في عملية السلام، وهي تواصل دون هوادة لعب هذا الدور. الرئيس الكولومبي عرض اتفاق السلام على الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. إنها المرة الأولى التي توضع فيها حقوق الضحايا في مركز حل الصراع. حقهم في الوصول إلى الحقيقة، إلى العدالة واصلاح الضرر وعدم تكرار ما حدث، قال الرئيس الكولومبي. وفقا لاتفاق السلام، ستعمل الأطراف الحكومية وقوات التمرد على توفير الأراضي والقروض والخدمات إلى المناطق الفقيرة لمساعدة السكان. القوات المسلحة الثورية الكولومبية ستتحول إلى حزب سياسي حيث تعهدت الحكومة بتخصيص مقاعد مباشرة وموقتة في الكونغرس للحركة، وستقام دوائر خاصة للسلام في المناطق التي طالها النزاع بشكل خاص، حيث يمكن انتخاب أعضاء لا يمثلون أحزابا تقليدية. يتوجب على السبعة آلاف مقاتل في صفوف القوات المسلحة الثورية الكولومبية إلقاء السلاح وعليهم تسليم أسلحتهم في غضون مائة وثمانين يوما، والانتقال إلى ثمان وعشرين من مناطق نزع السلاح التي تشرف عليها الأمم المتحدة. ويتلقى كل مقاتل ستمائة يورو، إضافة إلى راتب شهري لمدة سنتين، إلى غاية إدماجهم في الوظيف العمومي. ومن المقرر أن تواصل السلطات مكافحة تهريب المخدرات لكنها ستعرض مصادر بديلة للدخل على المزارعين وبرنامجا للصحة العامة، يذكر أنّ الدفاع عن الفلاحين الفقراء وضحايا عنف الدولة وكبار ملاك الاراضي كان سبب ظهور حركة التمرد في العام أربعة وستين من القرن الماضي. سيتم منح العفو عن الجرائم السياسية، وسيتم انشاء محاكم خاصة لمحاكمة المتمردين وعناصر الدولة المتورطين في جرائم مرتبطة بالنزاع. وفي المجموع، سيحاكم ثمانية وأربعون قاضيا، بينهم عشرة أجانب، هؤلاء الاشخاص المتورطين في جرائم خطيرة مثل عمليات خطف واغتصاب وتهجير قسري او تجنيد قاصرين. سينظم استفتاء في الثاني من تشرين الأول-أكتوبر حول اتفاق السلام هذا، الذي سيلغى بأكمله اذا رفضه الناخبون الكولومبيون. هذه الحرب الداخلية الأطول في أميركا اللاتينية، شاركت فيها على مر العقود حركات تمرد يسارية متطرفة وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والجيش وأسفرت حسب الأرقام الرسمية عن سقوط نحو مائتين وستين ألف قتيل خمسة وأربعين ألف مفقود وسبعة ملايين مهجر. وأمام المجتمع الكولومبي الكثير من الوقت للتعافي من هذه الحرب الأهلية الطويلة

مشاركة :