احتفلت الكويت أمس بالذكرى 23 لتحريرها من الاحتلال العراقي بعد أيام من الذكرى 53 للاستقلال من الوصاية البريطانية. وشهدت المناسبتان المظاهر الاحتفالية التقليدية من مسيرات ورفع أعلام وتغطية إعلامية رسمية. وشاهد الآلاف من المحتفلين على شارع الخليج العربي عروضاً مدنية وعسكرية جوية لطائرات كويتية وصديقة، غير أن مواقع الإنترنت وبعض الصحف حفلت بمشاعر الإحباط والخيبة من ناشطين سياسيين «لضياع دروس الاحتلال العراقي»، بينما استمر آلاف من «البدون» في تظاهرات لليوم التاسع في مدينة «الجهراء» مطالبين بحل لقضيتهم. وهنأ الأمير الشيخ صباح الأحمد المواطنين والمقيمين بالمناسبتين، واستذكر «بالفخر والاعتزاز شهداء الكويت الأبرار وأسراها ومفقوديها الذين ضحوا بنفوسهم الأبية ودمائهم الزكية دفاعاً عن تراب الوطن الغالي». ووجّه في كلمة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية «تحية إجلال وتقدير للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة لوقوفها المشرف مع دولة الكويت وشعبها إبان فترة الاحتلال الغاشم»، وعبّر عن «سروره بمظاهر الاحتفالات الوطنية والشعور الجياش الذي أعرب عنه المواطنون والمقيمون». كان الأمير (84 سنة) غادر عشية الاحتفالات إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية طبقاً لبيان عن الديوان الأميري. وشملت المظاهر الاحتفالية إضاءة معظم طرقات الكويت والمباني العامة بألوان العلم وصور الأمير وولي عهده وشارك عشرات الآلاف في مسيرات راجلة وبالسيارات، خصوصاً قرب أبراج الكويت الموقع التقليدي للاحتفالات ورفعت بلدية الكويت 44 ألف علم على أعمدة الإنارة على امتداد العاصمة وضواحيها. ومرت مواكب تمثل أجهزة الدولة والجهات الشعبية فيما قامت طائرات مقاتلة كويتية من نوع «أف 18» ومقاتلات من سلاح الجو التركي من نوع «أف 16» تزور الكويت باستعراضات فوق خليج الكويت، غير أنه كالعادة شهدت الاحتفالات ضبط الشرطة لعشرات من الشبان وسائقي السيارات بسبب الاستهتار والخروج على الآداب، و صادرت الشرطة آلافاً من عبوات رش «الفوم» التي درجت العادة لاستخدامها بعدما قررت هيئة البيئة أنها خطرة على الصحة. وبينما الاحتفالات جارية، استمر آلاف من «البدون» في تظاهرات أمس لليوم التاسع على التوالي مطالبين بفرص التعليم والتوظيف ومنح الجنسية، وتضمنت التظاهرات مواجهات واصطدام بقوى الأمن واعتقالات. ويطالب المحتجون بإطلاق نشطاء منهم اعتقلوا في تظاهرات سابقة. وتأتي احتفالات التحرير وسط استمرار الجمود السياسي، إذ تقاطع المعارضة العمل البرلماني وتعتبر مجلس الأمة (البرلمان) الحالي غير مشروع، وانتقد ناشطون ضمن المعارضة «غياب العمل الجاد بالدستور» بعد 23 عاماً على التحرير و»عدم محاسبة المسؤولين عن التقصير إبان الغزو والاحتلال». ودعت مجموعات سياسية عدة في بيانات إلى «تصحيح الخلل السياسي والفساد المالي وعدم تأجيل المشكلات». وحضت الحركة الدستورية الإسلامية التي تمثل خط «الإخوان المسلمين» على «التمسك بالضوابط الدستورية» و «الاستفادة من دروس الماضي وتضحيات الكويتيين من أجل توحيد الجهود لرسم مستقبل أفضل وتأصيل الهوية العربية الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم الحريات العامة والعمل من اجل إصلاح المسيرة السياسية».
مشاركة :