أكد رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر استمرار الزيت والغاز خلال السنوات المقبلة في تلبية الطلب على الطاقة. وأوضح الناصر في كلمة ألقاها بعنوان "التصور الجديد لقطاع التنقيب والإنتاج.. نموذج عمل جديد لعصر جديد"، خلال مشاركته في المؤتمر التقني السنوي لجمعية مهندسي البترول، الذي عُقد في مركز دبي التجاري خلال الفترة من 24 إلى 26 من شهر سبتمبر الحالي، أن المكانة المحورية للنفط ستبقى قوية خصوصًا في مجال النقل الثقيل ولقيم البتروكيميائيات، مشيرًا إلى أن ما يعزز هذه المكانة المحورية هو أن مصادر الطاقة البديلة مثل مصادر الطاقة المتجددة، والتقنيات التي ظهرت حديثًا كالسيارات الكهربائية، وخلايا الوقود، لا يزال أمامها تحديات فنية واقتصادية في البنية الأساسية. وقال: "إذا نظرنا في ظل هذه الظروف إلى أعمال هذا القطاع ونموذجه التشغيلي حاليًا وسألنا ما إذا كانا يرتقيان لمستوى المهام المقبلة فإنني سأجيب بـ (لا)". واقترح "الناصر" خطة عمل متكاملة من أربعة محاور يمكنها أن تجدد قطاع التنقيب والإنتاج لمواجهة التحولات في الطاقة والتوجهات البيئية والتنظيمية والتعقيد المتصاعد في الأعمال والعوامل الأخرى الفاعلة وهي: المرونة، والتقنية، والكفاءات، والتعاون، مبينًا أن المحور الأول الأكثر تحدّيًا والمتمثل في المرونة يتطلب من الأطراف المؤثرة في القطاع امتلاك قدرة مالية قوية لتجاوز الفترات الصعبة والحفاظ في الوقت ذاته على استثمارات طويلة الأمد لبناء قدرة جديدة، وإبقاء التقنية على المسار الصحيح، وهنا يأتي دور الكفاءة والتكلفة التنافسية. وأضاف أنه وبالنظر إلى إجراءات الأعمال في قطاع التنقيب والإنتاج العالمي فإننا نرى أمورًا يمكن إنجازها بشكل أفضل وبتكلفة أقل دون المساس بالسلامة أو البيئة ولكن تحقيق ذلك يتطلب تطوير نموذج عمل جديد. وتعد الاستثمارات المستمرة التي تدفع عجلة الكفاءة وتقلل التكلفة إلى جانب الإمدادات الموثوقة والمستدامة للطاقة بشكل أفضل من العناصر المهمة لنجاح هذا القطاع مستقبلاً. أما المحور الثاني من الخطة التي طرحها الناصر حول تطوير قطاع التنقيب والإنتاج العالمي والمرتبط ارتباطًا وثيقًا بمحور المرونة فهو التقنية، حيث أوضح أن الأبحاث والتطوير بالإضافة إلى القدرات الابتكارية التي تضطلع بها الأطراف المؤثرة في قطاع التنقيب والإنتاج لطالما كانت القوة المحركة لهذا القطاع وقال من الواضح أن الابتكار لا يمكن أن يتوقف ولكن علينا أن نعجل وتيرته وأرامكو السعودية تفعل ذلك تمامًا في إطار أهدافها الاستراتيجية. وفيما يتعلق بالمحورين الآخرين من خطة تطوير هذا القطاع، وهما الكفاءات، والتعاون، أشار الناصر إلى أن الاستثمار في التقنية والأبحاث لتذليل صعوبات التنقيب والإنتاج الكبيرة تستدعي أيضًا الاستثمار في العنصر البشري الذي سيطور هذه الأدوات ويستخدمها، لافتًا الانتباه إلى أن ضعف الاهتمام بالتوظيف والتطوير والكفاءات المتميزة خلال دورة الركود، سيعود كشبح يطارد الأطراف المؤثرة في قطاع التنقيب والإنتاج على المدى البعيد، مبينًا أن الخبرات الوظيفية العميقة في الماضي أفسحت الطريق للمهارات المتعددة الاختصاصات لمواجهة التحديات في مختلف التخصصات المتشابكة. وشدد على أن التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين هو محور أساس يبشر بالخير لتجديد هذا القطاع بما يكفل مضاعفة مواطن القوة والموارد في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة. وكان رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين من بين أبرز القياديين في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم الذين تحدثوا خلال المؤتمر الذي استضافته شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) وشاركت فيه أرامكو السعودية كراعٍ رئيس.
مشاركة :