يحل ريـال مدريد الإسباني حامل اللقب ضيفًا على بوروسيا دورتموند الألماني، في مواجهة صعبة للغاية، اليوم في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي ستشهد أيضًا مواجهة صعبة للغاية لليستر سيتي بطل إنجلترا ضد بورتو البرتغالي، فيما لا مجال للخطأ أمام يوفنتوس الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي عندما يلتقيان مع دينامو زغرب الكرواتي وسيسكا موسكو الروسي. في المجموعة السادسة يتطلع ريـال مدريد لفك عقدته على ملعب «سيغنال ايدونا بارك» معقل دورتموند، لكن الفريق الملكي مطالب بالارتقاء بمستواه لتفادي أي سقطة تهدد مسيرته. واستهل فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان حملة الدفاع عن لقبه بعرض باهت كاد يكلفه الخسارة أمام ضيفه سبورتينغ لشبونة البرتغالي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة قبل أن ينقذه نجمه الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو ومهاجمه العائد من يوفنتوس الفارو موراتا في الدقائق القاتلة على ملعب «سانتياغو برنابيو». وعلى الرغم من خوض النادي الملكي للمباراة للمرة الأولى بثلاثيه الهجومي الضارب «بي بي سي»؛ الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بيل ورونالدو، فإن رجال زيدان لم يشكلوا أي خطورة على مرمى الفريق البرتغالي الذي كان بإمكانه الخروج بـ3 نقاط ثمينة وتحقيق فوز أول على النادي الملكي في عقر داره، ويصبح أول فريق برتغالي يحقق هذا الإنجاز في 10 زيارات للعاصمة مدريد. وتقدم سبورتينغ حتى الدقيقة قبل الأخيرة قبل أن يدرك رونالدو التعادل في مرمى فريق بداياته، وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة خطف موراتا هدف الفوز في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وفي المقابل، كانت بداية دورتموند مختلفة تمامًا، إذ قدم عرضًا هجوميًا رائعًا خارج ملعبه ودك شباك ليجيا وارسو البولندي بسداسية نظيفة، بينها ثلاثة أهداف في الدقائق الـ17 الأولى. وجميع المعطيات تؤكد أن ريـال سيعيش ليلة صعبة جدًا في «سيغنال ايدونا بارك»، الملعب الذي سقط فيه النادي الملكي في زياراته الثلاث الأخيرة إليه، آخرها في موسم (2013 - 2014) حين فاز ذهابًا على أرضه (3 - صفر) قبل أن يخسر إيابا (صفر - 2) أمام الفريق الألماني الذي كان يشرف عليه حينها مدرب ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب. وتأهل ريـال حينها إلى نصف النهائي رغم الخسارة، وواصل طريقه حتى إحراز اللقب العاشر، وذلك خلافًا لموسم (2012 - 2013) حين اصطدما أولاً في دور المجموعات وتصدر دورتموند أمام ريـال بعد فوزه عليه في ملعبه (2 - 1)، وتعادلا في مدريد (2 - 2)، ثم جددا الموعد في نصف النهائي في مباراة لا تزال عالقة في الأذهان، لأن بطل 1997 اكتسح منافسه العملاق (4 - 1) ذهابًا، بفضل رباعية مهاجم بايرن ميونيخ الحالي البولندي روبرت ليفاندوفسكي. وتأهل دورتموند حينها إلى النهائي رغم خسارته إيابًا (صفر - 2)، لكنه فشل في إحراز لقبه الثاني، بعدما خسر النهائي أمام مواطنه وغريمه بايرن. وسيكون حارس مرمى دورتموند رومان فيدنفيلر «الناجي» الوحيد من المواجهة التي جمعت الفريقين في الدور الثاني من موسم (2002 - 2003) حين فاز مدريد ذهابًا (2 - 1) ثم تعادلا إيابًا (1 - 1) بمشاركة مدرب النادي الملكي زيدان. ومن المؤكد أن ريـال سيسعى جاهدًا لفك عقدته في معقل دورتموند الذي لم يحقق فيه أي فوز من أصل 5 زيارات سابقة، لكن المهمة ستكون صعبة جدًا في ظل الظروف المتناقضة التي يمر بها الفريقان في الآونة الأخيرة، فريـال الذي سيستعيد خدمات قلب دفاعه البرتغالي بيبي في لقاء اليوم، اكتفى بالتعادل في مباراتيه الأخيرتين في الدوري المحلي على أرضه ضد فياريـال (1 - 1) وخارجها ضد لاس بالماس (2 - 2)، لكنه لا يزال في الصدارة بفارق نقطة عن غريمه الأزلي برشلونة. وتعرض الريـال وزيدان لانتقادات من وسائل الإعلام بعد العرض غير المقنع أمام لاس بالماس، الذي شهد خروج نجمه رونالدو غاضبًا لاستبداله قبل 18 دقيقة من نهاية اللقاء، لكن رغم ذلك يشعر زميله ألفارو موراتا أن هناك كثيرًا من الأسباب التي تدعو للتفاؤل. وقال موراتا: «لم نخسر حتى الآن ولا نزال في صدارة الدوري. أهم شيء هو كيفية إنهاء الموسم ويجب أن نفوز بكل مبارياتنا المقبلة إذا كان ذلك ممكنًا». وأضاف مهاجم منتخب إسبانيا: «يجب أن نواصل العمل وسينصب تركيزنا على دوري أبطال أوروبا». من جهته، وبعد خسارته في المرحلة الثانية أمام الوافد الجديد لايبزيغ (صفر - 1) في الدوري المحلي، انتفض فريق المدرب توماس توشيل وحقق ثلاثة انتصارات متتالية إلى جانب فوزه على ليجيا وارسو، مسجلاً 20 هدفًا في 4 مباريات. ويدخل دورتموند الذي ما زال يفتقد نجمه ماركو رويس بسبب الإصابة، إلى المواجهة مع الأبطال بمعنويات مرتفعة جدًا دون شك، خصوصًا أنه عادل الجمعة ضد فرايبورغ (3 - 1) رقمه القياسي، من حيث عدد المباريات التي خاضها في الدوري على أرضه دون هزيمة (24 مرة). ويسابق دورتموند الزمن لمحاولة تجهيز المدافع الإسباني مارك بارترا والمهاجم الكولومبي أدريان راموس، بعد غيابهما عن الفوز على فرايبورغ يوم الجمعة بسبب الإصابة. كما تعرض هدافه بيير إيمريك أوباميانغ لكدمة قرب نهاية المباراة، لكن مهاجم الغابون الدولي الذي سجل 4 أهداف في آخر 3 مباريات أكد أنه سيكون جاهزًا للعب. وبغض النظر عن نجاح ريـال في فك عقدته بين جماهير دورتموند من عدمه، لا تبدو مهمة العملاقين الإسباني والألماني صعبة بتخطي دور المجموعات في ظل وجود سبورتينغ لشبونة وليجيا وارسو، اللذين سيتصارعان على الأرجح للحصول على المركز الثالث وبطاقة الانتقال إلى «يوروبا ليغ»، وهما سيلتقيان معًا في العاصمة البرتغالية. وفي المجموعة الثامنة، يسعى يوفنتوس الإيطالي الذي يعتبر أحد المرشحين لإحراز اللقب، إلى تعويض تعادله المخيب في الجولة الأولى على أرضه أمام إشبيلية الإسباني بطل «يوروبا ليغ» في المواسم الثلاثة الأخيرة، وذلك من خلال الفوز على ضيفه دينامو زغرب الكرواتي في أول مواجهة بين الفريقين. ويعاني فريق المدرب ماسيميليانو أليغري من مشكلة الإصابات، إذ انضم الغاني كوادوو اسامواه ودانييلي روغاني إلى المغربي مهدي بن عطية وكلاوديو ماركيزيو بعد إصابتهما في المباراة التي فاز بها وصيف المسابقة القارية الأم لعام 2015 على باليرمو (1 - صفر) السبت في الدوري الإيطالي. وقد تشهد المباراة مشاركة لاعب وسط يوفنتوس الكرواتي ماركو بياتسا ضد الفريق الذي تركه هذا الصيف من أجل الالتحاق ببطل إيطاليا في المواسم الخمسة الأخيرة، والذي انتفض بعد خسارته خارج قواعده أمام غريمه إنتر (1 - 2) في المرحلة الرابعة بفوزه الكبير على كالياري (4 - صفر) ثم باليرمو. وبدوره، يخوض إشبيلية اختبارًا صعبًا ضد ضيفه ليون الفرنسي، الذي اكتسح دينامو زغرب في مباراته الأولى (3 - صفر)، لكنه قادم من خسارة أمام لوريان (صفر - 1) في الدوري المحلي، لكن وضع المضيف الأندلسي ليس أفضل بكثير، فهو أيضًا قادم من هزيمة ثقيلة على يد أتلتيك بلباو (1 - 3)، الذي ألحق به هزيمته الأولى في 7 مباريات خاضها هذا الموسم. وفي المجموعة السابعة، سيكون ليستر سيتي بطل إنجلترا على موعد مع لحظة تاريخية عندما يستضيف أول مباراة في دوري الأبطال، لكنها ستكون صعبة للغاية ضد بورتو البرتغالي بطل المسابقة مرتين. وكان فريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري استهل مغامرته الأولى في المسابقة بفوز كبير خارج قواعده ضد كلوب بروج البلجيكي بثلاثية نظيفة، لكن سيكون من الصعب عليه تكرار نتيجة مماثلة ضد بورتو، الذي اكتفى بالتعادل في مباراته الأولى على أرضه ضد كوبنهاغن الدنماركي (1 - 1). ويدخل الفريق الإنجليزي اللقاء بمعنويات مهزوزة تمامًا بعد الخسارة القاسية التي مني بها السبت أمام مضيفه مانشستر يونايتد (1 - 4) في الدوري المحلي، الذي حقق فيه فوزين فقط من أصل 6 مباريات، كما ودع مسابقة كأس رابطة الأندية المحترفة من الدور الثالث بخسارته الأسبوع الماضي على أرضه أمام تشيلسي (2 - 4 بعد وقت إضافي). وفي المجموعة ذاتها، يسعى كوبنهاغن إلى تأكيد نتيجة إيجابية في الجولة الأولى من خلال الفوز على ضيفه كلوب بروج. وفي المجموعة الخامسة، يحل توتنهام هوتسبير الإنجليزي في العاصمة الروسية وهو يدرك أنه لا مجال للخطأ أمام مضيفه سيسكا موسكو، خصوصًا بعد سقوطه على أرضه في «ويمبلي» في مباراته الأولى ضد موناكو الفرنسي (1 - 2). ويحل فريق المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو في العاصمة الروسية للمرة الأولى، وهو يحتل المركز الثاني في الدوري المحلي بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة، ودون أي هزيمة في 6 مراحل، لكن سيكون بانتظاره مهمة شاقة للغاية في زيارته إلى موسكو في مباراة يخوضها دون هدافه هاري كين المصاب، وقد يغيب عنها أيضًا الفرنسي موسى سيسوكو والبلجيكي موسى دمبيلي وايريك داير وداني روز بسبب الإصابة أيضًا. وستكون النقاط الثلاث هامة جدًا بالنسبة للفريق اللندني، خصوصًا أن المجموعة تضم موناكو وباير ليفركوزن الألماني، اللذين يتواجهان على استاد «لويس الثاني»، في مباراة يبحث فيها أصحاب الأرض عن تأكيد العرض الذي قدموه في «ويمبلي» وتجديد تفوقهم على ضيوفهم الذين لم يحققوا أي فوز في مواجهاتهم الأربع السابقة مع فريق الإمارة الذي خرج فائزًا في 8 من مبارياته التسع الأخيرة هذا الموسم في جميع المسابقات.
مشاركة :