فيلهيلم يتطلع إلى نهاية سعيدة

  • 9/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كلما طال انتظار لحظة تحقيق إنجاز ما، كلما زادت درجة الفرح والبهجة عند بلوغ الغاية المنشودة. فقد مر 12 عاماً على آخر إنجاز تاريخي للمنتخب الأرجنتيني فوق المسرح العالمي، أي منذ تأهل الألبيسليستي إلى نصف نهائي كأس العالم في كرة الصالات تايبيه الصينية 2004 FIFA. فقد طرد الأرجنتينيون تماماً ذلك الشبح الذي كان يقضي على آمالهم فور تجاوزهم مرحلة المجموعات. صحيح أن بلاد ميسي ومارادونا تُعد من القوى العُظمى في ملاعب كرة الصالات، ولكنها لم تبلغ أبداً المراحل النهائية، على عكس إسبانيا والبرازيل اللتين تشتركان معها في نيل شرف المشاركة في جميع النهائيات العالمية. وبعد خروج لاروخا والسيليساو من السباق على لقب هذا العام، يبدو وصيف بطل أمريكا الجنوبية عازماً كل العزم على تحقيق القفزة النوعية، وهو الحلم الذي يراود على وجه التحديد الكابتن المخضرم فرناندو فيلهيلم صاحب ثلاث مشاركات في العرس المونديالي. ويؤكد فيلهيلم أن شيئاً ما قد تغير في نهائيات 2016، مشيداً على وجه الخصوص بعمل المدير الفني دييجو جيوستوزي، زميله السابق الذي عاش معه الأفراح والأتراح في المنتخب. وقال قائد الألبيسليستي "إن الأرجنتين كانت تزخر دائماً بلاعبين جيدين قادرين على الذهاب بها بعيداً، ولكن الأمور كانت تُحسم بتفاصيل وجزئيات دقيقة. والآن لدينا مدرب جديد ونظام جديد يناسب تماماً طريقتنا في اللعب، وهو نطام من شأنه أن يساعدنا في استغلال كل إمكاناتنا أخيراً". وأضاف: "إنه مدرب شاب وقادر على ترك صدى طيب بين اللاعبين، حيث ليس هناك حاجز بيننا وبينه، وهذا يسهل الحوار، مع العلم أن دييجو يتحدث كثيراً." لكن في المقابل يبدو أن ابن بوينس آيرس ليس بحاجة إلى البحث كثيراً عن الكلمات في الآونة الأخيرة نظراً للروح السائدة بين اللاعبين، إذ هناك كلمة واحدة تتبادر إلى الذهن عند مشاهدة نجوم أمريكا الجنوبية فوق أرض الملعب: فبمجرد إلقاء نظرة على الألبيسليستي، يظهر بجلاء أن التوازن هو السمة الطاغية على جميع المستويات، في طريقة اللعب وتشكيلة الفريق والسلوك الجماعي. وقال لاعب بنفيكا البرتغالي وهو يُظهر مدى الاحترام الذي يحظى به عندما طلب من زملائه خفض صوت أهازيجهم الصاخبة في غرفة الملابس بعد الفوز الكبير (5-0) على مصر في الدور ربع النهائي: "أنا أتكلم عندما يجب أن أتكلم ولكن علينا أن نعترف بأن عملي كقائد سهل للغاية، لأن اللاعبين يعرفون متى يجب العمل بجد ومتى يمكن الاستمتاع". طقوس فعالة لأن التوازن يتمثل في القدرة على إنجاز الأشياء في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح، فإن الموسيقى جزء لا يتجزأ من الترسانة التي يتسلح بها المنتخب الأرجنتيني في سعيه إلى إحداث الفارق، حيث يمارس أعضاء الفريق نفس الطقوس دائماً قبل انطلاق كل مباراة: الموسيقى الصاخبة لخلق مشاعر جيدة، حيث لا يُسمح لأي أحد بوضع السماعات. أما نهاية المباريات، فإنها تشهد طقوساً أخرى حيث يتجمع اللاعبون على شكل دائرة ثم يبدؤون في الغناء. وفي هذا الصدد، يقول الكابتن البالغ من العمر 34 عاماً: "نحن لا نتوقف عن الغناء بصوت عال جداً، حتى في الهزيمة. فالكلمات التي ننشدها تعكس رغبتنا في إعطاء كل شيء على أرض الملعب من أجل بلدنا، كما أنها وسيلة للتواصل مع الجماهير واستحضار الطاقة اللازمة في الوقت نفسه". ولا شك أن الأرجنتينيين سيكونون بحاجة إلى أقصى طاقاتهم ضد البرتغال في الموقعة المقبلة. وفي هذا الصدد، قال فيلهيلم، الذي يتميز بقدرته الخارقة على قراءة المباريات والوقوف بالمرصاد للخصوم في حال الهجمات المرتدة: "يكفي النظر إلى نتائج هذه النهائيات حتى يفهم الجميع أن لكل فريق مكانته وقيمته. لو طُلب مني أن أختار الخصم المثالي في الدور قبل النهائي لما استطعت ذلك. فعلى أي حال، نحن لا نُكيف طريقة لعبنا بحسب أسلوب الخصم. المهم هو اللعب وفق فلسفتنا القائمة على الضغط وحيازة الكرة وتطبيق أسلوبنا المعتاد الذي يعكس هويتنا. فنحن لا نريد أن نترك مجالاً للارتجال." لعل هذا التحذير قد بلغ إلى مسمع ريكاردينيو، الذي يعرف أنه ورفاقه سيجدون صعوبة في العثور على المساحات بين الخطوط الأرجنتينية هذا الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول في الدور قبل النهائي بمدينة كالي. وختم فيلهيلم بالقول: "إن مواجهته تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا. إنه يستحق السمعة التي يحظى بها. فهو نجم يضيء سماء كرة الصالات. ولكن يجب ألا نركز كثيراً عليه وحده. فبإمكان البرتغال الاعتماد على أسلحة أخرى أيضاً".

مشاركة :