حشد مجمع الفقه الإسلامي الدولي عدداً من المنظمات الدولية والإقليمية والأطباء والشرعيين لمواجهة الفتاوى الدينية المتطرفة التي تحول من دون التطعيم الوقائي للأطفال في أفغانستان، باكستان، ونيجيريا، في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في محافظة جدة أمس. وعارض المجتمعون الفتاوى التي وصفها «علماء الأزهر» بـ «الباطلة»، وسط تنديد بما تتعرض له حملات المنظمات الدولية من اعتداء وتضييق في تلك الدول. وأوضح وكيل «الأزهر» الدكتور عباس شومان في كلمته خلال الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال، أن «الأزهر» يعلن بأن الفتاوى التي تحرم التطعيم الوقائي «باطلة»، خصوصاً أنها صادرة عن متطفلين على موائد الشريعة الإسلامية وغير مختصين في أمور الإفتاء والتشريع، مؤكداً في الوقت ذاته أن التطعيم الوقائي ضد مرض (شلل الأطفال) واجب شرعي، وأن تاركه آثم. وقال: «إن من يُقتل من أعضاء البعثات والمنظمات الصحية الدولية التي تعمل على التطعيم، شهيداً مكرماً، وأن الأزهر آلمه ما تعرضت له المنظمات الدولية التي تعمل في هذا المجال على رأسها منظمة الصحة العالمية، فما تعرضت له الحملات من تحريض واعتداءات قد تصل إلى القتل التي تجري عمليات التطعيم ضد مرض فتاك خطر مثل شلل الأطفال الذي يراه الأزهر عملاً غير مبرر». وأضاف: «الأزهر يدين الفتاوى الباطلة التي صدرت من غير المختصين التي تحرم التطعيم ضد شلل الأطفال، ويدين ما تتعرض له حملات التطعيم كل أنواع التضييق الواقعة عليهم وكل أنواع الاعتداء ويحتسب من مات منهم في اعتداء شهيداً عند الله». وزاد: «إن الأزهر يعلن أن التطعيم ضد الأمراض واجب شرعي، وأن الممتنع عنه يأثم شرعاً، وأنه يلزم أولياء الأمور أن يبحثوا عن تطعيم أبنائهم ضد الأمراض، وإلا كانوا مفرطين في مسؤولياتهم الشرعية، ونثمن الجهود التي تنفذها المنظمات الإنسانية بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية، ويقدر الأزهر دور منظمة الصحة العالمية». من جهته، أوضح رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي المدني خلال الاجتماع، أن البنك أبرم اتفاقاً مع منظمة (بيل وميليندا غيتس) الخيرية من أجل التعاون للقضاء على مرض شلل الأطفال في كل من أفغانستان، باكستان، ونيجيريا، وخصص البنك تمويلاً بمبلغ 227 مليون دولار أميركي لحكومة باكستان لدعم جهودها في تطعيم الأطفال ضد المرض، مضيفاً أنه تم الاتفاق مع منظمة بيل وميليندا غيتس الخيرية لحشد موارد مالية لمساعدة أفغانستان بنحو 12 مليون دولار، وأن البنك يعمل مع جميع المؤسسات العالمية الفاعلة في هذا المجال. بدوره، أكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور صالح بن حميد، إجماع علماء المسلمين على أنه لا بأس من التداوي وتعاطي الأدوية التي تدفع البلاء والأمراض، وأن مسألة الوقاية تدخل من باب دفع البلاء قبل وقوعه، «وإذا خشي من مرض وطُعم ضد الوباء الواقع في البلد فلا بأس في ذلك، من باب الدفع كما يعالج المرض النازل بالدواء». وقال: «إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي يسعدها أن تمد يد العون والدعم لكل مؤسسة تعمل لصالح الإنسانية، لا أقول لصالح المسلمين فقط بل مصلحة الإنسانية جمعاء فشريعتنا للناس كافة، وأن قضايا الوقاية تشغل بال الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية، كما تشغل الشعوب والأفراد، وأن من أهم مقاصد الشريعة حفظ النوع الإنساني». من جانبه، أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني أن 95 في المئة من حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال التي أبلغ عنها في عام 2013 سجلت في دول أعضاء في المنظمة، وأن البلدان الثلاثة أفغانستان، باكستان، ونيجيريا التي ينتشر فيها المرض وعدداً محسوساً من البلدان الأخرى التي بدأ فيها من جديد هي دول أعضاء، مضيفاً: «نحن ندرك أن القضاء على هذا المرض بشكل نهائي يشكل تحدياً جسيماً للمنظمة الدولية». مجمع الفقه الإسلاميالفتاوى الدينية
مشاركة :