من غير المحتمل أن يؤدي انتخاب جيرمي كوربين زعيما لحزب العمال لفترة جديدة إلى رأب الصدوع العميقة في حزبه لذلك فإن المعارضة القوية الوحيدة التي ربما تواجهها رئيسة الوزراء تريزا ماي مع تخطيطها لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستكون من حزبها. ولم يطرح خروج بريطانيا من التكتل حتى على جدول الأعمال الرسمي لمؤتمر حزب العمال في ليفربول في ظل انشغال النواب بدرجة أكبر بما إذا كان الحزب سيبقى في المستقبل. وبالنسبة لماي التي شنت حملة هادئة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء يونيو، فإن ذلك يعني أنها ستتمكن من قيادة المحادثات من دون تدخل كبير من المعارضة العمالية. لكنها ربما تواجه تحديا أكبر من أعضاء في حزب المحافظين الذي تنتمي إليه والذين يضغطون من أجل انفصال تام عن الاتحاد الأوروبي وسوقه الموحدة. وأبلغت سيما مالهورتا وهي متحدثة سابقة باسم وزارة الخزانة في إحدى الحكومات العمالية مؤتمر الحزب إنها تخشى أن يكون حزب العمال قد سلم تقريبا السيطرة على الخروج من الاتحاد الأوروبي لحزب المحافظين. وقالت في إشارة إلى اللون الذي يمثل المحافظين «علينا أن ندخل أنفسنا في هذا النقاش وإلا فإن الأمر ينطوي على مخاطر بأن يصبح نقاشا أزرق مع أزرق حيث المغادرة تعني المغادرة، بينما يقود الآخرون المشككون في الاتحاد الأوروبي تريزا ماي إلى اليمين».
مشاركة :