هل خرج الاستعمار من دولنا؟ - مقالات

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نحن ندعي أن حركات التحرر في البلدان العربية، قد خلصت الشعوب من الاستعمار نهائياً، وبدأت مرحلة جديدة من الاستقلال والتنمية، وتأميم الثروات الطبيعية، لكن الزمن الذي أعقب الثورات العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي، يدحض هذا الادعاء. نعم خلق ذلك حالة جديدة عند شعوبنا، إذ أيقظت مشاعر الوطنية والقومية، بالتخلص من الإقطاع والاستعمار الكولنيالي، ولكن الاستعمار خرج من الباب وعاد من نوافذ عدة، اقتصادية وثقافية والاعتداء العسكري المباشر بحجة محاربة الإرهاب. فبعد ثورة 14 يوليو في العراق، لعب الاستعمار وعملاؤه على تقويض وتفتيت القوى الوطنية والديموقراطية، وبدأت بالحرب على الأحزاب الكردية القومية، وتحريض عبد الكريم قاسم ضد حلفاء الثورة، واستمرت الدسائس والانقلابات، حتى عادت التبعية للاستعمار. وهذا ما حدث في مصر بعد ثورة 23 يوليو، فبعد تأميم قناة السويس، تكالبت ثلاث دول استعمارية في حرب عسكرية ضد مصر، وعندما جاء الرئيس السادات بعد جمال عبد الناصر، عادت التبعية بالكامل للاستعمار وفتح الأسواق له، بل استخدم الإسلاميين ضد القوى الوطنية والتقدمية، حيث تم التنكيل بهم. وبعد خروج الاستعمار الفرنسي من الجزائر، عاد بأشكال مختلفة وترك تأثيراً حتى على اللغة، التي أصبحت خليطاً من العربية والفرنسية، بل أصبح عدد من أدبائها يكتبون بالفرنسية، وتم فتح الأسواق، وانتشرت الوكالات التجارية (الكمبرادور). أما الآن فتتخذ قوى الإمبريالية سياسة العولمة الاقتصادية، فيما يسمى الليبرالية الجديدة، واستخدمت أدواتها مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية (الجات)، لنهب وسرقة ثروات الشعوب. فبعد ما أنهكت الإمبريالية العراق في حرب عبثية مع إيران، وجهت صدام حسين وشجعته على غزو الكويت عام 1990، حتى تعطي المبرر للتدخل العسكري، ثم غزت العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل عام 2003، واستولت على ثرواته النفطية، وقضت على الصناعة المحلية المحدودة والثروة الزراعية، وانتشرت الوكالات التجارية. يقول نتنياهو في لقاءاته وتصريحاته، إن الحكام العرب هم من ساعدوا إسرائيل، منذ الثورة العربية الكبرى، حتى القضاء على الثورة السورية الوليدة، وإن هناك مصالح مشتركة مع معظم الدول العربية. إذاً لم تحقق حركات التحرر في الدول العربية هدفها، فهي لم تكن ناجزة تماماً، وتحتاج شعوبنا إلى استنهاض وتوعية، للقيام بتغيير أو ثورة وطنية ديموقراطية، والتخلص من كل أشكال التبعية، والاتجاه إلى التنمية الذاتية وفي القلب منها الإنسان. osbohatw@gmail.com

مشاركة :