«أوبك»..المنقسمة على حجم الإنتاج متفقة على استقرار السوق

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

استبعد خبراء أن تتوصل أبرز الدول المنتجة للنفط التي تعقد اليوم اجتماعاً غير رسمي في العاصمة الجزائرية، إلى اتفاق لتجميد الإنتاج ورفع سعر الخام، إلا إذا حصلت مفاجآت معتبرين أن أقصى ما يمكن التوصل إليه هو اتفاق على ضرورة استقرار السوق. وقال ديدييه حسين رئيس منظمة البحوث اي إف بي اي إن أن التوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج يكون موضع قبول الجميع، سيكون أمراً مفاجئاً مضيفاً أن ما يتوقعه المحللون أكثر هو نوع من التوافق مهدئ نسبياً حول ضرورة مواصلة متابعة السوق (..) واستقرار الإنتاج وذلك دون إجراءات إلزامية أو حصص محددة. ودعا رئيس الوزراء الجزائري، عبدالمالك سلال امس أعضاء الدول المصدرة للنفط أوبك، إلى تجاوز خلافاتهم من أجل الوصول إلى حل توافقي لأزمة انهيار أسعار النفط. وقال سلال، في كلمته في افتتاح أشغال الدورة ال15 للمنتدى الدولي للطاقة التي تستضيفها العاصمة الجزائرية على مدار يومين بمشاركة 54 دولة، إن الوضع الحالي لسوق النفط لا يخدم أي دولة في العالم سواء المنتجون أو المستهلكون وهو ما يستدعي ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل يحمي جميع الدول. وأوضح سلال أن اجتماع الجزائر هو محطة استثنائية ومهمة في طريق معالجة أهم رهانات الأزمة البترولية، مشدداً على ضرورة تجاوز الحساسيات والخلافات والتفكير في تداعيات الصدمة النفطية على اقتصادات الدول. كما أكد أن العالم بحاجة للحوار لمواجهة الرهانات الإقليمية والدولية في جميع المجالات، لافتاً إلى أن بلاده التي تناضل من أجل استقرار سوق النفط، استطاعت أن تحافظ على توازناتها المالية ومقاربتها الاجتماعية رغم انهيار أسعار النفط. تخفيف التوقعات نتيجة ذلك ستسجل حركة مفاجأة مؤقتة في الأسعار كما حدث عند الإعلان في أيلول/سبتمبر عن تعاون بين روسيا (غير العضو في أوبك) والسعودية من أجل استقرار السوق. ولم يتخذ أهم منتجين عالميين للنفط في العالم أي إجراء للتصدي لفائض العرض الذي يؤدي إلى هبوط الأسعار منذ منتصف 2014، بسبب زيادة إنتاج محروقات الغاز الصخري (الشيست) الأمريكية من جهة واستراتيجية الدول المصدرة للنفط القائمة على الإنتاج بأقصى الطاقة للحفاظ على نصيبها من السوق من جهة أخرى. وسعى الأمين العام لأوبك النيجيري محمد باركيندو هو أيضاً إلى تخفيف التوقعات من اجتماع الجزائر مؤكداً أن الاجتماع المقرر في 28 أيلول/سبتمبر على هامش منتدى دولي للطاقة في الجزائر لن يكون سوى مجرد لقاء تشاور. ظرف ملائم للتوافق كانت روسيا ودول أوبك التي تدفع اقتصاداتها ثمناً كبيراً لانهيار أسعار النفط، فشلت في نيسان/إبريل في الدوحة في التوصل إلى تجميد منسق للإنتاج بسبب غياب اتفاق بين طهران والرياض. وبالتأكيد الظرف اليوم يبدو ملائما أكثر لتوافق. فالسعودية وروسيا الحاضرة أيضاً في الجزائر، تضخان النفط بمستويات غير مسبوقة أو قياسية تقريباً ما من شأنه أن يسهل القبول بوضع سقف للإنتاج. كما أن إيران لينت قليلاً موقفها فإنتاجها المقدر من الوكالة الدولية للطاقة ب 3,6 مليون برميل يومياً في آب/أغسطس، قريب من مستوى إنتاجها قبل العقوبات الدولية (أربعة ملايين برميل يومياً) الذي تطمح إيران للعودة إليه، كما أن رفعه اكثر يبدو معقداً بسبب نقص الاستثمارات. وفي الإجمال انتجت أوبك، بحسب الوكالة الدولية للطاقة، 33,47 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بزيادة 930 ألف برميل يومياً بالقياس السنوي. ويشكل إنتاج أوبك نحو ثلث الإنتاج العالمي من الخام. وبحسب بلومبيرغ فإن السعودية أبدت استعدادها لخفض إنتاجها شرط أن تجمد إيران إنتاجها عند مستواه الحالي. لكن هذا التنازل المتبادل الذي غذى التكهنات في السوق يمكن أن يصطدم بالتنافس الحاد المستمر بين البلدين داخل أوبك. وقال اوليفييه ابير رئيس المجلس الفرنسي للطاقة أوبك، في الظرف الحالي، لم تعد موجودة، لأن الخلافات السياسية بلغت حداً جعل الأمين العام (للمنظمة) لا يكاد يسيطر على شيء. وتبدي نيجيريا وليبيا تردداً إزاء الحد من الإنتاج خصوصا أن البلدين اللذين يعانيان صراعات داخلية، يضخان بمستويات أقل بكثير من طاقتهما الإنتاجية. واستأنفت ليبيا للتو صادراتها النفطية. وتعتبر روسيا خفضا محتملا للإنتاج بخمسة بالمئة أمراً واقعياً. لكن مدير نشرة بتروستراتيجي بيار تيرزيان علق بأنه لم يسبق أبداً أن رأينا الروس حتى الآن، يخفضون أو يجمدون إنتاجهم. هم يعلنون ذلك لكن هل سيفعلون؟. التحرك ضد المصلحة بالنسبة للسعودية فإن ارتفاعاً كبيراً لسعر النفط لا يخدم مصلحتها، فمن شأن ذلك أن يحفز إنتاج الولايات المتحدة التي بعد أن كبحت إنتاجها بسبب تدني الأسعار، تتأقلم مع واقع الأسعار الجديد بفضل ابتكاراتها التكنولوجية. وقال الخبير النفطي تييري بروس إذا قطعتم الإنتاج، ترتفع الأسعار، وتستفيدون من ذلك قليلا لكن آخرين يستفيدون اكثر منكم. ويشير ابير إلى وجود ميل كبير لتوقع إعادة التوازن للسوق، حتى إن كان ذلك سيحصل بتأخير أكثر من المتوقع، في 2017 بحسب الوكالة الدولية للطاقة. وعادت الأسعار إلى التحسن منذ كانون الثاني/يناير وتتراوح حاليا حول 45 دولارا للبرميل وهو سعر قريب من معدل 50 إلى 60 دولارا الذي ترغب فيه بعض دول أوبك. ورغم كل ذلك يبدي وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة تفاؤله مشيراً إلى انه بإمكان أوبك أن تعقد اجتماعاً طارئاً في الجزائر لإتاحة اتخاذ قرار. وأكد الوزير الجزائري أن دول أوبك مضطرة لاتخاذ قرار لوقف تدهور أسعار النفط. إبطاء العرض صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة أرامكو أن السوق النفطية تتحسن لكنها تبقى ضعيفة. وقال أمين الناصر في مؤتمر حول الطاقة في دبي إن سوق النفط تعافت من أدنى مستوياتها لكنها لاتزال ضعيفة. وتابع أن الاستثمارات في القدرة الإنتاجية للنفط والغاز حول العالم ألغيت أو أرجئت ما ادى إلى إبطاء العرض لاسيما للنفط الصخري الأمريكي. وأكد الناصر ان أسواق النفط تتجه نحو إعادة التوازن رغم التقلبات والى إمكان تحسن الأسعار مع الوقت، لافتا مع ذلك إلى ان تلك التقلبات قد تظل حاضرة في المستقبل القريب. حتى الآن لم تحدد السعودية وروسيا، المنتجان الأولان للنفط الخام عالميا، أي إجراء للتخلص من فائض العرض الذي يثقل الأسعار منذ منتصف 2014 والناتج عن ازدهار المحروقات الصخرية واستراتيجية أوبك القاضية بالإبقاء على الفائض للاحتفاظ بحصتها في السوق. من جهة أخرى، حدد الناصر العام 2018 مهلة لإدراج ارامكو في البورصة، ما يشكل منعطفا استراتيجيا للمجموعة العامة التي تتولى مجمل انتاج الخام السعودي. قال رئيس المجموعة ان ارامكو، التي تاتي في صلب خطة رؤية 2030 للاقتصاد السعودي التي كشفت عنها المملكة في نيسان/ابريل لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط، تبحث في إدراج اسهمها في البورصة السعودية تداول وربما في الخارج بحسب الدراسات الجارية مضيفا أن الهدف حاليا هو اتمام ذلك مع العام 2018. وتقضي خطة الحكومة السعودية بالتنازل عن 5% من اسهم أرامكو لتشكيل صندوق سيادي بقيمة ألفي مليار دولار. (وكالات) خلافات الرياض وطهران مازالت كبيرة قالت مصادر داخل منظمة اوبك إن الخلافات بين الرياض وطهران مازالت كبيرة. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحفيين هذا اجتماع تشاوري...سنتشاور مع كل طرف آخر وسنستمع للآراء ولأمانة أوبك وللزبائن أيضا. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة إنه ليس وقتا لصناعة قرار. وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبك الذي سيعقد في فيينا في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني سنحاول التوصل إلى اتفاق لنوفمبر. وتعقد أوبك مباحثات غير رسمية اليوم كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين وزبائن. والفكرة السائدة منذ أوائل 2016 بين المنتجين هي الاتفاق على تقييد الإنتاج على الرغم من أن مراقبي السوق يقولون إن مثل هذا الإجراء لن يقلص وفرة المعروض من الخام. وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج وهو الأمر الذي يمثل تحولا في موقف الرياض إذ رفضت المملكة من قبل مناقشة تقليص الإنتاج. وقال زنغنة امس الأول إن التوقعات يجب أن تكون متواضعة في حين قال عدد من مبعوثي أوبك إن مواقف السعودية وإيران مازالت متباعدة كثيرا. وقالت ثلاثة مصادر في أوبك إن إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 مليون برميل يوميا تصر على الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 مليون برميل يوميا في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبك أن تثبت إنتاجها دون أربعة ملايين برميل يوميا. وقال مصدر من أوبك على دراية بالمباحثات لا تتوقعوا أي شيء ما لم تغير إيران رأيها بشكل مفاجئ وتوافق على تثبيت (للإنتاج). لا أعتقد أنهم سيفعلون. ماذا تريد إيران؟ قالت مصادر في قطاع النفط الإيراني إن طهران تريد أن تسمح لها أوبك بإنتاج 12.7 بالمئة من إجمالي حجم ما تضخه المنظمة بما يعادل ما كانت تستخرجه قبل 2012 عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على طهران بسبب أنشطتها النووية. ورفعت العقوبات في يناير/ كانون الثاني 2016. وخلال الفترة بين 2012 و2016 زادت السعودية والدول الخليجية الأخرى الأعضاء في أوبك مستويات الإنتاج للمنافسة على الحصة السوقية مع المنتجين مرتفعي التكلفة مثل الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك تعتقد إيران أن حصتها العادلة في الإنتاج يجب أن تكون أكبر من حجم ما تضخه حاليا والذي تقول إنه ينبغي أن يزيد حالما توقع طهران على استثمارات جديدة مع شركات نفط عالمية. وقال نوفاك امس: إيران تعتقد أن هذا الحجم الذي كان لها قبل العقوبات عادل. جرت مناقشة هذا أكثر من مرة.

مشاركة :