بدأ الجيش السوري أمس (الثلثاء) هجوماً بريّاً من أربعة محاور على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة تحت غطاء جوّي كثيف. وقال مصدر مقرّب من القوات الحكومية السورية إن «إعلان الهجوم بدأ بعد 4 أيام من القصف الجوّي العنيف نفذته مقاتلات روسية وسورية على مواقع مقاتلي المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن «القوات الحكومية تمكنت بعد أقل من ساعتين من بدء الهجوم من السيطرة على حي الفرافرة بمدينة حلب القديمة بعد انكفاء مقاتلي المعارضة باتجاه عمق المدينة القديمة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي».الجيش السوري يشن أكبر هجوم بري على حلب ويسيطر على حي الفرافرة دمشق - أ ف ب استعاد الجيش السوري أمس الثلثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2016) حياً كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سورية منذ العام 2012، وفق ما أفاد مصدر عسكري، بعد أيام من حملة ضربات جوية مكثفة. وتجددت الغارات على أحياء المعارضة في حلب عصر أمس، متسببة بمقتل 11 مدنياً على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطر الجيش السوري أمس (الثلثاء) على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف العام 2012. وقال مصدر عسكري في دمشق لـ «فرانس برس»: «استعاد الجيش السيطرة بالكامل على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين». وأوضح أن استعادة الحي «تأتي استكمالاً للعملية العسكرية التي تم إعلانها (الخميس) والمتضمنة جانباً استطلاعياً وجوياً ومدفعياً برياً». وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، يشكل الحي إحدى حارات المدينة القديمة في حلب، لافتاً إلى أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على أبنية وشوارع ضيقة فقط. ويقع الحي بحسب المرصد في منطقة تماس مع مناطق سيطرة المعارضة، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة في المنطقة. ويعد هذا التقدم الأول للجيش داخل مدينة حلب منذ إعلانه ليل الخميس بدء هجوم هدفه السيطرة على مناطق الفصائل التي يحاصرها منذ نحو شهرين. وتتعرض الأحياء الشرقية منذ الخميس لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب تحت وطأة الغارات في ظل ظروف إنسانية صعبة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية وندرة معظمها من الأسواق. وحذّرت منظمة الصحة العالمية أمس (الثلثاء) من أن المرافق الصحية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل». وقالت متحدثة باسم المنظمة في جنيف «خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها، أصيب أكثر من مئتي شخص بجروح ونقلوا إلى مرافق صحية تعاني نقصاً في طواقمها». وطالبت المنظمة بفتح «طريق إنساني بشكل فوري لإجلاء المرضى والجرحى من القسم الشرقي من المدينة». من جانبه، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا إن «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقياً على الإطلاق وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي». وقال «أضم صوتي إلى دعوات المجموعة الدولية لروسيا كي تبذل جهوداً ذات مصداقية بهدف إعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية وإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى حلب وتأمين الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة». وأسفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس (الثلثاء) لما وصفته بـ «خطوة كبيرة إلى الوراء في الأيام الأخيرة» في شرق حلب، منتقدة العنف «الوحشي للغاية» والذي قالت إنه «موجه بوضوح ضد السكان المدنيين». وأضافت «من الواضح أنه على نظام الأسد وروسيا اتخاذ مبادرة لإعطاء فرصة جديدة لوقف إطلاق النار و(إدخال) المساعدات الإنسانية». على جبهة أخرى، قتل 12 مدنياً بينهم خمسة أطفال وامراتان خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء إطلاق حرس الحدود الأتراك الرصاص عليهم أثناء محاولتهم العبور من ثلاث نقاط في سورية إلى تركيا، وفق ما ذكر المرصد الثلثاء. وتنفي تركيا باستمرار فتح قواتها النار على المدنيين الذين يحاولون دخولها من سورية، وتؤكد أن أبوابها مشرعة دائماً أمام السوريين الهاربين من المعارك.
مشاركة :