ناهيكاري: "لا يوجد شيء أجمل من لعب مباراة نهائية"

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لقد سبق لها أن لعبت خمس مباريات نهائية. ولكن الأقدار كانت قاسية جداً في حقها. صحيح أنها خسرت في جميع تلك المواجهات الحاسمة، إلا أنها مازالت مصرة على المضي قدماً، مؤكدة أنه "لا يوجد شيء أجمل من لعب مباراة نهائية". ثم تضيف بنبرة تنم عن نضج كبير: "إذا توقف المرء لوهلة وفكر ببرودة في هذه الحصيلة، فسيجد أن ما حققناه كان أمراً مدهشاً. نعم لقد خسرنا، ولكن من الصعب جداً الوصول إلى ما وصلنا إليه. وهذا شيء ينبغي أخذه بعين الاعتبار أيضاً. فليس من المعتاد أن يحقق فريق مثل هذا الإنجاز. إنه أمر يتطلب الكثير من الجهد والتضحية". لسنا هنا أمام تحليل حكيم لمدربة مخضرمة. بل إنه الاستنتاج الذي خلصت إليه فتاة في التاسعة عشرة من العمر، ويتعلق الأمر بواحدة من قائدات الفريق الإسباني المقبل على المشاركة في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة بابوا غينيا الجديدة 2016 FIFA. إنها ناهيكاري غارسيا التي سبق لها أن أحرزت فضية وبرونزية في بطولة أوروبا تحت 17 سنة، وثلاث فضيات في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 20 سنة وفضية كأس العالم تحت 17 سنة كوستاريكا 2014 FIFA. ففي المجموع، خاضت مهاجمة ريال سوسييداد ما لا يقل عن أربع مباريات نهائية على الصعيد القاري وأخرى في المسرح العالمي، علماً أن الحظ عاكسها في جميع تلك المواجهات الحاسمة. لكنها لا تستسلم، إذ تقول النجمة الإسبانية الواعدة في حديث لموقع FIFA.com: "في كل مرة نخوض غمار واحدة من هذه البطولات الكبرى، تتعزز لدي الفكرة بأن هذا هو ما أريد القيام به، حيث بدأنا نرى وجهاً آخر لكرة القدم النسائية. فقد أصبح الناس يتعاملون معنا مثل محترفات على أعلى مستوى". صحيح أن الاحتراف لا يزال بعيداً عن الملاعب النسائية في إسبانيا، بيد أن كرة السيدات في البلاد آخذت في شق طريقها بثبات نحو الاتجاه الصحيح. وفي هذا الصدد، تقول ناهيكاري التي توفق بين مزاولة كرة القدم والدراسة في السنة الثانية لتخصص الطب: "إن لهذه الرياضة مستقبل مشرق. لقد قامت اللاعبات بعمل رائع. لدينا لاعبات كبيرات في أكبر الأندية الأوروبية، وقد أصبح أخيراً بإمكاننا رؤية منتخبنا الوطني للسيدات في قناة التلفزيون العامة، ونأمل أن تواصل لعبتنا نموها بهذه الطريقة". تتميز غارسيا بتفائل قل نظيره، حيث تنظر دائماً إلى نصف الكوب الممتلئ. وأوضحت لاعبة لاروخا بالقول: "عندما كنت صغيرة لم تكن هناك لاعبة قدوة. كان يعجبني راؤول جونزاليس لاعب ريال مدريد. لقد كان مقاتلاً كبيراً. ربما لم يكن يتميز بفنيات عالية جداً، ولكنه كان دائماً يدعم رفاقه ويُقاتل من أجل الفريق". وتابعت: "أما في الوقت الحالي، فأنا أحب مشاهدة لاعبات المنتخب الوطني الأول، مثل فيكي وإيريني باريديس اللتين تُعتبران مثالاً يُحتذى به". وبالفعل، أصبحت اللاعبات الدوليات الإسبانيات يحظين بشهرة واسعة، حتى أن ناهيكاري نفسها تفاجأ عندما يتعرف عليها الناس في الشارع. فرصة الثأر قلنا في البداية إن الأقدار كانت قاسية جداً في حقها. ليس فقط لأنها حرمتها من الذهب في خمس مناسبات، ولكن أيضاً بالنظر إلى السيناريو الذي انتهت به المحاولة الأخيرة. ففي نهائي بطولة أوروبا تحت 20 سنة التي استضافتها سلوفاكيا، وعلى أرضية متضررة من الأمطار الشديدة، فشلت المهاجمة الإسبانية في هز الشباك الفرنسية عندما أتيحت لها فرصة واضحة جداً على إثر انفرادها بحارسة المرمى في الوقت بدل الضائع. وتستحضر ناهيكاري تلك الذكرى بالقول: "لقد تألمت كثيراً، بطبيعة الحال. لكن التعافي كان أفضل مما كان متوقعاً. فقد حصلت على دعم كبير من الفريق بأكمله. سادت روح الوحدة بيننا جميعاً وقد أظهر الفريق نضجاً كبيراً. وحتى في الشبكات الاجتماعية كانت رسائل الدعم كثيرة". وتُعتبر روح الوحدة هذه ثمرة للعمل المستمر، علماً أن أساس هذا الفريق تشكل منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث كانت البداية تحت إمرة المدرب خورخي فيلدا، الذي أدار دفة جيل تحت 17 سنة وتمكن من قيادة الفريق إلى نهائيات بابوا غينيا الجديدة، قبل أن يستلم زمام المنتخب الأول. والآن تتدرب ناهيكاري وزميلاتها تحت إدارة بيدرو لوبيز، الذي يتولى مسؤولية قيادة كتيبة لاروخا في مسابقة عالمية لم تشارك فيها بلاده سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك في نهائيات تايلاند 2004. وأوضحت مهاجمة ريال سوسييداد في هذا الصدد: "لم نلاحظ أي تغيير لأن هناك استمرارية في النهج والأسلوب. فالمدربون يعملون معاً ويساعدون بعضهم البعض، وهذا ما يسهل عملية تطوير المنتخبات. هذا يساعدنا كثيراً نحن اللاعبات في الانتقال من فئة إلى أخرى. إنهم قريبون جداً من بعضهم البعض، ويمكن التواصل معهم بسهولة، ونحن اللاعبات نقدّر ذلك جيداً لأننا نشعر بالثقة للحديث مع كل منهم". ستلعب إسبانيا في المجموعة الثانية إلى جانب كل من كندا ونيجيريا واليابان، علماً أن منتخب ناديشيكو كان هو الذي قضى على أحلام الأيبيريات في نهائي كأس العالم تحت 17 سنة في كوستاريكا قبل عامين ... ولا تخفي ناهيكاري رغبتها في الثأر لبلادها، مؤكدة أن "المهمة ستكون صعبة ولكننا ونتحلى بعزيمة قوية ورغبة كبيرة في العمل بجد". كما ستأخذ المهاجمة الإسبانية معها بعض الكتب الطبية في حقيبة السفر إلى بابوا، حيث سيكون المعسكر طويلاً على أمل أن تدوم مغامرة لاروخا في البطولة حتى اليوم الأخير. وإذا أفلحت كتيبة بيدرو لوبيز في ذلك، فسيتعين على ناهيكاري إيجاد بعض الوقت لمواكبة دراستها. وعلى أي حال، فقد وجدت اللاعبة الواعدة حيلة مفيدة، حيث تقول مبتسمة: "في بعض الأحيان أطلب من طبيب الفريق أن يشرح لي بعض الأشياء. لقد كان ذلك مفيداً لي في السنة الأولى. والآن اخترت عدداً أقل من المواضيع الدراسية لمواكبة الفصل الدراسي على نحو أفضل. كان الهدف من ذلك هو إيجاد التوازن بين متابعة الدراسة ومزاولة كرة القدم بعيداً عن أي توتر". أما الآن، فإن تركيزها منصب على الذهب الذي طال انتظاره... بعيداً عن أي توتر كذلك...

مشاركة :