مع «امرأة استثنائية»، وصل مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية»، الذي نظّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى محطته الأخيرة، مختتماً ليالي من البهجة والمتعة والفرجة المسرحية المتميزة. فمساء أمس أسدل المهرجان ستائره بالعرض الأخير لمسرحية «امرأة استثنائية» التي قدمتها فرقة المسرح العربي على خشبة مسرح الدسمة على مدار يومين متتاليين. ومزج العرض بين الكوميديا والتراجيديا، وأوضح كيف يمكن أن تتبدل طباع البشر، ويتحول مسار الإنسان من دون قصد منه تحت ضغوط الحياة وتأثير المواقف التي يتعرض لها، وكيف يمكن أن يتخلى عن صفة من صفاته أو يضحي بأعز ما يملك وبمن وهبوا له حياتهم، إلى جانب قضايا أخرى منها معاناة الأزواج مع كثرة التدخلات من جانب الآخرين في حياتهم، وعقد البشر وما تترتب على المحيطين بهم. بطلة العرض، والتي جسدت دورها الفنانة سماح، شخصية قيادية تهتم بشؤون المرأة. ومزجت سماح بين التراجيديا والكوميديا خلال تجسيدها للدور، حتى أنها أصبحت شديدة وقاسية في المواقف التي تظهر فيها أنها لا تحتاج إلى وجود الرجل، لكنها سرعان ما تتحول إلى عاشقة مع طرقات أول رجل لأبواب حياتها بعد أن يوهمها زوج صديقتها بحبه، وجسد دور زوج الصديقة ببراعة الفنان فيصل العميري، فيما أجادت في تجسيد دور الصديقة الفنانة نسرين. وأجاد مخرج العرض الفنان أحمد فؤاد الشطي في توصيل الفكرة وتجسيد الحلقة المفرغة من معاناة أبطاله بكوميديا وسلاسة.