افتتحت أعمال الفنان العراقي سعد علي أمس الأول، الموسم الثقافي والتشكيلي لجاليري المرخية بمركز كتارا للفن (المبنى رقم 5). ويستمر المعرض إلى غاية الحادي عشر من نوفمبر المقبل. وتابع عدد من الحضور، الأعمال الاحتفالية لسعد علي بأحجام كبيرة، بشخوصه المعهودة التي أضحت أيقونته وسمته الخاصة به التي نحتها على مدى عقود من الزمن. يعد الفنان سعد علي، من الفنانين الذين مارسوا فن الرسم منذ نشأته الأولى، وتميز بأشكاله الفنية عن أصدقائه في رسم اللوحة في بداياته، وهذا ما جعله يحتل مكانا حساسا بين مجايليه. قال عنه الناقد نصير عواد: «لقد خرج الفنان «سعد علي» من بيته في المرّة الأخيرة لكي يعود بسرعة، أو لا يعود مطلقا، ليبقى الشرق في ألوانه والوطن في أبطاله والبيت في مفرداته. أعوام طوال بين إيطاليا وهولندا وهو في بحث مستمر عن أسلوب يعبر فيه عن شخصيته وعن قيمة العلاقة بين موهبته والمتلقي؛ ولذلك لم تنغلق تجربته أو تتعلق في الفراغ. في معرضه الشخصي الأخير تطالعنا لوحات تبوح بحكايات متعددة المعاني بتعدد العيون، حكايات لا تستوقفك فقط بل وتطالب بالإنصات لمستويات السرد، وتترك لخيالك لذة التفكيك والبناء والإنشاء بما تشتهي. فالأجواء الحالمة والخيالية للوحة سربت للمتلقي هذه الخيوط، ولكن دوما خلف تفصيل من الحكاية يمتنع عن البوح خلف الأبواب والشبابيك. تفصيل يتجلى في الغموض للإعلان عن حضور اللوحة». ويصف عواد مخيلة سعد بـ «صندوق عرس عتيق» مزدحم بألاعيب الطفولة وشوارع مدينة منسية على نهر الفرات، تنتشر على أطرافها قبور أئمة مجهولين، ونساء تعج بألوان الشرق بألوان حمراء وبرتقالية وذهبية تتدرج تبعا لفرشاة الفنان ومزاجه، لتروي ما قد نسيته الخطوط من سرد على ألوان الجسد. تدرج اللون ودرامية الخطوط يعطي الانطباع بشاعرية اللوحة وعمق دلالات الألفة والحلم». وإذا كان يتساءل المتلقي عن تشابه الوجوه في لوحات سعد علي، فإن الناقد نصير عواد، يرى ذلك التشابه ما هو إلا نوع من البحث عن رمز كوني بذرته في وادي الرافدين. يشار أن سعد علي درس فن الرسم في مشغل الفنان العراقي هاشم الوردي؛ حيث تعرف في هذه المرحلة على «جماعة الرواد» واشترك معهم في عرض لوحاته ضمن معارض جماعية أقيمت في قاعة الفن الحديث كولبنكيان وقاعة التشكيليين العراقيين. وأقام سعد علي معرضه الأول في قاعة الكاظمية عام 1976.;
مشاركة :