أدان ساسة ألمان الاعتداء بعبوات ناسفة على مسجد وقاعة مؤتمرات في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا الاثنين. وتعتقد الشرطة أن الهجوميين وقعا بدوافع عدائية للأجانب. ودقت تعليقات الصحف ناقوس الخطر، محذرة من تجدد العنف. وفجر مجهولون مساء الاثنين عبوات ناسفة عند مدخل باب أحد المساجد ومبنى مخصص للمؤتمرات بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا دون أن تقع إصابات. وقال رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الألماني إنها «اعتداءات جبانة تستهدف أبرياء، يجب ألا يكون لها مكان في ألمانيا». أما صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» فقد اعتبرت أن توقيت الاعتداء ليس من دون دلالات، وكتبت تقول: «وكأنهم يريدون تكذيب أنباء النجاح التي أعلن عنها في الذكرى السنوية لمؤتمر الإسلام في ألمانيا، قام متطرفون في دريسدن بتنفيذ اعتداءين بالمتفجرات. واحد منهما استهدف مسجدا. دريسدن، حركة بيغيدا، ومعاداة الإسلام- كلها عناوين تقود ببساطة حتمية إلى الاعتراف بوجود تسلسل إجباري. والحقيقة المحزنة هي أن هذه الاعتداءات ليست خاصية مرتبطة بولاية ساكسونيا أو بشرق ألمانيا، بل هي موجودة أيضا في غرب ألمانيا. فقبل أسبوع من اليوم الوطني للوحدة الألمانية الذي من المرتقب أن يتم الاحتفال به في دريسدن تبدو هذه الاعتداءات أيضا كأنها موجهة ضد الجالية المسلمة التي تحيي «يوم المسجد المفتوح» في يوم الوحدة الألمانية». هذا وعززت الشرطة الألمانية حمايتها لمؤسسات إسلامية في دريسدن بعد انفجار العبوتين الناسفتين. وقال هورست كريتشمار قائد شرطة دريسدن في بيان «رغم أنه ليس لدينا إعلان مسؤولية حتى الآن، فإننا يجب أن نتحرك على أساس أن الدافع هو الخوف من الأجانب». لكن صحيفة «فيستفالن بوست» الصادرة بمدينة هاجن تجاوزت فرضية الشرطة، وكتبت تقول: «العبوة الناسفة ضد مركز المؤتمرات الذي من المقرر أن يتحدث فيه الرئيس الألماني بمناسبة ذكرى الوحدة الألمانية، هي اعتداء رمزي ضد أعلى ممثلين للدولة، والعبوة الناسفة ضد المسجد هي اعتداء ملموس ضد حياة المسلمين في البلاد. فرضية «العداء للأجانب» التي تنطلق منها شرطة دريسدن ليست مرآة لكامل الحقيقة: فالإرهاب موجه ضد الجمهورية الاتحادية وقيمها وسكانها». وتجدر الإشارة إلى أن دريسدن هي مهد حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمه الغرب» أو ما يصطلح عليه باختصار «بيغيدا» المناهضة للمسلمين، والتي كانت مسيراتها الأسبوعية تجتذب نحو 20 ألف شخص في مطلع 2015 عندما كانت في أوج شهرتها. واعتبرت صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» أن استخدام العنف كخيار بات متجذرا داخل المجتمع، وكتبت تقول: «المقلق في الاعتداءات بالمتفجرات في دريسدن ليس في المقام الأول وجود أشخاص منفردين يعتبرون التدمير الأعمى هو الحل. إنها الأجواء السائدة التي تجعل الجناة يعتقدون أن فعلتهم مقبولة من قبل أجزاء من المجتمع.;
مشاركة :