أكد عدد من المحللين السياسيين، أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إلى تركيا اليوم، تأتي تأكيدا على عمق العلاقات بين البلدين وما لهما من تأثير قوي على الساحتين الإقليمية والعالمية، وقدرتهما على معالجة كثير من الملفات التي ما زالت تحتاج إلى مزيد من التنسيق المشترك، للخروج برؤى موحدة تسهم في إيجاد حلول مناسبة لها. وفي هذا الإطار، يؤكد لـ«عكاظ» رئيس مركز القرن العربي للدراسات السياسية سعد بن عمر، أهمية زيارة ولي العهد كونها الأولى لمسؤول سعودي بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا التي تمثل للسعودية حليفا إقليميا ودوليا يمكن الاعتماد عليه في كثير من قضايا المنطقة، وخصوصا الأزمة السورية التي تتطابق وجهات نظر الرياض وأنقره حول كيفية معالجتها. وأضاف: «تركيا ذهبت بعيدا بعودة علاقاتها مع روسيا إلى سابق عهدها، وهو ما تراه السعودية شأنا داخليا ما لم يضر بوجهات النظر المتطابقة بين البلدين حيال الأزمة السورية»، وقال: «إذا كانت تركيا قد استطاعت أن تمضي إلى الأمام في مطالبها بقيام منطقة آمنة في الشمال السوري، فإن ذلك ينسجم مع مطالب المملكة وتأكيدها على وحدة الأراضي السورية، والتركيز على خلاص سورية من الأسد». ملفان مهمان من جانبه، يرى أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود إبراهيم النحاس أن الزيارة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وهي علاقات متعددة الجوانب والمجالات، وتتفاعل دائما مع الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وتؤثر بشكل مباشر على تطورات الأحداث فيه، وشدد على أهمية الزيارة في هذا الوقت بالذات، في ظل تصاعد وتيرة الأحداث السياسية الذي يؤثر في أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وهو ما يتطلب تنسيقا عالي المستوى بين البلدين، مضيفا «لعل من أهم هذه الأحداث التي تتطلب عملا متقدما بين الدولتين ملفا الاستقرار السياسي في المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ففي الملف الأول المتعلق بالاستقرار السياسي تبرز الأزمة في سورية التي تؤثر على المنطقة بشكل كبير، وعلى تركيا والدول العربية بشكل خاص، وتحتاج إلى معالجة سريعة خصوصا في ظل تمادي النظام السوري بقيادة بشار الأسد في تدمير الدولة السورية وقتل مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وتهجير الملايين في الداخل والخارج». مكافحة الإرهاب وأوضح النحاس أن ملف مكافحة الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية ضمن الملفات التي تهم المملكة وتركيا، خصوصا أنهما عانتا طويلا من الإرهاب بتنظيماته المختلفة، وتحرص المملكة على العمل مع الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، ولذلك تعتبر الزيارة في هذا التوقيت مهمة جدا خصوصا في ظل تنامي قوة ووجود تنظيم «داعش» الإرهابي في الأراضي السورية والعراقية. وأضاف: هناك أيضا ملف سياسي مهم جدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، يتمثل في عملية إعادة الشرعية إلى اليمن، معتبرا دعم تركيا لمجهودات قوات دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة من العوامل المهمة جدا لأمن واستقرار المنطقة. من جهته، أكد مدير البرامج الخاصة في جامعة نايف، اللواء ركن الدكتور على هلهول الرويلي، أن زيارة ولي العهد إلى تركيا تأتي في إطار زياراته المهمة للدول الفاعلة إقليميا وعالميا، وهي تأتي في وقت دقيق وحرج لاعتبارات عدة أهمها، أن تركيا دولة إقليمية فاعلة وتشترك مع المملكة في ملفات عدة أهمها الأزمة السورية والوضع في العراق، والحرب على الإرهاب وخصوصا تنظيم «داعش»، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتصنيع العسكري. ويرى الدكتور أحمد الركبان أن العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعطي دفعة قوية لزيارة ولي العهد التي تبعث رسائل مهمة جدا للعالم، مفادها أن العلاقة بين البلدين أزلية، ولا يمكن إلا أن تكون فاعلة ومؤثرة.
مشاركة :