يبدو أن سام ألاردايس الذي تقدم أمس (الثلثاء) باستقالته من منصبه في المنتخب الإنكليزي لكرة القدم، ليس المدرب الوحيد الذي أغرته الأموال، بل اتهم ثمانية من المدربين الحاليين والسابقين في الدوري الإنكليزي الممتاز بالحصول على رشاوى. واستقال ألاردايس مساء الثلثاء بعد مباراة واحدة فقط مع المنتخب الإنكليزي وذلك على خلفية تقارير صحافية إنكليزية أشارت إلى تورطه بأعمال رشوة. ويبدو أن ألاردايس نصح بكيفية الإلتفاف على القوانين وقد نشرت صحيفة "دايلي تلغراف" شريط فيديو وهو يتواجد برفقة صحافيين زعموا بأنهم رجال أعمال من شرق آسيا يملكون وكالة وهمية مختصة بعقود اللاعبين، وهو أعلمهم أنه بالإمكان الإلتفاف حول القانون الذي يمنع أن تكون حقوق عقود اللاعبين مملوكة من طرف ثالث غير اللاعب والنادي. ووافق ألاردايس على السفر إلى سنغافورة وهونغ كونغ كسفير لمؤسستهم الوهمية مقابل الحصول على مبلغ 400 ألف جنيه إسترليني (519 الف دولار، 461 الف يورو). كما انتقد ألاردايس في الفيديو قرار الإتحاد الإنكليزي بإعادة بناء ملعب ويمبلي وسخر من سلفه روي هودجسون. واستدعي ألاردايس الثلثاء إلى مقرّ الإتحاد الإنكليزي للإدلاء بشهادته قبل أن يتوصّل الطرفان إلى اتفاق بفسخ العقد بينهما. لكنّ القضية لم تتوقّف عند هذا الحد، إذ صوّر ثلاثة وكلاء لاعبين وهم يتحدّثون عن الفساد في كرة القدم والحصول على أموال غير مشروعة من أجل التوقيع مع اللاعبين. وكشفت "دايلي تلغراف" عن تورّط ثمانية من المدربين الحاليين والسابقين في الدوري الإنكليزي الممتاز وآخرين من ناديين يلعبان في الدرجة الأولى. وقال الوكيل الإيطالي جوسيبي باليارا بأنه فتح حسابات مصرفية في سويسرا لمصلحة مدربين وعمل من خلال وسطاء من أجل تغطية المدفوعات غير المشروعة، مضيفاً في حديث مع الصحافي المتخفّي الذي التقاه في مطعم "سان كارلو" في مانشستر: "هناك أمر بإمكاني دائماً الإعتماد عليه وهو جشع المدربين". وأشار باليارا إلى أن هناك مدرباً في الدوري الممتاز عمل معه في السابق كان يستخدم عبارات "مشفرة" للسؤال إذا كان سينال حصّته من الصفقة، وإحداها: "هل سأحصل على بعض القهوة؟". أما الوكيل الإنكليزي داكس برايس، فكشف أن هناك أحد المدربين الذي كان يرفع رواتب اللاعبين ويتفق معهم على أن ينال حصة شهرية قدرها 4 آلاف جنيه إسترليني (5200 دولار و4640 يورو) من كل واحد منهم. وبدوره كشف الوكيل الآخر سكوت ماكغارفي الذي لعب سابقاً مع مانشستر يونايتد، بأنه دفع لأحد المدربين 30 ألف جنيه إسترليني من أجل ضمان حصول إنتقال أحد اللاعبين، مشيراً إلى أن عملية الدفع كانت تحصل من خلال حساب مصرفي في موناكو. ولم تكشف "دايلي تلغراف" عن أسماء المدربين الذين تدعي تورطهم، لكنها أشارت إلى أن الوكلاء الثلاثة رددوا العديد من الأسماء ذاتها، مؤكداً بأنها نقلت المعلومات ونص الحديث مع الوكلاء إلى الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم والشرطة. وعند الإتصال بباليارا لمواجهته بما قاله للصحافي المتخفي، نفى الوكيل الإيطالي قيامه بأي مدفوعات للمدربين، فيما أكد ناطق باسم ماكغارفي بأن الأخير لم يرتكب أي خطأ. ورفض برايس بدوره التعليق من دون الحصول على المزيد من التفاصيل وكل ذلك بحسب "دايلي تلغراف".
مشاركة :